* تقرير فيصل بن عبدالرحمن الواصل:
فرحة العيد وثيابه الجديدة لم تكن لتحرم أبناء عنيزة من ارتياد المنتزهات البرية ومتعة النظر إلى الطبيعة الخلابة ومسامرة جمر الغضا ورمال «المصفر» بل كانت وما زالت مصدر البهجة والسرور وملهمة الشعراء وسبيلهم للخروج من فوضى المدينة واختناقات السير وأعمدة الدخان المنبعثة من وسائل المواصلات.
وقد ظلت هذه الطبيعة تجتذب المواطنين باختلاف مراحلهم السنية لأن المتعة هي المتعة إلا أنها تختلف في أساليب ممارستها .. فمنهم من تبلغ ذروتها لدى إشعاله للحطب وتقريب «دلة» القهوة وإبريق الشاي ويا حبذا شيء من الحليب .. وبعضهم تكمن متعته في البحث عن الخضرة وأماكن تجمع المياه أو البحث عن «العراجين» أو الكمأ عندما يحل موسم كل منهما.
أما البعض الآخر فيراها في استعراض قدراته في القيادة من خلال صعود الكثبان الرملية والقفز بسيارته رافعاً إياهاً عن الرمال أو التفحيط وعمل الأشكال الهندسية الاحترافية على الرمال .. ومثل هؤلاء تكون ممارستهم للمتعة في تعريض أرواحهم وربما تعريض الآخرين للخطر بالإضافة إلى إتلاف سياراتهم التي ينقص عمرها كلما زادت المتعة ولا ننسى أن مثل هذه التصرفات تكون على حساب الخضرة والطبيعة.
وغالباً ما يجعل هواة الرحلات البرية «الكاميرا» أحد أهم المستلزمات لالتقاط الصور التذكارية وصور الطبيعة موثقين بذلك ذكرياتهم الجميلة في أرشيف الصور الخاصة ومنها هذه الصور التي اخترناها من موقع «مجلس عنيزة» على شبكة الإنترنت والتقطتها «كاميرا» المراقب ساري.
وخلال أيام عيد الفطر المبارك بشكل خاص يرتاد عشاق الطبيعة والصحراء من أهالي محافظة عنيزة منطقة صحراوية تسمى «صعافيق» رغم بعدها بعض الشيء ورغم صعوبة الوصول إليها إلا لمن يعرفون طريقها جيدا ويستقل سيارات ذات دفع رباعي.
وهناك يتجمهر الناس لدى كثبان رملي مرتفع جدا في مكان يسمى «أم دباب» حيث يتحدى بعضهم بعضا في صعود هذه الكثبان إما بواسطة السيارة وإما الدراجة النارية التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل لافت للنظر .. أما بقية المتنزهين فيكتفون بمتعة المشاهدة للعبة الموت وعشاق الخطر والمغامرة.
ويقال بأن تسمية «أم دباب» تعود لوجود خندق أرضي كان يحتمي فيه الناس حال الحرب إذ إنها منطقة تعود لعصور مضت ولم يبق الزمن منها سوى القبور والأطلال وذكرى ماتت في ذاكرة من مات من سكانها.
|