|
|
أفرز - كنتيجة - الانفتاح على ثقافات الشعوب والدول بسبب الثورة الهائلة في قطاعي الاتصالات والمواصلات وعلى وجه الخصوص الغربية منها مفهوماً جديداً لم يكن معهوداً إلى وقت قريب بدأنا نلمس تأثيره وتغلغله في نسيج مجتمعنا الخليجي والسعودي تحديداً ألا وهو مفهوم التغيير الذي شاع طرحه في الآونة الأخيرة بشكل علني وصريح بعد أن كان يطرح على استحياء أو وجل كبداية وتمهيد لجس نبض الرأي العام إذ لا تكاد الآن تقع عين المتابع على الإعلام وأذنه بقنواته المختلفة المقروء منه والمسموع والمرئي إلا ويجد من يتناول ذلك بشكل أو بآخر من كتَّاب ومحللين! ومن سارفي ركبهم أيضاً بدعوى التطور ومواكبة العصر واللحاق بركب الدول المتقدمة متجاوزاً في قوله ومنقوله عمداً أو إفلاساً، والشهرة تعمي وتصم المسلمات والثوابت التي ترتكز عليها بنية تكويننا الاجتماعي وهويتنا الثقافية الخاصة والمميزة بل والسياسية أيضاً والتي نفخر ونفاخر بها أمم الأرض عن بكرة أبيها ذلك أنها - أي الهوية - مستمدة ومستوحاة من «قال الله وقال الرسول» لا غير ونسي هذا أو ذاك أننا قوم أعزنا الله بالإسلام ومتى ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. وان المرء ليعجب عجباً لا ينقطع وهو يرى هذه المحاولات المتكررة والمستميتة لسلخ ثقافة المجتمع وهويته واستبدالها بأخرى جاهلية لاتسمن ولا تغني من جوع. والاعجب من ذلك التعليل العربي يقدم كمبرر ومسوغ لبعض الاطروحات الإعلامية فهو تعليل عليل وفاسد لا يرتكز على قوة تسنده وتعضده وخذ مثالاً واحداً ما قالته إحداهن أو قاله أحدهم لا فرق فالعبرة بالشاهد عند حديثه عن قيادة المرأة للسيارة قال «كم تمنيت أن تقود المرأة السيارة في بلادي» لماذا يا ترى يتمنى ذلك؟ إنه يتمنى ذلك ليتسنى له جواب سؤال يتكرر طرحه عليه من غير المسلمين عند قدومهم للزيارة وهو لماذا لا تقود المرأة السيارة في بلادكم عجباً يريد - هداه الله - أن تقود المرأة السيارة ليتمكن «فقط» من جواب «الخواجات» قائلا لهم بزهو هاهّن نساؤنا يقدن السيارات لا فرق بيننا وبينكم علماً بأن جهيزة قطعت قول كل خطيب، فالفتوى حول هذه المسألة مشهودة ومنشورة ومن مصدر رسمي ومعتمد ألم يكن بإمكان هذا «المثقف» أن يجبيهم بذلك رافعاً رأسه مفتخراً ومفاخراً أو يحيل على ملي - على افتراض حسن النية - إن كان لا يعلم لعل الله يجري على يديه خيراً يكون له خير من حمر النعم. إنني أرى أن هؤلاء - هداهم الله - قد ارتقوا مرتقىً صعباً وخاضوا فيما لا يحسنون السباحة فيه مع جرأة غير محمودة قد تؤدي بهم إلى إتون المهالك فليتق الله هؤلاء ويحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ويزينوها قبل أن يوزنوا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |