لا أخال أحدا لم يسمع من قريب أو بعيد بحملة الأمير سلطان الوطنية للتثقيف الصحي، فهي الحملة الأولى والأكبر من نوعها التي انتظمت البلاد بطولها وعرضها، واتصفت بالشمولية من حيث تغطيتها لعدد كبير من الأمراض الشائعة ومن حيث شمولها لمناطق جغرافية واسعة داخل حدود الوطن.
الحملة التي تنفذها الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة ويرعاها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تستهدف قطاعات واسعة من المجتمع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، بهدف رفع الوعي الصحي والثقافي بشأن العديد من الأمراض المنتشرة في بعض مناطق المملكة، أو التي توجد في جميع مناطقها.
الحملة فوق كل ذلك تؤكد حرص ولاة الأمر -حفظهم الله- واهتمامهم بصحة المواطن والمقيم باعتبارها أغلى ما يملكه الإنسان، كما انها تصب في مصلحة تنمية المورد البشري بصفته المؤشر الحقيقي للتنمية والتقدم، والعنصر الأساسي لقوة الدولة.
لقد برزت أهمية الحملة منذ الوهلة الأولى، اذ كشفت الفحوصات التي جرت في بعض معارض الحملة ومراكزها المنتشرة وجود عدد من الأمراض كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة لدى شريحة واسعة من المواطنين، والذي يؤسف له وجود حالات لدى طلاب المدارس الذين استفادوا من خدمات الفحص المجاني لدى زيارتهم لمراكز الحملة.
وقد استفاد المجتمع بكافة شرائحه خلال فترة الحملة من خدماتها المتعددة فبالإضافة إلى الفحوص المجانية والتثقيف الصحي، والمطبوعات العديدة، والنشرات، قام عدد من الأطباء المختصين في بعض الأمراض بتقديم الاستشارات الطبية للمواطنين والمقيمين عبر الهاتف والفاكس، ومباشرة من خلال المعارض، والمركز الإعلامي للحملة.
وتكمن أهمية الحملة أيضاً في أنها قامت بتعريف المجتمع بعدد من الأمراض، وكيفية التعامل معها وتجنب حدوثها، أو منع مضاعفاتها وحملت شعار الصحة أولا كأقوى شعار يعزز من مكانة الإنسان وأهمية صحته.
وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية: التخطيط السليم للعمليات الحربية أو الإدارية لاينبع إلا من خلال الصحة الجيدة والعقل السليم للكفاءة القتالية ورفعها في الوحدات لاتعمل إلا بالصحة الجيدة والعقل السليم.
لذا فالصحة الجيدة تهم كل فرد، فالموظف لكي يؤدي عمله باتقان وتفان، والطالب ليتحصل على العلم بشكل جيد، والمدرس ليؤدي واجبه، والطبيب والمهندس والمزارع كل منهم لابد ان يتمتع بصحة جيدة ليؤدي دوره في الحياة إذن فالصحة أولا وقبل كل شيء.
ولندرك ان الحملة انطلقت من حاجة ماسة للتوعية والتثقيف الصحي، وبموجب دراسات، وارتكزت على أسس ومبادئ تضع الإنسان على رأس الاهتمامات، فالمأمول ان يكون الجميع قد قطف ثمار هذه الحملة التي بذلت فيها جهود كبيرة ووجدت صدى اعلاميا واسعا وبوسائل عديدة من أجل صحة الانسان.
|