|
|
لا أحد ينكر ما لأهمية الوطن والمواطنة في حياتنا المعاصرة، والوطن جزء لا يتجزأ من شخصية الفرد وسلوكياته وقيمه وعاداته، والانسان في هذا العالم المترامي الاطراف يشعر بأنه داخل قرية صغيرة يتصل فيها البعيد بالقريب بمختلف الوسائل والاساليب التي قربت المكان والزمان وجعلت الانسان يعيش في مجتمع صغير وهو كبير ومتقارب وهو متباعد. ان الإنسان في هذا الزمن المتفاعل ليشعر بأهمية الوطن والمواطنة، فالانسان بدون وطن كالانسان المنعزل الفريد الذي لا يجد له انيساً ولا مؤنسا، ولان الانسان يمر بمرحل كثيرة ومتعددة تجبره على العيش في مجتمعات مختلفة عن ثقافته وعن نهج حياته فانه كثيراً ما يشعر بفقد الوطن والحنين اليه والى اهله، بل والحنين الى كل ماله علاقة بوطنه الغالي. مهما كنت في بلد متطور ومتقدم تكنولوجياً الا انك ستلاحظ بأنك تشعر بفراغ كبير وحنين وشوق الى بلدك المغوار الذي نشأت فيه وترعرعت، فكم تشتاق الى رؤيته والى رؤية شيء من اركانه، ان بلادنا حفظها الله من كل حاسد تظل هي البلاد الوحيدة في العالم والتي تتميز بخصائص فريدة قلما تجدها في اي بلد من بلدان هذه المغمورة. وانك لتشعر وانت في تلك البلاد الغربية المتقدمة بفجوة عظيمة وهوة كبيرة في الجانب الاجتماعي والاخلاقي والانساني والديني مما يجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز مما وصلت اليه مملكتنا الحبيبة من تطور وتقدم لم يؤثر كثيراً في نهج حياة اهل البلاد وفي اسلوب تماسكهم وعلاقاتهم، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على وعي تام من المخططين والمبرمجين والمنفذين لسياسة الدولة وفقها الله والتي تنص على الاخذ بجميع ما توصل اليه العالم المتقدم من تكنولوجيا وتطور دون المس بتعاليم ديننا الحنيف الذي تسير دولتنا وفقها الله وفق شرعه وثوابته ومنهاجه. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |