* بيت لحم الوكالات:
أعاد الجيش الاسرائيلي فجر امس الجمعة احتلال منطقة بيت لحم المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية، في رد على العملية الفدائية التي أدت إلى مقتل احد عشر شخصا بالاضافة إلى منفذها صباح الخميس في القدس الغربية.
وتشارك في العملية الصهيونية التي اطلق عليها اسم «سلسلة ردود» قوات من سلاح المدفعية ودبابات انتشرت في مدينة بيت لحم وفي بلدة بيت جالا المجاورة ومخيم الدهيشة الفلسطيني.
وتمركزت الوحدات العسكرية الاسرائيلية أمام كنيسة المهد لمنع الناشطين الفلسطينيين من اللجوء إليها كما حصل في نيسان/ابريل الماضي، الامر الذي تسبب بحصار اسرائيلي للكنيسة استمر 37 يوما.
واعلن ناطق عسكري اسرائيلي امس الجمعة اعتقال سبعة فلسطينيين خلال العملية يشتبه بتورطهم في هجمات ضد اسرائيليين.
وقال ضابط كبير مكلف بالعملية لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان «الجيش لم يحدد لنفسه مهلة محددة، سنبقى الوقت اللازم لانهاء مهمتنا».
وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان حوالي خمسين دبابة وآلية مصفحة دخلت بيت لحم، من دون ان تلقى مقاومة، وان الجيش الاسرائيلي فرض حظر التجول على المناطق التي اعاد احتلالها.
وحصل الجيش الاسرائيلي مساء الخميس على الضوء الاخضر من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير الدفاع شاوول موفاز للقيام بالعملية في بيت لحم.
وتقول اسرائيل ان عملية «سلسلة ردود» هي رد الحكومة الاسرائيلية على العملية الفدائية التي نفذت صباح الخميس في القدس الغربية.
واشارت الشرطة الاسرائيلية إلى ان منفذ العملية كان يقيم في بيت لحم.
وكان الجيش الاسرائيلي انسحب من بيت لحم في آب/اغسطس اثر اتفاق امني توصل إليه وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر (حزب العمل) مع الجانب الفلسطيني وقضى بأن تتولى الاجهزة الامنية الفلسطينية الامن في المنطقة وتمنع انطلاق عمليات منها ضد الاسرائيليين.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي ان هذا الاتفاق بات «في حكم الملغى»، مشيرا إلى ان المنطقة تحولت منذ عقد الاتفاق إلى «ملجأ للناشطين الفلسطينيين الملاحقين في الضفة الغربية».
وقد اصبحت اسرائيل تسيطر عمليا على مجمل الضفة الغربية بعد اقل من اسبوع على اعادة احتلال الخليل.
في قطاع غزة، قتل الجيش الاسرائيلي ليلا الشرطي في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية فهمي ابو حسين (26 عاما) خلال عملية توغل اسرائيلية، لكن الجيش الاسرائيلي قال انه قتل لدى محاولته مع مجموعة اخرى الهجوم على مستوطنة نتساريم، كما افادت مصادر في اجهزة الامن الفلسطينية ان قافلة من الآليات العسكرية الاسرائيلية توغلت صباح امس الجمعة في مدينة جنين التي يشملها الحكم الذاتي الفلسطيني ومخيم اللاجئين فيها حيث يدور تبادل لاطلاق النار بين ناشطين فلسطينيين وجنود.
ولم يعرف ما إذا كانت المواجهات ادت إلى سقوط اصابات.
وافادت مصادر امنية فلسطينية ان القوات الاسرائيلية تحاصر خصوصا منزلا في مخيم جنين للاجئين (شمال الضفة الغربية) قد يكون لجأ إليه ناشط من حركة الجهاد الاسلامي. وقد دانت السلطة الفلسطينية العمليات الاسرائيلية في بيت لحم وجنين وخان يونس ودعت المجتمع الدولي للتحرك لتوفير حماية للشعب الفلسطيني.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان «اعادة احتلال جنين وبيت لحم وبلدة القرارة بخان يونس يثبت من جديد ان اسرائيل لا تحترم الاتفاقات».
ودان بشدة «هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير الذي من شأنه ان يقود إلى مزيد من العنف والتدمير في المنطقة».
وطالب «بضرورة تدخل طرف ثالث وارسال قوات حماية دولية للشعب الفلسطيني».
وتوغلت قوة اسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها حيث اكدت مصادر فلسطينية حدوث مواجهات بين جنود ومسلحين فلسطينيين.وبعد منتصف ليل الخميس، اقتحمت عشرات الدبابات الاسرائيلية بلدة القرارة شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة، واعادت احتلالها لعدة ساعات بتغطية من مروحيات عسكرية، وقام الجيش بتدمير منازل العديد من الناشطين الفلسطينيين في المنطقة.
جثتان من جثث ضحايا في المعركة أمس.
|