Tuesday 3rd December,200211023العددالثلاثاء 28 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لغة الفضائيات: لغة الفضائيات:
«التسوُّل بالتحريض»
شعر الدكتور - أحمد بن عبدالله السالم



حرِّضْ تَفُز واستنقصِ الأحرارا
واعبثْ وكن لدم البريء قدارا
واصمُتْ إذا فرحوا وقل: هي لعبةٌ
وافرحْ إذا حزنوا وأجرِ حوارا
كن «كوسةً» فإذا تبيَّنَ أنَّهمْ
لا يطبخونَ - إذن- تكون خيارا
هذا هو الوصفُ الدقيقُ لعصبةٍ
خرجوا عن النَّهج القويم مِرارا
بُليتْ منابرنا بقومٍ همُّهمْ
جَعْلُ الطوالِ من الرجالِ قصارا
شتموا حكوماتٍ وعابوا هيئةً
واستخدموا الكَذِبَ المقيتَ قطارا
حتى إذا وَصَلُوا إلى غاياتهمْ
صاروا بسمعة أهلهمْ تُجَّارا
في كل أرضٍ فتنةٌ هم أشعلوا
نيرانها والمصطلون حيارى
والفاعلون حديثهم كلماتُهُ
برؤٌ وسيرتهم تثير غبارا
من أيِّ صنفٍ هؤلاء؟ هموكمن
قَتَلَ القتيلَ وفي الجنازة سارا
لا يستقرُّ قرارهم إلا إذا
ضربوا على كل الديار حصارا
عربٌ ولكنّ العروبة خصمهم
والبِرُّ طبعٌ لا يكون معارا
طوراً مع الكفار في وجهاتهم
بالليل هودٌ والنهار نصارى
طوراً مع العربي لاستدراجه
حتى يفرَّ من السلام فرارا
ويرون أطياف الجنيه بمقلةٍ
والمقلةُ الأخرى ترى الدولارا
والليرة الأمُّ البديلُ لأمِّهمْ
صارت، وصار أبوهُمُ الدينارا
أعضاءُ في جسد العروبة بترهم
في حلِّه الشرفاءُ لا تتمارى
صَمُّوا عن الخُلقِ الكريم فأدلجوا
وعَمُوا، ومِن خمر الغرور سكارى
بالغرب لاذوا واستطاب ولاؤهم
حتى وإن شَتَمُوا الفرنجَ جهارا
هي لعبةٌ هم نصفُ فرقتها وإن
لبسوا لكيلا تستبين خمارا
من هم؟ هم الأحرار، هذا قولهم
ضربوا الرقابَ وقلموا الأظفارا
وكأنَّ واحدَهمْ أبُ العُربِ الذي
إما رأيت رأيت فيه «نزارا»
فإذا سبرتهمو وبان خفيُّهم
عكسوا خلاقاً شائناً وشنارا
يجنون من ثمن الشتائم رزقهمْ
والناس بالرزق الكريم تبارى
متقلبون لهم بكل غنيمةٍ
جنسيَّةٌ كانوا بها أحرارا
إن جُدتَ نلتَ ثناءَهُمْ أو لم تجُد
فرُّوا إلى حيثُ النوال فرارا
ملأُوا الفضاءَ وشوهوهُ بحقدهم
فإذا استبان تكلفوا الأعذارا
صبُّوا على بلدانهم أحقادَهمْ
رفعوا الإثارة -للظهور- شعارا
حزبوا على أوطانهم تلك التي
كانت على تعليمهم مدرارا
باتوا يرون برؤية مقلوبةٍ
فالمجرمون يرونهم أحبارا
وتحوَّل الرجل المسالم مجرماً
وتحول الليلُ البهيمُ نهارا
وتحوَّل البذلُ المنزَّهُ منَّةً
وتحوَّل النورُ المقدَّسُ نارا
والجارُ للجار القريب غنيمةً
إنْ رام مُكتسَبا عليه أغارا
يا أيها الأحرار أين صوابُكم؟
أنَّى لكم أن تدركوا الأخطارا؟
يا أيها الأحرار، لا بقلوبها
بعقولها تغدو الصغارُ كبارا

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved