مَنْ لي بها من أمةٍ تتوقَّدُ
وعلى الهُدى راياتُها تتوحَّدُ
مَنْ لي بها تأْسُو الجراحَ أبيةً
ولها مع النَّصر المؤَزَّر موْعدُ
مَنْ يرفعُ الرايات في يوم الوغَى
وعلى ربى «الأقصى» يُهلُّ ويرعدُ
مَنْ فارسُ الميدان يُشعلها لظىً
في وجهِ من غَصبوُا البلادَ وعرْبَدُوا
يمْحُو ظلامَ اللّيْلِ مِن عَرَصَاتها
وينيرُ أوجهَهَا العتاق وَيُسعِدُ
مَنْ مِنْ بني قومي يثُورُ بقلبه
جمرُ الغَضا، ويصيحُ فيه السؤددُ
مَن مِنْ بني قومي تغارُ بجنبِهِ
نفسٌ تعافُ الضَّيمَ لاتتردَّدُ
مَنْ مِنْ بني قومي يُعيدُ لأمتي
روحَ الصّمود وللظلام يُبَدِّدُ
بَلَغَتْ بنِا الّلأواءُ ما قد يشتكي
منه الثَّرى ويصيحُ منه الجَلْمَدُ
«رمضانُ» جئتَ وأمتي في شقوةٍ
والنائباتُ بكل فجِّ تُحْشَدُ
وتزاحُمُ الأحداثِ فوقَ ربوعنا
خطرٌ تنوءُ به الجبالُ وتَجْهَدُ
بالأمس كُنَّا في المحافلِ قوةً
لايستهان بها ولاتُستبعَدُ
واليومَ تَفترقُ الصُّفوفُ وترعَوي
وقرارُنا بين المحافلِ يوءَدُ!
يا أمةً لم تُفتقدْ في محفلٍ
واليومَ في كلُ المحافلِ تُفقَدُ
كانت لألسنةِ العلى أنشودةً
واليومَ بات قصيدُها لايُنشدُ
يا أمةً كانت تعانقها السَّما
واليومَ عانقَها الزمانُ الأسودُ
دانتْ لها الأيّام ُفي عليائِها
والبدرُ سامَرَ عزَّها والفرقَدُ
كانت تَبَزُّ بني الزمانِ بفتيةٍ
تخشاهُم ُالدنيا ولما يُولدُوا
شُمُّ الأنِوفِ إذا انتَخى فرسانُهمْ
ثارَ الثَّرى وأخُو الحميَّة يصمُدُ
وترى الفَتى في عَهدِهمْ متوثِّباً
يَغْشَى المخاطَر قَبْلَما يتوعَّدُ
يتَزَودُ الفرسانُ دنيا وهْو مِنْ
غَير التقَى والبِرِّ لايتزوَّدُ
تأتي العقولُ الناسَ بعد مشيبهمِْ
وفتاهُمُ من حين يُولَدُ يَرشدُ
آهٍ، لأُمةِ أحمدٍ، كيف انْطَوَتْ
أمجادُها، وشموسُها لاتُجْحَدُ
عَصَفَتْ بها الأعداءُ من كلِّ الدُّنا
وسيوفُهم في أمَّتي لاتُغْمَدُ
سلبوُا«فلسطينَ الجريحةَ» مَجْدَها
وبها تباكى (قُدسُها والمسْجِدُ)
تبْكي وتصرخُ وَهْيَ في أغلالِهمْ
ثكلىَ، ونحنُ كأنَّنا لانَشْهَدَ
لانسمعُ الدَّاعي، وقد صرخَتٌ لَهُ
في المشرقين حناجر تَسَتنْجِدُ
يا أمتي لاتُخدعي بمفاتنٍ
غَدَرتْ وإن هي لَمْ تزلْ تتودَّدُ
إن العَدُوَّ هو العُدُوُّ وإنْ بَدَا
يوماً بأثوابِ الصَّداقَةِ يَحْفِدُ
يا رُبَّ كيدٍ في ابتسامته بدا
ومودةٍ في قلبه تَتَهّْودُ
لك قولُه ولشانئيك فعالُهُ
لا ينثني فهُوَ القريبُ الأبْعَدُ
كُشفَ القناعُ فَهُتِّكتْ أسْرارُهُمْ
وانْبَتَّ رأيُهُمُ وبانَ المقْصِدٌٌ
عافُوا الوفاءَ، وعافَهُمْ، وبهِ طغَوْا
كم أبرقوا في الخافقين وأرعدوا!
يا أمَّةَ الإسلامِ لاتَستَسْلِمي
لليَأْسِ، فالخَصْمُ العنيدُ سَيُطْرَدُ
أَنْتِ على أرَضِ المروءة وِالنُّهَى
أنت على كل المحاور أجودُ
إمَّا حياة فَوقَ هاماتِ العُلى
أوْ في جِنان الخُلد مَجْدُك يَخْلُدُ
رُديِّ عن الإسلام مَنْ كادوا له
عَسْفاً وإِنْ جارَ اَلطغاةُ وأفْسَدْوا
ِسيري على دَرْبِ الجهاد عزيزةً
فَعلى دُرُوبِ الخَيْرِ جُهْدكِ يُحْمَدُ
يا أمةَ الإسلام أصْغِ لدعوةٍ
نحُوَ الهدُى أذْكى ظُباها أَحمَدُ
لم تُخْلَقِي إلا لحمل هدايةٍ
للعالمينَ وسؤددٍ لا يِنَفدُ
عودي إلى روح الشريعةِ إنَّهُ
لامجدَ إلا ما يقولُ «محمدُ»