* ألمانيا - خاص ب«الجزيرة»:
أكد الأستاذ صلاح الدين الجعفراوي رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا وأمين مساعد المجلس العالمي للدعوة الإسلامية عن أوروبا والامريكتين المنسق العام للاستراتيجية الثقافية في الغرب على وجوب قيام المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب بايضاح الحقيقة لأبناء الأمم الغربية وكشف الأباطيل تجاه الحملة الظالمة على المملكة ومؤسساتها.
وقال في حواره مع «الجزيرة» ان المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سعت الى تقديم العون المادي والمعنوي لأبناء الأقلية المسلمة في الغرب مع التأكيد على مبادئ الدين الإسلامي التي تدعو الى الوسطية ونشر الحب والوئام بين الناس.
كما تناول الجعفراوي عدداً من الموضوعات حول التنسيق بين المؤسسات الإسلامية وقيامها بواجباتها الدعوية والتعليمية، وغير ذلك من الموضوعات.. وفيما يلي نص اللقاء:
* تعرضت المملكة العربية السعودية الى حملة ظالمة حاقدة من الإعلام الغربي والأمريكي، ووصفها بأوصاف عدوانية شريرة.. تُرى ما الدور الذي ينبغي ان تقوم به المؤسسات الإسلامية في الغرب بالذات تجاه تلك الحملات الحاقدة التي تتهم الإسلام، ممثلاً في المملكة بالإرهاب والتطرف؟
- لقد كان للمملكة وحكومتها الرشيدة دور كبير في دعم النشاط الإسلامي والنهوض بمستوى العمل الإسلامي.. وسعت المؤسسات الخيرية في المملكة بالتنسيق مع المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب للرقي بمستوى الأداء لدى هذه المؤسسات وكانت مكرمات خادم الحرمين الشريفين لأبناء الأقلية المسلمة في الغرب مشفوعة بتأكيد على مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو الى الوسطية دون إفراط او تفريط وتؤكد على مبادئ السلم ونشر الحب والوئام بين الناس.. وقد استفادت المؤسسات الإسلامية في الغرب من هذا الدعم وتلك الجهود.. وعندما نجد ان مثل هذه الحملة الظالمة على المملكة ومؤسساتها.. وجب على المراكز والمؤسسات الإسلامية ان توضح الحقيقة لأبناء الأمم الغربية التي تجيد القراءة والاستماع.. وانتقد بشدة كل صامت عن الحق يظن انه بقطع صلاته بالمملكة ومؤسساتها انه ناج ومؤسسته عن الحملة الظالمة ضد الإسلام حيث ان الجهات المتطرفة التي تحاول تشويه صورة الإسلام لن تستثني أحداً ينتسب الى هذا الدين العظيم.. إننا لم ندخر وسعاً في الاتصال بالمؤسسات الرسمية في الغرب التي تربطنا بها علاقات طيبة إلا وأوضحنا لهم الصورة كما قمنا باستخدام كافة الوسائل المتاحة من مؤتمرات وندوات لتوضيح صورة الإسلام.. اني ارى ان الهجوم على المملكة هو جزء هام من الهجوم على الإسلام لأنها تمثل صورة الإسلام أمام الرأي العام العالمي منه والإسلامي والدفاع عن الحق ونصرته واجب يفرضه علينا انتماؤنا للإسلام والظروف الراهنة التي يمر بها العالم من خلط وتضليل وزيف.
* ألا ترون أنه من الأهمية بمكان وضع آلية للتنسيق بين المؤسسات الإسلامية لتصحيح صورة الإسلام في الغرب؟
- لقد بدأ التنسيق يسير بخطى ثابتة وراسخة بعد الجهود المباركة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - الإيسيسكو- حيث بدأت هذه الجهود منذ عام 1993 بحضور مباشر لمعالي المدير العام للمنظمة معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري بمدينة شاتو شينون بفرنسا وتوالت هذه اللقاءات بين المراكز والمؤسسات الإسلامية تحت اشراف مباشر لمنظمة الايسيسكو وتكاتفت تلك المؤسسات حتى وضعت الاستراتيجية الثقافية للعمل الإسلامي في الغرب التي اعتمدت من قبل رؤساء الدول الإسلامية في مؤتمر الدوحة..
وتشغل قضية الإعلام جزءاً هاماً من هذه الاستراتيجية وبعد تلك الحملة الظالمة على الإسلام في وسائل الإعلام الغربية وغيرها بدأت المؤسسات الإسلامية في بذل جهد أكبر للتنسيق في هذا الجانب خاصة بالاتصال بوسائل الإعلام المختلفة أو إعداد برامج مشتركة والتعاون بشكل كبير في الاتصال بالجهات المختصة، وقد كان لهذا التنسيق دور كبير في التصدي جزئياً لهذه الحملة وإن كنا نعمل على مواصلة هذه الجهود للوصول الى افضل مستوى من الأداء.
* هل تعتقد ان لدى الصحوة الإسلامية المعاصرة مناهج للنقدالذاتي تعمل على ترشيد فكرها وسلوكها أم أنها تعاني من غياب هذه وبالتالي فلم تستفد من تجاربها ووقعت في كثير من الأخطاء؟
- المؤسسات الإسلامية ليس لديها أي منهج للنقد الذاتي للعمل على ترشيد فكرها وسلوكها وللأسف نجد ان الاخطاء تتكرر دون النظر الى ما سبق من أحداث.. ولو ان هناك نقداً ذاتياً بناءً لتغير وضع العديد من المؤسسات.. ولكن للأسف بعض المؤسسات تمارس إرهابا فكريا على منتسبيها وتنكر على المبدعين ابداعهم.. إنني ادعو تلك المؤسسات أن تعيش عصرها وان تنهض من هذا التخلف والانحطاط حتى نستطيع النهوض بمستوى أعمالنا وان نتخلص من كثير من أخطائنا.
* كيف تنظرون الى جهود المملكة التي تضطلع بها خدمة للعمل الإسلامي الرصين؟
- لقد كان للمملكة دور كبير في دعم ومساندة النشاط الإسلامي في الدول الغربية، كما كانت المؤسسات الخيرية والإنسانية بالمملكة حاضرة في أي حدث سواء أصاب المسلمين او غير المسلمين حيث قدمت الدعم والمساعدة دون التمييز بين دين او عرق او مذهب او فكر.. وكان كلما ألمّ بالمسلمين امر كانت وجهتهم الى المملكة.. فعندما يتوقف البناء ويعجز المشرفون على مشروع مركز او مسجد عن إكماله أتت مكرمة خادم الحرمين الشريفين بأيدٍ حانية تزيل ما أصابهم من هم.. وعندما يظهر تقصير في جانب من جوانب العمل في الغرب قامت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإعداد الدراسات والأبحاث ومناقشة الأمر من كافة جوانبه من خلال ملتقيات خادم الحرمين الشريفين للخروج بأفضل السبل كقضية التعليم والتنسيق بين المؤسسات وغير ذلك من مواضيع هامة وأخيراً أقول ان المملكة بجهودها توجد في قلب كل مسلم يعيش في الغرب ولن تهتز تلك المنزلة مهما كانت جهود المغرضين الذين يحاولون النيل من المملكة وجهودها.
|