Friday 29th November,200211019العددالجمعة 24 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الحرب المرتقبة في العراق: نصر بلا حرب الحرب المرتقبة في العراق: نصر بلا حرب
مخططو البنتاجون يتجنبون حرباً دموية مكلفة في بغداد
6000 قذيفة يورانيوم على أفغانستان تهدد بكارثة بشرية هناك

  * القاهرة مكتب الجزيرة علي البلهاسي:
في الوقت الذي ابدى فيه العراق موافقته على عودة المفتشين الدوليين لممارسة مهامهم داخل الاراضي العراقية دون شروط ومع تقديم كافة التسهيلات في محاولة لإحباط المحاولات الامريكية لتوجيه ضربة عسكرية، تقوم الولايات المتحدة حالياً بحشد وتعبئة قواتها استعدادا لحرب محتملة ضد العراق بل ان كثيرا من المصادر اكدت ان خطة الحرب جاهزة بالفعل وان الولايات المتحدة وضعت الخطط والسيناريوهات لاسقاط النظام العراقي وبدأت بالفعل في تجربة أسلحة جديدة لاستخدامها في ضربتها العسكرية المتوقعة ضد العراق في حالة تعثر لجان التفتيش لأي سبب.
وهذه الأسلحة التي تقوم الولايات المتحدة بتجربتها يتم استخدامها لأول مرة وتقول مصادر عسكرية امريكية ان هذه الاسلحة ستحمل مفاجآت غير سارة للرئيس العراقي صدام حسين وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة باستخدام اسلحة جديدة في حروبها، ففي كل حرب من الحروب التي خاضتها كانت تستخدم سلاحاً جديداً في كل مرة لايعرف عنه العالم شيئاً، ففي عام 1991 ألقت الولايات المتحدة في طريق البصرة قنبلة تحرق الأكسجين الموجود في الهواء ومن ثم تسببت في موت الكثيرين خنقاً، وفي عام 1999 في كوسوفو استخدم الامريكان قنابل «الجرافيت» وهو نوع من الكربون اللين الأسود والذي يستخدم في تصنيع الأقلام الرصاص وهي قنابل تقوم بخلق دوائر قصيرة ترتفع الى اعلى في الهواء وتصيب المدن بكاملها بالظلام، ولا ينسى العالم ما فعلته امريكا في اليابان حينما قامت القوات الامريكية باستخدام القنبلة الذرية لأول مرة في التاريخ ضد اليابان لتترك دماراً مروعاً لاتزال آثاره ممتدة حتى يومنا هذا، ولأن أمريكا تمتلك دائما الجديد فقد قامت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا مؤخراً بتوقيع عقود معها من اجل الانضمام الى انتاج هذا النوع المتطور من الاسلحة حتى عام 2004.
ماض دموي
المعروف ان الهدف الأول للحرب الامريكية المتوقعة ضد العراق هو اسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين والقضاء على اسلحة الدمار الشامل التي تزعم انه يملكها، وتمتلك الولايات المتحدة ترسانة أسلحة ضخمة جدا تمكنها من تحقيق هذا الغرض ولكن ستحدث كارثة بشرية ويدفع الأبرياء ثمن الحرب ويقول المراقبون ان هذا ما تحاول امريكا تحاشيه في تخطيطها لحرب العراق خاصة وان تجاربها في الحروب السابقة خلفت وراءها كوارث بشرية عديدة ما زالت تلاحقها أصابع الادانة لحدوثها.
ولعل ما كشف عنه «زصف دراكوفيش» أبرز العلماء السابقين في الجيش الامريكي من جرائم امريكية بشعة ضد الانسانية ارتكبتها في حروب سابقة يؤكد ذلك، فهو يقول ان الولايات المتحدة استخدمت نوعاً آخر غير اليورانيوم المخصب في حرب افغانستان أخطر منه بكثير حيث وجهت ستة آلاف قذيفة تحتوي على اليورانيوم العادي الأكثر اشعاعاً وخطراً من اليورانيوم المخصب وهذا ما اوضحته عينات اخذت لأفغان يقيمون في مناطق مختلفة من افغانستان حيث اثبت تحليلها ان اجساد الافغان المصابين تحوي نسبة يورانيوم تصل الى ما بين مائتين الى اربعمائة وستين ضعفا مما وجد في اجساد العراقيين بعد حرب الخليج.
وحذرت مصادر امريكية كثيرا من خطر استخدام الاسلحة التي تحتوي على اليورانيوم حتى على الجنود الامريكيين انفسهم الذين يشاركون في المعارك والذين يستنشقون غبار اليورانيوم الذي يتمركز بعد استنشاقه في الرئة والنخاع والعظام ويسبب امراض السرطان وسرطان الدم والكبد بل ويغير الجينات الوراثية للانسان، وقد اكدت بعض المصادر اصابة حوالي مائتي الف جندي امريكي بأعراض مرض حرب الخليج مات خمسة عشر الفا منهم ولايزال الكثيرون منهم يعانون في انتظار الموت، كما اكدت هذه المصادر ان الذين يتلقون العلاج من الامريكيين يصلون الى ثمانين الف جندي فيما يتراوح عدد البريطانيين المصابين بين عشرة الاف وخمسة عشر الف جندي وهي اعداد تعتبر ضخمة وتعتبر خسارة امريكية حقيقية في حرب خرجت منها وهي تعتقد انها لم تفقد سوى بضعة عشر جنديا.
وتشير الاحصائيات الى ان قذائف اليورانيوم التي استخدمت ضد العراق في حرب الخليج لاتزيد على خمسة كيلو جرامات اما التي استخدمت في افغانستان فتصل الى الفي رطل ولك ان تتخيل مدى ما يمكن ان يسببه ذلك من خراب ودمار للانسان والحياة والبيئة خلال مئات السنين القادمة. واذا كان العراقيون قد ارتفعت نسبة تشوه المواليد لديهم الى نسبة غير مسبوقة ومن اعلى النسب في العالم فان المشكلة هي ان الاجيال الخمسة القادمة سوف تعاني وبشكل اكبر وسوف يصل الأمر الى حد تفشي السرطان في الناس مثل الطاعون لاسيما وان كل معطيات الحياة ملوثة.
كما تقول الاحصائيات ان اليورانيوم الذي تعرضت له افغانستان يعادل الفا واربعمائة مرة ماتعرضت له العراق واذا كان ما تعرض له العراق يعادل سبع مرات ماتعرضت له كل من هيروشيما ونجازاكي من جراء القنبلة النووية الامريكية فان ماتعرضت له افغانستان بحسبة بسيطة يعادل ما تعرضت له مدينتا هيروشيما ونجازاكي بحوالي عشرة الاف ضعف.
والسؤال هو: ماذا يحدث لو ضربت العراق مرة أخرى بأسلحة اليورانيوم الامريكية في الحرب المحتملة القادمة؟ الإجابة بالفعل بشعة، ولعل هذا هو ما جعل معظم دول العالم تعارض الحرب ضد العراق لأن ذنب السلطة لايمكن ان يجنيه الشعب بأكمله ولعل الولايات المتحدة تعلمت من حربيها السابقتين في العراق وقت حرب الخليج وفي افغانستان خطورة استخدام مثل هذه الاسلحة ومدى معارضة الرأي العام العالمي ولذلك فإن المراقبين يرون ان الولايات المتحدة ستتجه لاستخدام اسلحة تقليدية اقل ضرراً لتحقيق الهدف ذاته بل ان هناك من ذهب الى ان امريكا ستسقط النظام العراقي دون ان تطلق رصاصة واحدة.
حرب سلمية
تشير مصادر عسكرية في البنتاجون الى ان مخططي وزارة الدفاع الامريكية يبقون في مكاتبهم حتى الصباح من اجل البحث عن تحقيق نصر بلا حروب على نظام الرئيس صدام حسين ويقول الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون الامريكيون ان حدوث ذلك عسكريا يتطلب حدوث احد الاحتمالات الآتية:
أولاً: حدوث حرب أهلية بين الجيش النظامي العراقي وبين الحرس الجمهوري الخاص بالرئيس صدام حسين حال استكمال الطوق العسكري الامريكي حول العراق وتأكد العسكريين العراقيين بأن الامريكيين جادون في تنفيذ الغزو.
ثانياً: استمرار التماسك النسبي للمؤسسة العسكرية العراقية خلال الحصار ثم مع بدء العمليات العسكرية، ولكن مع وقوف الجيش النظامي على الحياد خصوصاً ان البنتاجون أعلن صراحة انه لن يستهدف هذه الوحدات بالقصف لأنه محظور على جميع العسكريين النظاميين العراقيين تذخير اسلحتهم خلال تواجدهم في منطقة بغداد الكبرى، وأخيراً احتمال حدوث تفكك تام في بنية المؤسسة العسكرية العراقية بفعل الضربات الجوية والصاروخية الأمريكية الكثيفة والتي ستركز أساساً على تدمير مراكز القيادة والتوجيه والاتصالات العراقية.
وتتطابق هذه الاحتمالات مع تغييرات شاملة في المبدأ الامريكي المتعلق بحرب المدن، وفي السابق كان يقوم هذا المبدأ على تجنب اقتحام المدن او على تدميرها، اما المبدأ الجديد الذي تم تطويره فيقوم على عزل المدن ثم شن هجمات انتقائية على اعمدة السلطة الحكومية ويأمل البنتاجون من خلال هذه الاستراتيجية الجديدة ان يتجنب خوض حرب دموية مكلفة في بغداد وان تسفر الهجمات الانتقائية عن انفجار سلطة صدام حسين من الداخل بفعل فقدانها السيطرة على العناصر الموالية لها.
واذا كانت هذه الاستراتيجية تراهن على ترحيب المدنيين العراقيين بالقوات الامريكية الغازية فان نجاحها يواجه صعوبة كبيرة وهو ما يضع خيار استخدام الاسلحة امام الامريكان ولكن المراقبين والخبراء يقولون ان هذه الاسلحة التي تنوي امريكا استخدامها اسلحة ضد مقومات النظام العراقي فقط وليست ضد البشر.. ولكن.. كيف يتحقق ذلك؟
القنبلة (E)
لكي تتفادى أمريكا حدوث كوارث بشرية في حربها ضد العراق انها تنوي استخدام قنبلة جديدة اطلقت عليها اسم (E) وهي تعتمد على توليد مجال مغناطيسي بالغ القوة يعمل على تدمير كل الاجهزة والانظمة الالكترونية العسكرية والمدنية دون ان توقع اذى بين الاشخاص سواء كانوا عسكريين او مدنيين وهي بالطبع لن تكون السلاح الوحيد الذي يستخدم في هذه الحرب لكنها ستكون اول ما يتم استخدامه لشل حركة شبكة الرادار العراقي وكافة الانظمة الالكترونية مما يعوق حركة الاتصالات بين القوات العراقية المختلفة.
وفي حال استخدام هذه القنبلة في حرب العراق فستكون هذه التجربة الاولى لها رغم ان تاريخها يعود الى منتصف الستينات حين بدأت الدراسات الأولية عليها في الولايات المتحدة وتعتمد الفكرة الاساسية للقنبلة على خلق حقل كهرومغناطيسي من خلال سلسلة من المكثفات التي تتم تغذيتها بالتيار الكهربائي من خلال بطارية بسيطة توجد داخل اطار حلزوني من النحاس موضوع داخل اسطوانة حلزونية مملوءة بمادة متفجرة حيث تقوم هذه المادة بتغذية الحقل الكهرومغناطيسي بتحويل طاقتها اليه ويتم توجيه وميض طاقته تصل الى عشرات المليارات وات من خلال بوصلة توجيه نحو الهدف عبر الهوائي الموجود بالقنبلة التي تنفجر على نصف كيلو متر من هدفها الاصلي؟
والقنبلة (E) لاتصدر أي اشعاعات او اصوات او حتى تأثير حراري لكن خطورتها تكمن في ذلك الوميض الكهرومغناطيسي الذي يدمر كل الاجهزة والمعدات الالكترونية حيث تقوم هذه الاشعة باختراق الاجهزة من خلال الهوائيات الخاصة بها وتوقف عملها تماما وتستطيع هذه الموجات الكهرومغناطيسية اختراق اعماق اي حصن مصفح او تحت الأرض على عمق عديد من الأمتار.
وتسبب هذه القنبلة خسائر فادحة في كل الاجهزة الالكترونية من خلال زيادة التوترات داخل الدوائر الكهربائية وتعمل على محو ومسح كل الذاكرة المغناطيسية مما يتسبب في اصابة هذه الاجهزة سواء كانت مدنية او عسكرية بشلل تمام وتلف وكذلك بالنسبة لشبكات الراديو والتلفزيون وخطوط الاتصالات ومراكز القيادة والمراكز الدفاعية المضادة للصواريخ تصاب بشلل تام.. ونفس الشيء يحدث بالنسبة للطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر وطائرات الركاب حتى ولو كانت في حالة تحليق في الجو.
وتؤكد المعلومات ان وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» تقوم حالياً بتطوير سلاح آخر من الجيل الثاني وهذا السلاح يمكن حمله بواسطة صاروخ، اما مصادر الطاقة لهذه الاسلحة الجديدة والتي تمثل انتاج القرن الواحد والعشرين فليست عالية التكلفة فطبقاً لما يقوله احد الخبراء الفرنسيين المشاركين في تطوير هذه الاسلحة فان طاقة قدرها جيجا وات «مليارات» خلال أقل من الثانية لا تمثل سوى الطاقة الناتجة عن هذا المصدر بالاضافة الى انه اذا كانت الاشعة الفعالة التي يسببها هذا السلاح تبعد عدة مئات من الامتار من المصدر نفسه فان ذلك لا يجعلها فائقة القدرة بالمقارنة في حالة وجود مولد كهربائي في حجم العلبة الصغيرة، وهذا المولد يحل مشكلة مصدر الطاقة الذي تحتاجه هذه الاسلحة الجديدة.
وفي حالة استخدام القنبلة(E) في الضربة العسكرية الامريكية المتوقعة ضد العراق فان هدفها الاساسي سيكون منع صدام حسين من نشر أو وضع أي استراتيجيات عسكرية داخل المدن أو في قلب الترسانة العسكرية ومن ثم تصبح هذه القنبلة أفضل بكثير من الأسلحة التقليدية اذ ان اضرارها لاتذكر بالاضافة الى ان السلاح النووي يسبب اضراراً تصل الى عدة مئات من الكيلو مترات.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved