|
هناك ظاهرة تفشت بشكل غريب وتدعو للحزن ومخجلة ولا تليق بمجتمعنا السعودي الاصيل ولا بوسطنا الرياضي الوفي وكأنها عدوى انتقلت من ناد إلى آخر ولا نستثني احدا من هذه الظاهرة وهي التنكر والجحود والخذلان من اقرب الناس والاحباب للنجوم عند نهاية مشوارهم الكروي او عند قرب فترة توديعهم للملاعب فتجد بدلا أن يقدم الشكر والعرفان لهم على ما قدموه طوال مشوارهم المشرف يجدون عدم احترام لتاريخهم وإنجازاتهم الناصعة البياض والتي سطروها بعرقهم وجهدهم وعطائهم وإخلاصهم وتضحيتهم وإبداعهم طوال مشوارهم الرياضي وليس هبة أو منة من احد ما والملفت للنظر انهم جميعا يعتبرون رموزاً يشار لهم بالبنان من حيث تاريخهم مع انديتهم او منتخبنا الوطني ولهم من الجماهيرية والمحبين ما يضاهي شعبية الكثير من الاندية ويأتي على رأس القائمة بلا منازع النجم والرمز الكبير في تاريخ النصر والكرة السعودية ماجد عبدالله ومع كثر وتنوع المطالبين والملحين باقامة مهرجان اعتزال له من كل حدب وصوب إلا أنه لا حياة لمن تنادي، والنموذج الاخر لظاهرة الجحود ما نراقبه في هذه الايام من فصول مسلسل ليس بجديد بل من السنة الماضية بدأت أولى حلقاته مع نجم آخر لا يقل عن ماجد بنجوميته وإنجازاته والتاريخ والشعبية وهو احمد جميل الذي اصبح في مهب الريح لمجرد انه طالب بحقوقه المستحقة على ناديه من عقده السابق واصبح وجوده غير مرغوب فيه في بيته الذي نشأ وترعرع فيه وكلنا نعرف من يكون أحمد جميل في الاتحاد وأي مكانة هي التي يحتلها في نفوس الاتحاديين من لاعبين وجماهير وإعلاميين ومن بعض اعضاء الشرف ومع ذلك فمهرجان اعتزاله فيه قولان كما يقال (ليالي العيد تبين من عصاريها)، وحقيقة اتمنى ان اكون مخطئاً ويكرم هذا العملاق اما النموذج الثالث فهو الثنيان وقصته مختلفة بعض الشيء فمن كان يعرف الثنيان منذ بداياته أيام (الشقاوة) ومشاغبته مع الاجهزة الفنية والإدارية بسبب عدم المواظبة والانتظام في التمارين ويراه اليوم في كيفية حرصه وانتظامه ومواظبته يحس ان الثنيان يتوجس من شيء ما يحاك ضده في الخفاء فأجل ما يتمناه الثنيان في هذه المرحلة فرصة مناسبة فقط تأتيه كي يختم بها حياته الرياضية بما يليق بنجوميته وما قدمه من إبداع وإمتاع كروي بديع لعشاق الفن الكروي الرفيع مما أكسبه نظير تلك الموهبة الفطرية شعبية جماهيرية خرافية سواء على المستوى المحلي أو الخليجي والعربي والآسيوي طوال مشواره الرياضي مما جعله يحتل مكانة مميزة في تاريخ الهلال والكرة السعودية والآسيوية فهو في هذا الانتظام والمواظبة لا يرغب بإعطاء ذريعة الى اي جهة أو أحد ما بمعاقبته أو ايقافه وهو يوشك على الرحيل مودعا عشاقه ومحبيه والملاعب الخضراء ليفسدوا بذلك عليه الخاتمة التي يرجوها ويتطلع اليها ويحلم بها لنفسه ويحلم بها ايضا محبوه ولو استعرضنا من واجهوا نفس المصير لما انتهينا من السرد ولكن على سبيل المثال وليس للحصر هناك المهلل والهريفي وابو اثنين والتيماوي ومسعد وفؤاد والرومي.. والقائمة تطول وكل الاندية دون استثناء مارست هذا الجحود وهذا الاضطهاد ضد هذه الرموز والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام ما هو شعور الجيل الجديد الذي يرى ما تعرضت له هذه النجوم الكبيرة وصاحبة التاريخ الكبير والنجومية في سماء الكرة السعودية والعربية والآسيوية والتي تعتبر القدوة لهم وماذا نرتجي منهم من عطاء وتضحية وإخلاص؟ وهم يشاهدون ان الاندية ومسيريها تأخذ النجوم لحما وترميهم عظما عند بدء شعاع نجمهم بالخفوت وتصبح ايامهم وخطواتهم على حافة خط النهاية بعد العطاء الذي سطروه طوال ركضهم في الملاعب..!! الوفاء الوفاء (وما جزاء الوفاء الا الوفاء) يا من ذرفوا الدموع على حال النجوم والذين اوصلتموهم انتم الى ما وصل اليه حالهم!! محمد الذايدي |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |