Monday 2nd December,200211022العددالأثنين 27 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الوطن والمواطنة الوطن والمواطنة
خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز التركي/ بريطانيا

لا أحد ينكر ما لأهمية الوطن والمواطنة في حياتنا المعاصرة، والوطن جزء لا يتجزأ من شخصية الفرد وسلوكياته وقيمه وعاداته، والانسان في هذا العالم المترامي الاطراف يشعر بأنه داخل قرية صغيرة يتصل فيها البعيد بالقريب بمختلف الوسائل والاساليب التي قربت المكان والزمان وجعلت الانسان يعيش في مجتمع صغير وهو كبير ومتقارب وهو متباعد. ان الإنسان في هذا الزمن المتفاعل ليشعر بأهمية الوطن والمواطنة، فالانسان بدون وطن كالانسان المنعزل الفريد الذي لا يجد له انيساً ولا مؤنسا، ولان الانسان يمر بمرحل كثيرة ومتعددة تجبره على العيش في مجتمعات مختلفة عن ثقافته وعن نهج حياته فانه كثيراً ما يشعر بفقد الوطن والحنين اليه والى اهله، بل والحنين الى كل ماله علاقة بوطنه الغالي. مهما كنت في بلد متطور ومتقدم تكنولوجياً الا انك ستلاحظ بأنك تشعر بفراغ كبير وحنين وشوق الى بلدك المغوار الذي نشأت فيه وترعرعت، فكم تشتاق الى رؤيته والى رؤية شيء من اركانه، ان بلادنا حفظها الله من كل حاسد تظل هي البلاد الوحيدة في العالم والتي تتميز بخصائص فريدة قلما تجدها في اي بلد من بلدان هذه المغمورة. وانك لتشعر وانت في تلك البلاد الغربية المتقدمة بفجوة عظيمة وهوة كبيرة في الجانب الاجتماعي والاخلاقي والانساني والديني مما يجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز مما وصلت اليه مملكتنا الحبيبة من تطور وتقدم لم يؤثر كثيراً في نهج حياة اهل البلاد وفي اسلوب تماسكهم وعلاقاتهم، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على وعي تام من المخططين والمبرمجين والمنفذين لسياسة الدولة وفقها الله والتي تنص على الاخذ بجميع ما توصل اليه العالم المتقدم من تكنولوجيا وتطور دون المس بتعاليم ديننا الحنيف الذي تسير دولتنا وفقها الله وفق شرعه وثوابته ومنهاجه.
ان الديمقراطية والحرية كما يسمونها في المجتمعات الغربية لم تساهم في اسعاد ورفاهية اهلها الا من الشكل الظاهري اما المحتوى الباطني فتجد كثيراً ما يعاني اعضاؤها من امراض القلق والتعلق بالدنيا ومظاهرها ومادياتها وانعدامية الهدف، في حين ان الدولة التي تسيطر على نهج الاسلام والسلام، وتجد ان الانسان فيها حراً فيما شرعه الله له، يعمل ليرضي الله قبل كل شيء ثم لينهض بمجتمعه ليصير في عداد الدول القوية بالايمان والمتسلحة بالفكر والعتاد. وهذا ما نراه في دولتنا الفتية رعاها الله التي تسعى جاهدة الى خدمة ابناء هذا المجتمع ورفاهيته وتسهيل جميع اموره ومعاملاته والوصول بها الى اعلى المستويات وافضل الخبرات والقضاء على كل ما يتعرض له من مشاكل ومعوقات. اسأل الله بمنته وكرمه وعزته وقدرته ان يرعى وطننا الغالي وان يحفظه بعينه التي لا تنام وان يزرع محبة وطننا في قلوبنا وان يعننا على طاعته وحسن عبادته وان يجمع حكامنا وشعبنا على ما يحب ويرضى، واخيراً رعاك الله يا وطننا وحفظك من شر الاعداء والحساد.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved