أولاً أهنئ معالي الوزير ومواطني هذا البلد على تعيينه وزيراً للمياه والذي بلا شك يؤكد على النظرة الثاقبة لولاة الأمرة في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب سائلاً الله التوفيق لما فيه مصلحة البلد ومواطنيه.
وهنا أعرض على معالي د. غازي القصيبي وزير المياه هذا الموضوع وانا اتذكر جيداً مقابلتي مع أحد الزملاء لمعاليكم في منتصف التسعينيات الهجرية عندما كنتم وزيراً للصناعة والكهرباء حيث أخذنا حماس الشباب الى مكتب معاليكم لطلب ايصال الخدمة الكهربائية لمزارع أهلنا ذلك الوقت وكانت دهشتنا كبيرة لما لقيناه من تواضع معاليكم في الحديث مع شباب مثلنا وعندما التحقنا بالأعمال الحكومية ودخلنا دوامة التعامل مع المواطنين وطلباتهم والخدمات كانت دهشتنا أكبر حيث كان معاليكم في تلك المقابلة حريصاً على اقناعنا.
كما لو كان يخاطب مسؤولاً مهماً أو أحد وجهاء البلد مع ان كلمة واحدة من معاليكم كانت كافية لصرفنا لصغر عمرنا في ذلك الوقت حيث بيّن معاليكم ان الكهرباء لن تصل إلا بتنفيذ المشروع المركزي وبعد عدة سنوات تحقق ذلك ووصلت خدمات الكهرباء الى العديد من المناطق والارياف ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع ذلك لعشرات السنين وأنا اذ اسرد ذلك لديّ أمل ان يحقق معاليكم معجزة المياه كما حقق من قبل معجزة الكهرباء.
ولا يخفى على معاليكم ما للماء من أهمية للحياة «وأقصد مياه الشرب» حيث يترتب عليها بناء جسم سليم يغني بإذن الله عن كثير من المصاريف الصحية مستقبلاً وفي أرياف مملكتنا الحبيبة بات حصول المواطن على الماء الصالح للشرب صعب المنال لندرة المصدر مع تقديري لكل ما تقوم به وزارة الزراعة لتأمين مياه الشرب بواسطة الناقلات أو مشاريع بعض القرى الصغيرة ولكنها مع الأسف غير صحية وغير كافية على الاطلاق ولذلك حدثت مشاكل هجرة من الريف وانتقال الى المدن حتى أصبحت مدينة الرياض تؤوي نحو 25% من سكان المملكة ومما لا شك فيه ان هذا يربك أي خطط تنموية لمدينة مثل الرياض وأنا على يقين أنه لو تم تأمين المياه الصالحة صحياً للشرب لساكني الأرياف لتوقف نزوحهم للمدن بل ربما حصل نزوح من المدن للأرياف ولا يخفى على معاليكم ان السواد الأعظم من ساكني تلك الأرياف من أصحاب المدخولات المادية الضعيفة وتقديم مثل تلك الخدمة لهم سيكون إن شاء الله في ميزان الحسنات وادلل على ذلك بمشروع الدوادمي الذي خدم قطاعاً كبيراً من مدن وأرياف تلك المواقع حتى وصلت خدماته الى دخنة شمالاً وعفيف غرباً فهو بحق مشروع كبير بخدماته فجزى الله من كان وراء إنشائه عظيم الأجر والثواب.
أتمنى لمعاليكم التوفيق من الله وأن يكون عملكم خالصاً لوجهه تعالى.
م. إبراهيم بن عبدالله الخليفة مدير فرع الزراعة بمحافظة الرس |