Sunday 1st December,200211021العددالأحد 26 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المساوي مخالفاً رأي الكثيري المساوي مخالفاً رأي الكثيري
لا ليس صحيحاً أن النساء أكثر«وفاءً» من الرجال!

قرأت في عدد«الجزيرة» 11012 وتاريخ 17 رمضان 1423هـ.. وعلى صفحة شواطىء موضوعاً للأستاذ عبدالله الكثيري وكان بعنوان«أرامل.. في عز الشباب» وكانت فكرة الموضوع الاساسية تقول بأن المرأة أكثر وفاء من الرجال وبنسبة لاتقارب أبداً. فأحببت أن أعقب على ذلك الموضوع متمنياً أن يتسع صدر أخي عبدالله لذلك وخصوصاً لما عرف عنه من موضوعية وحيادية في مثل هذه الأمور.. فبصراحة لا أدري من أين استقى وعلى أي أساس بنى الاستاذ عبدالله رأيه ذلك من أن المرأة أكثر وفاءً من الرجل بالرغم من أنه لم يبن فكرته تلك على أي دراسات أو استطلاعات أو حتى بحوث واحصائيات علمية صحيحة... وانما بنى الاستاذ عبدالله رأيه من خلال عدد قليل جداً من الحالات التي ربما يعرفها الاستاذ عبدالله شخصياً. واعتقد أن الأخ عبدالله يعرف تماماً بأنه لايمكن تعميم النتائج أبداً من خلال هذه الحالات القليلة والمحدودة جداً كما وأنه لا يمكن ان تكون حالة أو اثنتان أو عشر أو حتى مائة دليلا كافيا أو عينة كافية لتعميم نتائجها على الجميع.
أيضاً لا أعرف هل الاستاذ عبدالله تحدث عن نساء العالم أجمع أو عن نساء المجتمع السعودي فقط. فلو كان تحدث عن نساء العالم أجمع وبأن صفة الوفاء في نساء الدنيا أكثر بكثير من الرجال فهذه مصيبة لأن هذا مستحيل ولا نستطيع أن نقيس ذلك علاوة على ان هذه الصفة من الصفات والسمات المعنوية والتي يصعب قياسها ومعرفة صحتها تماماً وحتى وان حصل ذلك فإن النتائج لن تكون صحيحة 100% ويعرف الأستاذ عبدالله بأن لكل مجتمع عاداته وتقاليده وأعرافه وقبل ذلك دينه وكل هذه الأشياء تقوم عليها التنشئة الاجتماعية للإنسان.. وتتحكم هذه العوامل في الشخص ويتأثر بها ويؤثر فيها وهذا مما يجعل صفة الوفاء وغيرها أمرا أو صفة نسبية بين الرجل والمرأة فلا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نقول بأن الرجل أكثر وفاء من المرأة أو العكس.. وإذا كان الأخ عبدالله تحدث عن هذه الصفة في مجتمعنا الحبيب فقط فأقول له أيضاً أنه من الصعب أيضاً أخذ عينة من مجتمع واحد وتعميمها على الدنيا بأسرها وبالتأكيد أخي عبدالله نحن نختلف عن غيرنا في مبادئنا واعرافنا وتقاليدنا والعكس صحيح.. وكما أسلفت فإن الحالات التي تحدث عنها الأستاذ عبدالله في موضوعة لا تكفي أبداً لأن تكون مؤشراً بأن نقول أن المرأة أكثر وفاء من الرجل.. يقول الأستاذ عبدالله أن هناك الآلاف من النساء اللواتي لم يتزوجن بعد وفاة أزواجهن وفاء لهم..
فهل من المعقول يا أخي أن يكون هناك الآلاف من النسوة يتمتعن بهذه الصفة ولايقابلهن في الطرف الآخر حتى نصف العدد من الرجال ويشترك معهن في ذلك.. فإذا كان كلامك صحيحاً فمعنى ذلك أن صفة الوفاء لم تخلق إلا للمرأة فقط دون الرجل وهذا غير صحيح على الاطلاق.. فهل أستاذ عبدالله المرأة هي الملاك فقط والرجل شيطان؟! استاذي عبدالله أريد أن أسألك.. يا ترى لو كان زمام الأمر بيد المرأة وهي من يتولى أمرها بنفسها وكانت حرّة في البحث عن شريك حياتها واختياره كما يفعل الرجل، يا ترى هل ستكون عندها وفية وهل ستصبر كل تلك السنين دون زواج؟ أم أنها مجرد أن تجد العريس المناسب ستسارع بالزواج منه دون أي اعتبارات أخرى كما يفعل الرجل في نظرته؟ أيضاً عزيزي يا ترى لو ترملت المرأة وليس لديها أطفال من زوجها المتوفى فهل ستعيش وفية لذلك الرجل وذكراه.. أم أنها سترضى بأول طارق وأنا لا أشك في ذلك..
أم أن الأطفال هم من يجبرون المرأة على عدم الزواج مرة أخرى خوفاً عليهم من الرجل الآخر وجميع تبعيات ذلك الزواج والتي غالباً ما تكون سلبية.. وايضاً ربما للحضانة دور في منع المرأة من الزواج الثاني.. وليس الوفاء فقط.. استاذي الوفاء موجود في كل مكان وبين كل الناس ولكنه والله قليل قليل فقلما تجد انسانا يفي من أجل الوفاء فقط.. ولكن ربما تكون هناك الكثير من الظروف والعقبات والمشاكل التي سوف تحيل بيننا وبين سعادتنا الحقيقية هي التي تجعلنا نضحي تلك التضحية والتي تكون في كثير من الأحيان تضحية ووفاء صوريين فقط.. ولو قدر لنا أن نخترق تلك المبادىء الجميلة في حياتنا مع ضمان عدم وجود المشاكل لربما فعلنا ذلك منذ زمن.. وصدقني أخي عبدالله أحياناً كثيرة عاطفتنا الجياشة وطيبتنا المتناهية الساذجة تجعلنا نضحي بأنفسنا حتى يعيش الآخرون تصوّر!! وهذا ربما وبصراحة يعتبر قمة الغباء بعينة ولكنه مغلف في صورة أجمل وفاء عرفته البشرية.. ما رأيك؟ وهذا ما يحدث بالفعل..

عبدالله عقيل حمود المساوي - الرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved