Sunday 8th December,200211028العددالأحد 4 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

23-9-1389هـ، 2-12-1969م، العدد 272 23-9-1389هـ، 2-12-1969م، العدد 272
بعض مظاهر العيد في مملكتنا الحبيبة
في مكة المكرمة «يا حلاوة العيد يا حلاوة.. حلي حلي وعلى النبي صلي..»

* إعداد - خالد أسعد وحمد الفهد الحماد:
كل عام وأنتم بخير - عيد سعيد - عدتم لأمثاله من العائدين
كلمات حلوة تتراقص على الشفاه ممزوجة بالفرحة والتفاؤل والأمل يبدأ المسلمون بتداولها عند سماعهم أول تباشير عيد الفطر المبارك (مدافع العيد) حيث تعلن تلك المدافع انتهاء شهر التقوى والإيمان وبداية شهر شوال بعيد الفطر و«الجزيرة» اذ تشارك الجميع الفرحة بالعيد تتمنى من الله ان يعيده على الأمة الإسلامية وقد اشتد عضدها وتخلصت من الداء الوبيل (إسرائيل) كما يسرها ان تقدم في هذا العدد بعض المظاهر الخاصة بالعيد في بعض مدن المملكة مشاركة منها بهذه المناسبة السعيدة.
مظاهر العيد في مكة المكرمة
كل عام وأنتم بخير.. من العائدين.. كلمات محبة وتهنئة بفرحة صادقة تتراقص على الشفاه بعد ان تعلن مدافع العيد الفرحة الكبرى للصائمين.
وكما تميزت ليالي رمضان بطابع خاص في مكة المكرمة فكذلك الحال بالنسبة للعيد السعيد.. اعتاد الناس.. مع انطلاقة المدفع الأول من مدافع العيد التسوق.. لشراء ملابس العيد وحاجاته.. الاسواق مزدحمة.. وجميع المتاجر والمعارض مرتدية حلة قشيبة ممزوجة بفرح لا شعوري.
الأضواء ساطعة.. وأصوات الباعة تردد في ألحان خاصة (ياحلاوة العيد ياحلاوة) (حلى.. حلي.. وعلى النبي صلي) وحلاوة العيد تعبير محبة يكرم به زوار العيد والمهنئين مع قطرات زكية من الكلونيا أو ماء الزهر تضفي شذى طيبا في أيام الحب.
ففي تلك الليلة يقضي الناس حوائجهم.. لأن الأسواق تقفل تماما في أيام العيد الأربعة ما عدا ملاعب الأطفال إذ تجدها تزدان وتزدحم بالأطفال يبتاعون ما يحلو لهم بما تحصلوا عليه (من عيدية)....
وترى في أيام العيد الأربعة موائد الطعام تزدان بمختلف الأطعمة اللذيذة كالدبيازه واللقيمات والأمبه ويقتصر التزاور في اليوم الأول على الأهل والأقارب.
ثم الخروج بعد العصر للتمتع بمناظر الأودية الجميلة أو اللعب بالحسينية أو العابدية أو استنشاق النسيم العذب بفسحة عرفات والتأمل في الله وحكمته.
ومع أذان المغرب تعود أفواج الفرح إلى البلد، وما ان يحين العشاء حتى يخف دبيبهم على الأرض أو يكاد.. الكل يذهب إلى الفراش مبكراً..
فليلة العيد الأولى يسمونها (اليتيمة).. لعل الجميع يطلب الراحة بعد شهر مليء بالأمسيات الجميلة والسهرات الممتعة..
وتسطع شمس اليوم الثاني والثالث والرابع على مظاهر جميلة للعيد في مكة المكرمة..فالأطفال في ملاعبهم.. وضحكاتهم البريئة العذبة تنطلق صادحة كالألحان الجميلة يتجمعون في الساحات وتكثر المراجيح أو الصناديق كما تسمى هناك والدويخات.. والدراجات.. وطراطيع العيد ثم استئجار الدراجات القديمة أو الحمير المزركشة للتجول بها في أزقة وحواري مكة المكرمة.
وتنقسم مكة المكرمة إلى أحياء رئيسية وأخرى فرعية والتي أهمها جرول - أجياد - المسفلة - والشبيكة - وفي أيام العيد الأربعة يكون كل يوم من أيام العيد مخصصا لاستقبال بقية الأحياء من قبل أحدهم إلا ان هذه الظاهرة بدأت تختفي، فقد تزور صديقك ولاتجده.. وعند ذلك تكتفي ببطاقة تهنئة..
وهكذا.. تمر أيام العيد في بهجة وسرور.. وتنقضي.. فتختفي مظاهرها الجميلة وتعود الحياة إلى طابعها الروتيني المعهود ولكن بعد ان تكون قد رسمت في القلوب قصة سعادة ومحبة تبقى مع الأيام.. حتى عيد آخر ومن العائدين ان شاء الله.
في الرياض
أما في الرياض وهي العاصمة السياسية للمملكة فإن مظاهر العيد تختلف اختلافا كبيرا عن مدن المنطقة الغربية وبإمكاننا ان نقول ان بداية العيد تبدأ من اليوم العشرين من شهر رمضان حيث يبدأ الجميع بالتوافد على الأسواق لقضاء حاجاتهم المختلفة والمتنوعة فمنهم من يصطحب أولاده وبناته لشراء ملابس العيد ومنهم من يذهب إلى الخياط لشراء وتفصيل ثياب العيد والبعض الآخر يذهبون إلى الحلواني لشراء حلاوة العيد وفي الليالي الخمس الأخيرة نجد جموعا كبيرة من الرجال والشباب والأطفال يتوافدون على الحلاقين لقص وتجميل ما طال من شعورهم استقبالاً للعيد.
وتبدأ ترانيم العيد بسماع المدافع التي تعلن نهاية شهر الصوم المبارك وبداية شهر شوال والمسمى (الفطرة) فتبدأ كل عائلة تهنئ أفرادها الموجودين داخل المنزل ثم يبدأ النساء وقلوبهم مفعمة بالفرح بتجهيز الملابس لمختلف أفراد العائلة وكيها وتنظيف صالون الاستقبال.
وفي الثلث الأخير من الليل تبدأ وفود الناس في الخروج من منازلها إلى مسجد العيد في نهاية شارع الملك فيصل حيث يؤدون صلاة -الفجر وصلاة المشهد ثم يعودون إلى دورهم مستبشرين ومهللين.
وبعد تناول طعام الإفطار يبدؤون بالزيارات، الصغير للأكبر للتهنئة ويلاحظ هنا أنه ليس من المفروض ان يرد كبير العائلة التهنئة فيكتفي بزيارة الأصغر للأكبر سواء كان قريبا أو ضيفاً، وينطلق الأطفال فرحين بالعيد السعيد يتحصلون على (العيدية) من آبائهم واخوانهم الكبار ثم يشترون بها اللعب بمختلف أنواعها والتي توجد بوفرة في أيام العيد، ويكون الغداء لدى كبير العائلة إذ يجتمع أفرادها لديه ويقيم وليمة كبيرة وفي المساء يعمد الرجال إلى إقامة الحفلات الترفيهية والتي أهمها إقامة رقصة (العرضة النجدية) والتي تستمر حتى وقت متأخر من الليل تحت إيقاعات جميلة وألحان مشرقة.
كما نلاحظ هنا أن الكثير من أهالي الرياض يعمدون إلى قضاء فترة العيد أي أيام العيد الأربعة في البر فينصبون الخيام في أنحاء متفرقة من ضواحي الرياض كالدرعية أو الخرج أو خريص أو بمبان وصلبوخ.
وتمضي أيام العيد مليئة بالبهجة والتفاؤل يعود بعدها أهالي الرياض إلى روتين الحياة العملية الموظف إلى وظيفته والطالب إلى مدرسته والسيدة إلى عملها المنزلي وكل منهم قد رفع عن كاهله الذكريات الماضية وابتدأوا حياة مليئة بالتفاؤل والاشراق.
ختاما.. عزيزي القارئ هذه لمحة حية عن مظاهر العيد في بعض مدن المملكة نأمل ان تكون مع إيجازنا قد أعطينا صورة واضحة وكل عام وأنتم بخير.
مظاهر العيد بمنطقة الزلفي
وأقبل العيد عيد الفرح والسرور والبهجة والهناء وعيد الفطر المبارك، إنه عيد الأسرة العربية والإسلامية، عيد للصائمين حيث أتموا صيامهم على الوجه الأكمل وتطلعهم بالفوز بالجائزة الكبرى وهي الأجر والثواب لمن صام هذا الشهر بالوفاء والتمام، والعيد عيد الإنسان فيه يجرد نفسه من جميع الأحقاد التي كان يكنها لأخيه ويقوم بتبادل الزيارات.
ومنطقة الزلفي كأي منطقة من مناطق مملكتنا العزيزة لها مظاهرها ومزاياها وتقاليدها الشعبية في أيام الأعياد، فمنذ حلول أيام الأعياد وأهالي الزلفي يقومون بالاستعدادات للعيد من تزيين وتنظيف وتنظيم. وأبناؤنا فلذات أكبادنا الصغار يقومون باعداد العابهم (من طراطيع) ومراجيح للتمتع بها أيام العيد، وكما يقومون بالتجول في شوارع البلد ويطرقون المنازل كما هي عادة الصغار بفرح ولباقة ويطلبون العيدية ويرددون ألحانا شجية بأناشيد عذبة منها على سبيل المثال «عطوني عيدي عادت عليكم» وعند حلول يوم العيد ينفر أهالي الزلفي عن بكرة أبيهم صغيرهم وكبيرهم نساؤهم ورجالهم لأداء صلاة العيد وبعد أداء الصلاة والاستماع لخطبة العيد يعودون إلى منازلهم، وبعد تقديم التهاني بعضهم لبعض يجتمعون كجماعات كل جماعة في حارتهم وذلك لتناول طعام الغداء الذي يعدونه على مختلف أنواعه منها، الرز، والحلويات وبعض المأكولات الشعبية الأخرى، وأهالي منطقة الزلفي مازالوا محافظين على تقاليدهم الشعبية القديمة وذلك بتناول الطعام بالشوارع، وبعد تناول طعام الغداء يذهبون لتبادل الزيارات فالصغير يزور الكبير، والصديق يزور صديقه، والقريب يزور قريبه وذلك لتبادل التهاني في مشاعر العيد السعيد، وبعد انتهائهم من تبادل التهاني يقومون بالاستعداد لإقامة الحفلات ليلا ونهارا وإحياء فننا الشعبي العرضة النجدية.. كما ان النوادي الرياضية تقوم باحياء حفلات سمر كبرى بمناسبة الأعياد وتبادل الزيارات مع الأندية المجاورة لإقامة مزيد من روابط الإخاء والصداقة.
هذه نبذة قصيرة عن مظاهر العيد بمنطقة عزيزة من مناطق مملكتنا العزيزة، وهي منطقة الزلفي، أرجو ان تعطيك صورة مشرقة عن مظاهر العيد بهذه المنطقة، وكل عام وأنتم بخير.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved