وّمّا كّانّ لٌنّفًسُ أّن تّمٍوتّ إلاَّ بٌإذًنٌ اللهٌ كٌتّابْا مٍَؤّجَّلاْ وّمّن يٍرٌدً ثّوّابّ الدٍنًيّا نٍؤًتٌهٌ مٌنًهّا وّمّن يٍرٌدً ثّوّابّ الآخٌرّةٌ نٍؤًتٌهٌ مٌنًهّا وّسّنّجًزٌي الشَّاكٌرٌينّ (145)} [آل عمران: 145]
نعم انه قضاء الله وقدره ولا راد لقضائه. لقد انتقل إلى جوار ربه ظهر يوم الأحد السادس من رمضان رجلٌ افتقده القريب والبعيد وبالأخص من كان يجالسه ويستمع إلى حديثه الذي لا يُمل، لقد غاب عن الدنيا بعد أن أودع خلفه سجلاً حافلاً بالمعرفة يفتخر ويعتز به من بعده.
انه الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان. هذا الرجل الذي كلفه الملك عبدالعزيز موحد هذا الكيان الشامخ بالامارة وعمره آنذاك لم يتجاوز الخامسة عشرة حيث وجد فيه الرجل المناسب في المكان المناسب وعَمِلَ بما أوصاه به الملك عبدالعزيز بالصبر والصدق في التعامل والاخلاص. وقد عاش رحمه الله متنقلاً بين نجد والحجاز حيث محبوه هنا وهناك يلتقون به ويستمعون لحديثه العامر بالحكمة والنصح للكبير والصغير، لقد كان ملماً بالحديث الشريف ومطلعاً على التاريخ إذا استمعت إليه لا تريد الخروج من مجلسه، كان رحمه الله يحظى بثقة الملوك الكرام من عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وكان آخرها زيارة سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز له في داره ومزرعته المتواضعة في العشيرة التابعة لمحافظة الطائف. واليوم يا أبا فيصل وقد غيبت عنا إلى مثواك الأخير لا نملك إلا أن ندعو لك بالرحمة والغفران، ونُخاطبك وكأنك تسمعنا: لقد خلفت من بعدك أبناءك الذين سيشقون طريقك وسيعملون بما أوصيتهم به وهم أهل لثقتك بهم وسنجلس في مجالسهم وأمام أعيننا الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد، إنه طريق سار عليه الكثير من الأحباب من قبلك وسيتبعك الكثير ممن أحببتهم وأحبوك.. ولن يبقى على وجه البسيطة بشر فالبقاء لله عز وجل..
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}..
(*)جامعة الملك سعود - كلية اللغات والترجمة |