Thursday 21st November,200211011العددالخميس 16 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ما هكذا تكشف السرقات وترد الحقوق! ما هكذا تكشف السرقات وترد الحقوق!

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت على ما كتبه أحمد اليحيى في وراق الجزيرة يوم الخميس 25/8/1423هـ عن الطبعة الجديدة لكتاب منار السبيل تحقيق نظر الفاريابي، فألفيته لم يأت بجديد، وإنما هذب شتائم ما نشره أحدهم عن طريق الانترنت مكتفياً بكلمة السارق، وهو قد خدع في ذلك من حيث لا يعرف، وكال للفارابي والهاجري الذي أثنى على هذا التحقيق في هذه الصفحة أقذع المناقص، من التزوير وعدم التدقيق وانعدام الغيرة على كتب التراث.
وإحقاقاً للحق، واعلاناً للعدل أود توضيح النقاط التالية بتركيز واختصار شديد:
أولاً: إن كان اليحيى ليس سارقاً ومخادعاً فكيف عمي بصره عن الأربعين الصفحة الأولى من التحجيل، وقفز عنها مباشرة إلى صفحة (41) فغمض عينه وأكم فمه عن الأحاديث التي في الصفحات التالية: (9، 15، 16، 19، 22، 30، 32، 33، 35، 36، 37، 38، 40) فإما هو جاهل لا يعرف شيئاً أو هو متعنت ينكر الحق ويتجاهله، فهذه الأحاديث الثلاثة عشر مخرجة عند الفاريابي في طبعته الأولى عام 1418هـ، قبل خمس سنوات من صدور كتاب التحجيل للطريفي وهو عام 1422هـ، وبالمصادر نفسها التي خرجت بها عند الطريفي،فهل نتهمه بالسرقة؟ ثم كيف لم ير اليحيى - إذا لم يكن مخادعاً - هذه الأحاديث في التحجيل؟ ولماذا يبدأ اليحيى من صفحة (41) من التحجيل، ويترك وراءه أربعين صفحة، فإذا كان يحق للطريفي أن يأخذ (38) حديثاً وأثراً مخرجاً في الطبعة الأولى للفاريابي عام 1418هـ، عن المصادر التي أخذ عنها الفاريابي، فلا نلوم الفاريابي بأخذه أربعة عشر حديثاً عن المصادر التي أخذ عنها الطريفي، لماذا ننكر الحقائق التي هي أظهر من الشمس، ونكيل بمكيالين ونزن بميزانين.
ولنأخذ لذلك أمثلة:
1- قال الألباني في الإرواء 1/30 عند حديث: كل امر ذي بال.. الحديث. عز المصنف الحديث للخطيب، وكذا فعل المناوي في فيض القدير وزاد أنه في تاريخه، ولم أر في فهرسه.
قال الفاريابي في التعليق عليه في طبعته الأولى عام 1418هـ «أخرجه في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/69 رقم 1210».
قال الطريفي في التحجحيل الذي طبع عام 1422هـ: «رأيته عند الخطيب البغدادي، فقد أخرجه في كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/69».
ماذا أضاف الطريفي هنا على الفاريابي، فهو أسقط الرقم، وأضاف كلمة «رأيت».
2- حديث عائشة: لينت السواك للنبي صلى الله عليه وسلم.. الحديث، لم يخرجه الألباني.
قال الفاريابي في طبعته الأولى عام 1418هـ «أخرجه البخاري 2/377، ح 890».
وقال الطريفي في التحجيل «أخرجه الإمام أحمد 6/48، والبخاري 1/214» فزاد أحمد.
3- قوله: «أسبغ الوضوء، قال ابن عمر: الاسباغ الانقاء» لم يخرجه الألباني.
قال الفاريابي في طبعته الأولى عام 1418هـ: «أورده البخاري معلقاً 1/239، قال الحافظ في الفتح 1/240 وصله عبد الرزاق في مصنفه «تغليق التعليق 1/99 باسناد صحيح».
قال الطريفي في التحجيل: «علقه البخاري في الصحيح 1/44، كتاب الطهارة، باب اسباغ الوضوء، وأخرجه موصولاً عبد الرزاق في المصنف من طريق ابن جريج عن نافع عن ابن عمر: انه كان يرى الوضوء السابغ الانقاء، واسناده صحيح، ابن جريج من أثبت اصحاب نافع،ثم قال الطريفي في الهامش «خرجه من المصنف لعبد الرزاق، ابن حجر في تغليق التعليق 2/99».
4- قوله «عن أبي ذر: نعم البيت الحمام يذهب الدرن، ويذكر النار» لم يخرجه الألباني.
قال الفاريابي في طبعته الأولى عام1418هـ «روي بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وأبي الدرداء، وابن عمر كما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/109 وابن المنذر في الأوسط 2/121، ولم أجده عن أبي ذر».
قال الطريفي في التحجيل «لم أره كذلك عن أبي ذر، وقد رأيته عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/103، وسعيد بن منصور ، ومن طريقه السرقسطي في غريب الحديث (2/ل 60/أ مصور الظاهرية،وعلى بن الجعد في المسند (359) وابن المنذر في الأوسط 2/121، 122، والخطابي في الغريب 2/341..الخ.
مثال للتوضيح:
قال الألباني في الإرواء 1/31 حديث: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان»، صحيح، لم أجده بلفظ «عفي» انتهى، ثم خرجه من غير هذا اللفظ.
قال الطريفي في التحجيل: وجدته بلفظ «عفي» أخرجه ابن حزم في المحلى 8/334 ط منيرية» من طريق الربيع بن سليمان .. الخ.
فلو استخدمت برامج الكمبيوتر وطلبت مثلاً تخريج هذا الحديث من المكتبة الألفية بلفظ «عفي» لذكر لك: (18) موضعاً ورد هذا الحديث بهذا اللفظ، منها (16) موضعاً في المغني لابن قدامة وموضعان في المحلى لابن حزم ط منيرية، الأول: (8/35) والثاني (8/334)، ففي الموضع الأول (8/35) قال ابن حزم: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم «عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه»، وفي الموضع الثاني (8/334) ذكره بالاسناد والكلام الذي أورده الطريفي في التحجيل، فما الجديد في عمل الطريفي، وما الابتكار فيه، سوى مصدر واحد نقله بواسطة كمبيوتر، فلو أتى باحث واستخدم الكمبيوتر، ووجد هذا اللفظ في المحلى ونقل منه، ونقل كلام ابن حزم بطوله كما نقله الطريفي، يكون سارقاً ولصاً، أويبقى طول حياته مرهوناً للطريفي، أو للكمبيوتر الذي خدمهما، فلماذا نكون أغبياء إلى هذا الحد نركض وراء كل ناعق ينعق بأن فلاناً سرق عن فلان، فأين الحياء؟
ثانياً: انني رأيت في الجداول التي أوردها الفاريابي في الانترنت أنه استدرك على الألباني (94) حديثاً وأثراً من مجموع (654) حديثاً وأثراً إلى بداية كتاب الكسوف، انفرد منها الفاريابي ب (56) حديثاً وأثراً غير مخرجة في التحجيل، وشاركه التحجيل في (38) حديثاً وأثراً، وانفرد التحجيل ب « 14» حديثاً وأثراً، فإنْ كان الفاريابي قادراً على الاستدراك على الألباني في (94) حديثاً وأثراً، فلماذا هذه الضجة الكبرى ولحساب منْ أم أن ذلك لمرض في قلب الكاتب؟
لماذا لا نتعلم من هذا الدين الانصاف والعدل، والأدب مع المخالف وعدم انكار الفضل للمسلم.
وأخيراً ارفق مع هذه السطور نسخة مما كتبه الطريفي للفاريابي، ليتأمل فيها اليحيى وليتعلم منها وليتخلق بأخلاق العلماء.

كتبه
عبد الله بن علي المكاوي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved