Monday 2nd December,200211022العددالأثنين 27 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وعلامات وعلامات
{قٍلً مّتّاعٍ الدٍَنًيّا قّلٌيلِ }
عبدالفتاح أبو مدين

خطبنا إمام المسجد، في الجمعة الأولى من رمضان الذي نودعه بعد أيام فتحدث الخطيب جزاه الله خيراً عن تلاوة آيات الكتاب العزيز في شهر القرآن، وأن المسلمين يهتمون بذلك ويحرصون، لينالوا الأجر وعطاء الحق لعباده الذين يتقربون إليه بالأعمال الصالحات، عساه سبحانه أن يكفر عنهم سيئاتهم..
* وأشار الخطيب إلى تسابق في قراءة المصحف مرات ومرات، وقال إن العبرة ليست بكثرة القراءة وإنما هي بالتدبر والتأمل والتوقف أمام المواعظ والحث على فعل الخيرات، والإقلاع عن ارتكاب المعاصي، ليقبل الخالق بفضله عباده الصالحين، ويفيض عليهم من بركاته وعطاياه وجوده ومنّه..!
* وحقاً ما أفضل به الخطيب الكريم، لأن الله دعا إلى تدبر القرآن فذلك أجدى.. وكان السلف رضوان الله عليهم حراصاً على ذلك، فلا يتجاوزون الآيات التي تنزل على خاتم رسله صلى الله عليه وسلم حتى يعلموا مدلولها، وأين نزلت ومناسبتها وأحكامها إلخ.. وبذلك كانوا هداة مهتدين.!
* فما أحرانا أن نتأمل فيما نقرأ، لنزداد إيماناً بفضل الله تعالى، لنقرأ قول الحق: {وّإن مٌَن شّيًءُ إلاَّ يٍسّبٌَحٍ بٌحّمًدٌهٌ وّلّكٌن لاَّ تّفًقّهٍونّ تّسًبٌيحّهٍمً}، لندرك أن كل ما خلق الله من ملائكة وإنس وجن، وحيوان وجماد ونبات، كلهم يسبحون الخالق جل جلاله، غير أن كثيراً من الإنس يسبحون بألسنتهم والله يريد قلوبا واعية، لا قلوبا غلفا لا تعي ما تقول، وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لنا، دلنا على الخير وحذرنا مما سواه.. والله سبحانه وتعالى لا يضيع عمل عامل منا من ذكر أو أنثى كما أعلن الكتاب العزيز، وصدق الحق في قوله: { قّلٌيلاْ مَّا تّشًكٍرٍونّ}، لأن الناس غافلون، نرجو الله تقدست أسماؤه ألا يجعلنا من الغافلين وأن يهدينا سواء السبيل، إنه جواد كريم.. وما أمر على نفوس الواعين الذاكرين سماع قول الله في وصف شرائح ممن خلقه بقوله: {أٍوًلّئٌكّ كّالأّنًعّامٌ بّلً هٍمً أضّلٍَ أٍوًلّئٌكّ هٍمٍ الغّافٌلٍونّ}، نسأل الله السلامة والستر.!
ورمضان شهر التصدق والقرب إلى الحي القيوم، ونحن المسلمين الأغنياء كثير منا ممسك ولو أنهم استخرجوا زكاة أموالهم بحق، ما بقي فقير مسلم على وجه الأرض، كما كانوا في أيام الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله..! ولو أن الذين بخلوا بما أوتوا ووعوا تحذير الكتاب العزيز للبخلاء، وعرفوا آيات الوعيد لأصابهم الذعر، إنه نذير يقض المضاجع، لكنها الغفلة المطبقة، نسأل الله العافية.!
* .. والبخيل جان على نفسه، وعلى مجتمعه المحتاج، والممسك دُعي على ما عنده بالتلف.. وإن تدبر كلام الله في الهداية والاستقامة والحث على الإنفاق للمساكين، أرجو أن يدفع الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إلى البدار نحو الخير والعمل الصالح.
* .. ذلك أن الإنفاق في سبيل الله هو الباقي... وأذكر قصة الشاة التي ذبحت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أم المؤمنين تصدقت بها، وأبقت لسيد الخلق كف الشاة، وحين عاد وسألها عما صنعت فقالت: «ذهبت كلها إلا كتفها» فقال من أوتي جوامع الكلم أفصح العرب عليه الصلاة والسلام: «بل بقيت كلها إلا كتفها».!
* ما أجدر المسلمين التدبر في هذا البيان والتوجيه النبوي القدوة الحسنة، ليقتفوا أثره ليكونوا بحق من خير أمة.. وأذكر أبناء الأمة الإسلامية بقول الله عز وجل:
* وقوله: { أّلا بٌذٌكًرٌ پلَّهٌ تّطًمّئٌنٍَ پًقٍلٍوبٍ} نسألك يا الله بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم، ألا تجعلنا من الغافلين ولا من القانطين، واجعلنا بفضلك هداة مهديين.. اللهم اهدنا سواء السبيل.. اللهم انصرنا على أنفسنا حتى لا نضل، وانصرنا على أعدائنا حتى لا نذل.. اللهم خذ بأيدينا إلى الحق وإلى طريق مستقيم، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا بفضلك فيمن عافيت، إنك سبحانك الهادي إلى صراط مستقيم، والحمد لله رب العالمين.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved