الإمارات العربية المتحدة رأس الخيمة
أَسَرابَ (قَيعةَ) غرّها فأضلّت
حسِرَتْ قُبيلَ مسارها أو شُلّتِ
ماذا عليها لو تعشّقتِ الثرى
دوحاً تسامى فَرْعُها فَأَظَلَّتِ
حتى ركائبنا على كَرَمٍ بها
شَطَّتْ بها دار المُقام فحنَّتِ
بالله كيف تحمَّلت هذا الغري
بَ بهمِّهِ والأرضُ عَنْهُ تخلَّتِ
هو والثرى أبناءُ واحدةٍ بكت
هذي الفجاجُ لها دماً فتعرّتِ
دفعتْهُ عن سِرّ النجودِ بجسْرةٍ
ضَرَبَتْ إلى المَنفى قلُوباً علّتِ
واسْتَعْبرت قبلَ الرحيلِ وقبَّلَتْ
هذا الترابَ فضمَّها وتولَّتِ
وجثتْ فُوَ يْقَ جنائبٍ طافتْ بها
كُلَّ العَوَاملِ والنَّوَى قد مَلَّتِ
وتصبَّرتْ وتماسكَتْ لكنّّها
لما نَأَتْ عن نَجْدِهَا قد جُنَّتِ
نظرتْ إليها والأَسَى من هُرْمُزٍ
فتنفستْ ريْحَ الصَّبَا وتمنَّتِ
وَبَكَتْ وقالت كيفَ أحيا بَعْدَها
يا ليتها كانتْ بنَجْدٍ جنّتي
فَسَرَتْ بليلٍ طار منْهُ صَوَابُهُ
لمَا رآها في بُكَاها ارْتجَّتِ
واغْرَوْرَقَتْ عيناهُ مِنْ طُولِ السُّرى
وتدفَّقَتْ في البَثِّ حتى جَفَّتِ
والركبُ يردي في الطريق كأنه
حادٍ بكى الأيامَ حين تجلَّتِ
سلمانُ في عَيْن الوَغَى متبخْترٌ
بين الكُمَاةِ وكلِّ سيفٍ مُصْلتِ
ولقد ذكرتُكَ خالياً فاستأنسَتْ
روحي وليس سِوَاك يُشْعِلُ وحدتي
فتنفستْكَ ولم تُبَالِ بغربةٍ
طالتْ ولم تَحْفَل بضيقِ مَعَرَّتي
وتأجَّجَ الحَدَثَان بعدك سيّدي
والراسياتُ على الجَوَى قد هُدَّتِ
يا عاشق الأفلاكِ يكفيكَ الذي
نَعَتُوكَ فاهْنَأ سيداً لمجرتي
سُبْحانَ من أَلقى إليك زمَامَها
هذي الرياضُ رَوَيْتَهَا فَاخْضَرَّتِ
لك مجدُها وولاؤها ومدَادُها
لمَّا كَتَبْتَ مَدَدتَّها فَامْتدّتِ
فَكَسَوْتَها من كُلّ أَبيْضَ خالصٍ
وصَقَلْتهَا بالفجر حتى ابيضَّتِ
وَمَسَحْتَ عَنها الأين دون تبرُّمٍ
وعطفتَ حتى قيل توأمُ حصةِ
قسماً فأنت حديثُها عند الوَرَى
أنْطَقْتَهَا يوْمَ الرماحُ أجَرَّتِ
وغرسْتَهَا فوق الثّريا زَهْرةً
دارت لشمسِكَ حيث كُنتَ فَقَرَّتِ
وصنعْتَ منها صَوْلجاناً للشمو
خِ على جَبينٍ صغْتَهُ من فِضَّةِ
يا سيدي انْظُرْ سِفْرَ مَجْدِك خالداً
إنَّ القلوبَ إذا رأتكَ اهْتَزَّتِ
للمكرماتِ وَهَبْتَ كلّ فضيلةٍ
كفُّ الكرام بجودها قد مُدَّتِ
خمسونَ عاماً والنَّدى يتلو النَّدى
ديماً وهتاناً بهِ قَدْ سُرَّتِ
خمسون عاماًَ من رضاكَ تَتَابَعَتْ
سُحُباً سَقَتْ وكأنَّها ما مَرَّتِ
هَلْ مِنْ مزيدٍ والعطاشُ تضرَّعَتْ
لله في مَسْعَاكَ لمَّا صَلَّتِ