Tuesday 10th December,200211030العددالثلاثاء 6 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

16/9/1389ه 25/11/1969م العدد 271 16/9/1389ه 25/11/1969م العدد 271
لكي نسعد بالعيد!
يكتبه سكرتير التحرير سليمان محمد العيسى

وأقبل العيد.. لا لينزع منا بسمات الفرحة.. ويبعث في أعماقنا مشاعر السرور.
أقبل العيد.. في صورة حزينة انعدمت فيها اشراقة البهاء وضياء الزمن..
أجل.. يحل العيد.. وانطفاء البسمة تبدو على ثغورنا.. وتخمد أنفاسنا ونحن نسترحم على هذا العيد وهو يمضي بنا حزينا دون أن يدخل البهجة إلى كياننا.
لا أتصور العيد في أزياء جديدة ندفع فيها الثمن باهظاً.
لا أتصور العيد في بسمة مصطنعة تزين بها شفاهنا
ولا أتصور العيد في أحاسيس مؤقتة في صدقها تزول بعد انقضاء أيام العيد لأنني أعرف معنى العيد.. في صفائه.. في تسامحه.. في اخائه.. اعرف معنى العيد في تقانا.. في صدقنا.. في اخلاصنا.
أعرف معنى العيد، في محاولاتنا الجادة لنبذ الكراهية من أعماقنا واماطة الحقد عن نفوسنا.. وازالة الحسد من ضمائرنا.. هذا هو العيد.. لتجسد معانيه العميقة.. الفرحة بقدومه.. والبهجة بحلوله..
لكن.. أين نحن من هذا العيد..؟؟ جدير بنا أن نشارك مآقي تسكب الدموع.. جدير بنا أن نشاطر آلاما تدمي الضلوع.. جدير بنا أن نخفف أنات تبكي المفجوع..
أجل.. هم هناك.. اخوة لكم أعيادهم تمر في الكهوف والمغاور.. وفوق السهول وعند المقابر.. حيث يودعون أرواح شهداء يأبون الضيم ويستنكفون العدوان اخوة لكم.. يغسلون بتضحياتهم تراب الكرامة، ويطهرون بدمائهم ثرى الارض العربية..
شيوخ جلل الشيب رؤوسهم، ومع هذا روح الفداء والشجاعة تتجدد في أعماقهم الشابة، وشباب يتوقدون عزيمة وطموحا يصافحون الموت عن بسالة.. وأرامل فقدن عائلهن في ساحات الشرف يدعمون صفوف الجهاد ببطولة فذة.. وأطفال كالورود المتفحتة لم تحس بجمال الحياة وأرضهم مغتصبة، فحملوا السلاح في وجه المعتدي الغاشم..
على أرض فلسطين.. تتجسد قصص الفداء.. وحكايات البطولة.. على أرض فلسطين يودع أبطالنا المجاهدون أرواحهم لتصعد بإباء، وقد تركوا من خلفهم أجيالا.. وأجيال تكمل حركة الجهاد المخلص حتى يأذن الله بالنصر.. تذكروهم في عيدكم.
الشيوخ والشباب.. الأرامل واليتامى.. الصغار والكبار، ليكن عطاؤكم سخيا.. افتحوا جيوبكم لتمنح أيديكم من غير منة، لأن العيد موسم العطاء والبذل وانكار الذات.. وتذكروا أن كل ريال تدفعونه رصاصة في قلب كل عدو.
وأنت أيها العيد..
مرحبا بك.. وبضيائك يشع ليضيء عتمة الدروب.. مرحبا بك تأتي لتمسح الصدأ الذي علق بأدراننا، وعلى أمل أن ننتشي فيك أريج الحب وعلى أمل أن تجدد طاقاتنا وتحيي عزائمنا وتشعرنا بجمال الحياة.. أحييك بفرحة الشيخ وتهليل الشاب وزغاريد الطفل وحسبي أن أقول في العيد.
اللهم وفق مليكي وامنحه عونك ليحقق آمال أمتنا الإسلامية في عزها المنشود، واكتب اللهم السداد لخطاه المخلصة في سبيل اسعاد شعبه.
اللهم خذ بيد الفيصل المحبوب من نصر الى نصر..
اللهم أعد هذا العيد وقد عمَّ الرخاء في أرضك واعتلت كلمتك.. واندحر أعداء دينك.
وللجميع أصدق الأماني وكل عام وأنتم بخير؟

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved