* كتب - المحرر الرياضي:
بأربعة أهداف نظيفة فاز النصر على الهلال يوم الجمعة الماضي.. وذلك في المباراة الثانية لكل منهما في الدوري العام.. وقد حقق النصر واحداً من هذه الأهداف في الشوط الأول والبقية منها في الشوط الثاني.. وعجز الهلال عن مشاركة النصر بزيادة عدد أهداف المباراة، إلا بهدف واحد حققه مرشد الذي لعب كظهير للهلال في هذه المباراة.
* كانت المباراة مثيرة للغاية.. استمتع بها جمهور كبير من جميع مناطق المملكة رغم قيام الاذاعة بنقلها مباشرة على الهواء.. وتصوير التلفزيون لها تمهيدا لعرضها يوم الجمعة القادم.. وقد استطاع الفريقان ان يقدما من المستوى ما أعاد الثقة الى النفوس بأن الرياضة بخير وألف خير طالما وجد التنافس ولو بين بعض من أنديتنا.. هذا التنافس الذي هو بلاشك الوقود لخلق المستويات الجيدة.. واعطاء المباريات هذا الطابع المثير من الحماس والحرارة.. وهو ما لمسناه في مباراتنا هذه رغم فوز النصر بهذه النسبة الكبيرة من الأهداف.
* لقد توقعنا ان تكون هذه المباراة مهرجانا كبيرا من مهرجانات الرياضة.. وكانت كذلك.. افترش الجمهور كل شبر في أرجاء الملعب.. حتى لم يعد هناك مكان لقدم. وكان الحماس بين صفوف الجماهير، ومن المدرجات على أشده مما كان له أثره الكبير على احتفاظ المباراة بمستواها الكبير رغم رجحان كفة النصر في وقت مبكر من المباراة.
* لقد تفوق النصر على زميله الهلال بعد تسجيله للهدف الأول.. وكان هذا التفوق نتيجة لذكاء المدرب القدير الأستاذ حسن سلطان.. الذي لم يكن في حاجة الى مشاهدة تمارين الهلال.. وهو الذي كان له مدربا منذ أمد قصير.. الأمر الذي ساعده الى وضع الفريق بشكل وبقالب ساعد على سحب الفوز من الهلال وبهذا الرصيد الضخم من الأهداف.
* وكما كان لسعد الجوهر ثقله في المباراة.. وفي ترسيخ القدم النصرية في ملعب الصائغ يوم الجمعة الماضي.. كان للغراب دور كبير وموقف في ربط الكرات بقدم زميله محمد سعد وهي في طريقها الى المرمى الهلالي ببراعة واتفاق.. وللتاريخ فإن الغراب قد لعب مباراة تتناسب وما عرف عن الغراب من تألق وفنيات يوم كان في فريقه الاتحاد.. وهو عامل له وزنه في قيادة النصر الى الفوز على منافسه الهلال.
* لم يكن هناك مجال لاختبار حارس النصر ومعرفة استعداده لدوري هذا العام.. ذلك ان النصر لم يوفق بهجوم هلالي يملك القدرة الجيدة على اختبار مبروك.. وأعتقد ان ليقظة دفاع النصر «عثمان، عيد، ناصر، صليح» علاقة كبيرة في هذا.. والشيء الذي لاحظته دون مستوى طموح النصر الى كسب بطولة الدوري ضعف الأجنحة ضعفا قاتلا.. فالدنيني لم يكن متحركا رغم ضعف مرشد كظهير جديد في مرحلة الاختبار والتجربة.. والوجيه أكثر من متحرك.. وأكثر من نشيط..
* وحين أقول ان الهلال قد لعب مباراة كبيرة هو الآخر فإني أذكر ذلك لاعتبارين.. الأول لكي لا يعتقد من لم يشاهد هذه المباراة ان النصر استغل ضعف الهلال ففاز بالأهداف الأربعة.. والشيء الثاني لأكون عند رأيي الذي أشرت اليه في بداية حديثي.. وهو ان المباراة جيدة المستوى.. وهذا بفضل مشاركة الهلال للنصر في تقديم مباراة كبيرة رغم معرفته بصعوبة الفوز إثر توالي الأهداف على مرماه.
* وقد يسأل القارىء.. كيف فاز النصر طالما هناك مشاركة في المستوى.. وأجيب بأمانة ان الفوز كان نتيجة أخطاء وقع فيها الهلال فساعدت في تعجيل هزيمته وسارعت في تحقيق النصر للنصر.. أخطاء في التشكيل.. وأخطاء في الخطة التي لعب بها الفريق.. وأريد الآن أن أضعها للهلاليين فلعلهم يجدون ولو في البعض منها ما يدفعهم الى موقف أكثر مكسبا في المباريات المتبقية لهم في الدوري العام.
* في التشكيل.. كنت استغرب وضع مرشد كظهير في مباراة كبيرة كهذه.. ليس لأنها مغامرة قابلة للفشل ومحتملة النجاح.. فهي وان كانت كذلك.. فقد أوجدت فراغا كبيراً في أكثر من مركز في الفريق.. فمع فشل مبارك والعليان والطعيمي.. لم يكن مرشد موفقا في مركزه الجديد.. وكان يمكن ان يتحسن مستوى الجميع لو عاد مرشد الى مركزه الأصلي.. ففي هذه الحالة سوف ينزل منديل.. ويستغني الفريق عن مبارك ليحل في مكانه الطعيمي.. ويكون هناك استثمار.. لقدرة مرشد على التهديف.. كما سيكون وجود الطعيمي كانسان له أثره في عدم تعرضه للارهاق.. كما سيكون عاملا فعالا في تحريك ابن عمر وفك المراقبة من قبل دفاع النصر له.
* وفي الخطة كان الهلال بكامل أفراده يدافع عن مرماه.. وكان الهلال بكامل أفراده يهاجم مرمى زميله.. وهذا أعطى النصر فرصة ضرب حصار قوي على مرمى الهلال.. فخطة كهذه كان يمكن ان تفيد لو توفر في أفراد الهلال أضعاف ما لديهم من لياقة هذا من جهة.. ومن أخرى لو عمد دفاع النصر الى تعطيل الكرة بأرجلهم لحين عودة هجوم الهلال الموجود لتوه في منطقة الهلال.
* هذه الأشياء وان لعبت دورا كبيراً في هزيمة الهلال.. فهي لا تمنع من القول بأن النصر كان الفريق الأكثر تألقا والأفضل من الهلال في أغلب فترات المباراة.. على ان هذه الأشياء تقرر بدورها ان النصر على الأقل قد تسيد الشوط الثاني بكامله.. وكان دور الهلال فيه دور المدافع فقط لا المهاجم.. ولعل مستوى الهلال المقبول قد ساعد على تقليل عدد أهداف النصر الى أربعة.
* حكم المباراة حكمنا الدولي المعروف عبدالرحمن الدهام بمساعدة الحكم الدولي، عبدالرحمن الموزان والحكم فهد بن دهمش.. وقد نجح الدهام رغم عدم تعاون الموزان معه وعدم مبالاته في هذه المباراة وان كنت آخذ على الدهام بعض الهفوات.
|