* الرياض عبدالرحمن المصيبيح:
يبدأ فخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نطرباييف في الربع الأول من العام المقبل 2003م زيارة للمملكة تستغرق عدة أيام.
أعلن ذلك في مؤتمر صحفي عقده سعادة سفير كازاخستان لدى المملكة السيد أوسكار موسنيوف ظهر أمس في مقر السفارة بالرياض، معلقاً آمالاً كبيرة على هذه الزيارة ولقاء الرئيس الكازاخستاني بخادم الحرمين الشريفين. وبحث الكثير من الأمور التي تهم البلدين الشقيقين.
وقال السفير: ان علاقة المملكة بجمهورية كازاخستان تزداد قوة ورسوخاً بفضل من الله ثم بفضل السياسة الحكيمة لقادة البلدين المسلمين.
وكان السفير الكازاخستاني يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس في مقر السفارة بالرياض بمناسبة العيد الحادي عشر لاستقلال جمهورية كازخستان وعرض كتاب «علاقة المملكة بجمهورية كازخستان».
في بداية المؤتمر شاهد رجال الاعلام فلماً وثائقياً عن جمهورية كازاخستان. بعد ذلك استهل السفير المؤتمر بكلمة رحب فيها بالحضور وقال: أتمنى أن تكون أخذتم فكرة كاملة من خلال هذا الفيلم عن جمهورية كازاخستان وما حققته خلال السنوات العشر الماضية من استقلالها، مُعدّاً استعراض الروابط التاريخية والعلاقات القوية بين المملكة وكازاخستان هو محور الحديث في هذا المؤتمر الصحفي، وتناول السفير في حديثه جمهورية كازاخستان قائلاً: كما تعلمون انها بلد إسلامي نسبة المسلمين من حيث عدد سكانها 15 مليون حوالي 70% وهي دولة مستقلة منذ عشر سنوات وحقيقة ان روابط العلاقات التاريخية بين كازاخستان والعرب موجودة منذ زمن طويل وهي علاقات تاريخية ممتازة وكبيرة.. وقد اعترفت المملكة العربية السعودية باستقلال جمهورية كازاخستان مباشرة بعد إعلانها في سنة 1991م وكانت من أولى دول العالم التي اعترفت بكازاخستان وباستقلالها وكانت أيضاً (المملكة) من أوائل الدول التي دعمت كازاخستان وقدمت يد العون والمساعدة لجمهورية كازاخستان، وكان لهذا الدعم والاهتمام عظيم الأثر في نفوس الشعب الكازاخستاني.
زيارة تاريخية
وعدّ السفير الكازاخستاني زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران لجمهورية كازاخستان في سنة 2000م زيارة خير وبركة وفتحة لصفحة كبيرة من التعاون والمحبة بين البلدين، وهي حقيقة أول زيارة لمسؤول سعودي يزور جمهورية كازاخستان.
واستعرض السفير الكازاخستاني مجالات الدعم التي تقدمها المملكة فقال إن من ذلك مشروع تنمية العاصمة الجديدة التي تم انتقالها منذ خمس سنوات وهي مدينة «اسطنة» حيث يتم حاليا بناء الكثير من المشروعات الجديدة ومنها مشروع مثل مباني البرلمان حيث وافق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله بدعم جمهورية كازاخستان بمبلغ كبير حوالي «15» مليون دولار لوضع مبنى البرلمان في العاصمة الجديدة كما تساعد المملكة في بناء المستشفيات حيث يوجد هناك مستشفيان لأمراض القلب في مدينتين وهناك مشاريع أخرى عن «طريق الصندوق السعودي للتنمية» لعدة مشاريع، خاصة مشاريع الطرق والبنية الأساسية. كما ان هناك مجالات للتعاون في المجال السياسي والاقتصادي.
تاريخ العلاقات السعودية الكازاخستانية
وتناول السفير اسكار الكتاب الجديد الذي تم اعداده فقال: إنه يتحدث عن تاريخ العلاقات السعودية الكازاخستانية ومستقبلها. كما شاهد خلال هذه الزيارة المعرض الذي اقيم بهذه المناسبة وتحدث عن العلاقات السعودية الكازاخستانية.
السفير يجيب عن أسئلة الصحفيين
استهل سعادة السفير اسكار اجابته عن سؤال ل«الجزيرة» عن مجالات التعاون بين المملكة وجمهورية كازاخستان فقال: أولاً أبدأ بالحديث عن مجالات التعاون الاقتصادية حيث يوجد تشابه كبير بين المملكة وكازاخستان في تكوين الاقتصاد، وكما هو معروف فإن المملكة تعتمد على ثروتها البترولية ولاستخراج النفط وتصديره وكازاخستان لديها ثروات نفطية كبيرة تم اكتشافها مؤخراً وهناك ما يعادل حوالي «50» بليون برميل من النفط موجود في كازاخستان ولدينا علاقات قوية مع شركة أرامكو السعودية نظراً للتجارب الكبيرة والموفقة في مجال استخراج النفط وتصديره ومع الشركات المحلية في كازاخستان، كما توجد بعض الشركات النفطية السعودية الآن في السوق الكازاخستانية وتستمر في الثروة المعدنية.
وكما هو معروف فإن كازاخستان غنية بعدد من الثروات المهمة مثل: النحاس والحديد وهي المعادن التي تصدرها للمملكة ومنها المواد المستخدمة لإنتاج الكوابل وكذلك أنواع صناعة الحديد لمشاريع البناء وهناك مجالات تعاون في مجالات الزراعة ولدينا النية لفتح مجال التعاون فيما يخص انتاج القمح وكذلك مجال الأدوية كما هو معروف فإن المملكة لديها صناعة قوية في مجال الأدوية، وهناك إمكانية لفتح المجال في هذا المجال.
ومن المجالات الاقتصادية الواعدة هو مجال التعاون في الفضاء في الأقمار الصناعية.. كما تعرفون فإن كازاخستان لها مجال اطلاق الصواريخ الفضائية وتم اطلاق قمرين اصطناعيين سعوديين بواسطة صواريخ من كازاخستان، وهذه الأيام رئيس وكالة البحوثات الفضائية السعودية الأمير تركي يزور حاليا كازاخستان ويجري مباحثات رسمية في هذا المجال وتوسيع هذا المجال من التعاون.
وهناك مجالات أخرى غير الاقتصاد لدينا الروابط الدينية وهناك بعض الطلبة من جمهورية كازاخستان يدرسون في المملكة وهناك وفود من كازاخستان تزور المملكة.
وتطرق السفير الكازاخستاني إلى مناسبة مهمة وهي انعقاد ندوة حول امكانية الاستثمار في كازاخستان وسيتم تنظيم هذه الندوة بالتعاون مع اتحاد غرف الصناعة والتجارة السعودية وسيتم تنظيمها في شهر فبراير القادم بدعوة جميع رجال الأعمال السعوديين المهتمين بالاستثمار في كازاخستان.
حيث سيحضر هذه الندوة عدد من المسؤولين والوزراء المختصين في كازاخستان وبعض رجال الأعمال.
وعلق السفير في ختام تصريحه آمالاً كبيرة على هذه الندوة ودعم مسيرة التعاون بين المملكة وكازاخستان.
وأكد في معرض اجابته اهتمام كازاخستان بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي نظراً لحجم الاستيراد والتصدير مع العديد من الدول الأوروبية.كما ان كازاخستان قد دخلت مع بعض المنظمات الأوروبية فعلى سبيل المثال جمهورية كازاخستان عضوا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «الفيفا» واعترف بها ووضعها في الاتحاد الأوروبي.وأكد السفير حرص كازاخستان على تطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
وأشار السفير الكازاخستاني في معرض اجابته على مجالات التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، فقال: نحن نركز على علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية علما ان هناك تعاوناً مع جميع دول مجلس التعاون لدرجة جيدة جداً وبالنسبة لمجالات التعاون مع دولة الكويت هناك تعاون كبير حيث تقوم دولة الحكويت بتعمير المبنى الحكومي وتكلفته حوالي 10 ملايين دولار وهناك مجالات أخرى للتعاون، وكانت هناك زيارة مهمة قام بها مؤخراً وفد برلماني كويتي إلى كازاخستان تم خلال هذه الزيارة الاتفاق على العديد من مجالات التعاون.
عموما نحن حريصون على تطوير علاقاتنا مع دول مجلس التعاون.
وحول إجابته على سؤال ل«الجزيرة» عن ترتيب حضور الحجاج الكازاخستانيين إلى المملكة فقال: يتم حاليا عمل الترتيب الخاص بذلك وسوف يصل وفد من مسؤولي كازاخستان إلى المملكة لعمل الترتيبات الخاصة بحجاج كازاخستان من إدارة المسلمين لمتابعة هذا الموضوع وهناك حجاج من كازاخستان يأتون بدعوة من خادم الحرمين الشريفين لتأدية فريضة الحج.
وأشار السفير إلى مجالات كبيرة فيما يتعلق بالسياحة وقال انها بلد سياحي جميل.
وقال إن الوضع الداخلي في كازاخستان وضع مستقر والحمد لله، واستطعنا ان نحافظ عليه، وهو ثابت ونفى السفير ان يكون هناك خلايا نائمة في كازاخستان، وان كانت نائمة فهي نائمة طويلة على طول.
مقتل الدبلوماسي السعودي
وتناول السفير الكازاخستاني حادثة مقتل الدبلوماسي السعودي في كازاخستان فقال: إن مقتل الدبلوماسي السعودي كانت جريمة مؤلمة ولكن تم بفضل الله القبض على القتلة وسوف يقدمون للعدالة وهي عصابة تتكون من امرأتين ورجل الذين دخلوا إلى شقة الدبلوماسي السعودي وكان هدفهم المال ومحتويات الشقة حيث نفذوا جريمتهم ويتم حالياً محاكمتهم.
واتوقع ان يصدر حكماً قاسياً وشديدا.
وأكد السفير دعم جمهورية كازاخستان لقضية فلسطين واعادة الحق إلى نصابه ومناصرة الفلسطينيين وتطبيق قرارات الأمم المتحدة وكازاخستان تؤيدها تماما وكما هو معروف فإن كازاخستان عضو في المؤتمر الإسلامي وممثلة في جميع المؤتمرات والقمم.. وكان آخرها قمة الدوحة، وهي مع النضال العادل للشعب الفلسطيني لاعادة أراضيه المغتصبة. وأعلن في ختام تصريحه خلو كازاخستان من السلاح النووي حيث تم تدميره بالكامل.وعن الجالية الكازاخستانية في المملكة قال إنها قليلة جداً.
وفي ختام المؤتمر تناول الجميع المرطبات التي أعدت بهذه المناسبة.
| 
