Wednesday 20th November,200211010العددالاربعاء 15 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كم بقي من رمضان؟! كم بقي من رمضان؟!
محمد عباس خلف



للهِ صَامُوا مُخْلِصينَ وَقَامُوا
فَالصَّوْمُ كَنْزٌ، والقِيَامُ وِسَامُ
عَرَفُوا طَريقَ الحقِّ، سَارُوا نَهْجَهُ
للِهِ طَوْعاً، إنَّهُمْ أَعْلاَمُ
مَا لَحظَةً غَفلُوا عَنِ القُرْآنِ، لاَ
وَقْتٌ يَضِيعُ، ولاَ يُرامُ طَعَامُ
صَحَتِ القُلوبُ مَعَ الجوَارِحِ شَهْرَهَا
صَبَرُوا عَلىَ حَقِّ الإلهِ، وَقَامُوا
المسْلِمُونَ الصَّائِمونَ لهُمْ بهِ
طَابَ الجَزاءُ، وعَمَّهُمْ إكْرَامُ
رَمَضَانُ يُسْرعُ خَطوَهُ، يَا لَيْتَهُ
مَتَمَهِّلٌ، كَيْمَا يُنَالَ مَرَامُ
فَيزيدُ أجْرُ الصَّائِمينَ وحَظَّهُمْ
تَنْمُو بهِ الحسَنَاتُ، وهِي ضِخَامُ
قُمْ نَاهِضاً، وانْظُرْ بَقِيَّةَ عَهْدِهِ
حَالاً سَيُطوىَ الصَّومُ والأيَّامُ
أسْرِعْ وَتُبْ قَبْلَ الفَواتِ، فإنه
قَدْ لاَ تَعُودُ، ولاَ يَعُودُ العَامُ
قِفْ! كَمْ قَرَأْتَ مِن الكتَابِ تَطوُّعاً؟
كَمْ أُشْبِعَتْ بِعُلومِهِ الأفْهَامُ؟
كَمْ مَرَّةً قَضَّيْتَ لَيْلَكَ تَالِياً
للِذكْرِ؟ أمْ لَكُمُ هُنَاكَ نِظَامُ؟
كَمْ مَرَّةً قَضَّيْتَهَا مُتَدارِساً
سُنَنَ الحَبيبِ، فَمِلْؤُهَا الأحْكَامُ؟
كَمْ مَرَّةً زُرْتَ اليَتَامَى مُفْطِراً!
لِفَقِيرهِمْ؟ كَمْ مِنْ يَتَامَى صَامُوا
كَمْ مَرَّةً جِئْتَ الصَّلاة لِوقتِهَا
وَسطَ الجمَاعةِ؟ كَمْ يَطِيبُ مقامُ!
الفَجْرُ حَتْماً، حَيْثُ فِيهِ سُحُوُركُمْ
وخِتَامُ سَهْرتِكُمْ، بهَا الأفْلامُ
الظُّهْرُ ثُمَّ العَصْرُ نَومٌ سَادِرٌ
وسِوَاكَ في عشقِ المسَاجِدِ هَامُوا
فِي الليلِ تَسْهَرُ والملاهِ جَمَّةٌ
تَنْسَى الإله، ففي الملاهي زِحَامُ
رَمضَانُ ليْسَ تَسَالِياً وتَسَابُقاً
رَمَضَانُ ذِكْرٌ دَائمٌ وصِيَامُ
مَاذَا فَعَلْتَ تَقَرُّباً للهِ.. في
رَمَضَانَ؟ أينَ الدِّينُ والإسلامُ
هَلْ كَثرَةُ اللغْوِ المسَلِّي وَقْتَكُمْ
يُرجَى بهِ الرضْوَانُ! سَاءَ كلامُ
هَلْ مَا تَقولُ عنِ الرفاق بغيبةِ
يُجزى عليهِ كمثلِكُمْ صُوَّامُ!
هَلْ مَا نُقَصرُ في الأداءِ تكاسُلاً
حَقُّ لنَا؟ أمْ إنَّ ذَاكَ حَرَامُ
رمَضَانُ جَهْدٌ دَائِمٌ، وتَقَيُّدٌ
بالحقِّ، لاَ كَسَلٌ، ولاَ إحْجَامُ
رمضَان يَمضي،والهَوَى يَجْرِي بنا
كُلٌّ لهُ في الخافقين مَرَامُ
هذا يريدُ اللهَ يَطْلُبُ عَفوهُ
هذا يُحبُّ المالَ، بِئْسَ غَرَامُ
المالُ والدنيَا نِهايةُ عِشْقِهِ
ويقُولُ غَيْرِي كَمْ هُنَالِكَ صَامُوا
سَأَصُومُ بَعْدُ، وإنَّ رَبَّكَ غَافِرٌُ
والدِّينُ يُسْرٌ جَاءَ والإسْلاَمُ
لَيْسَ الإلهُ بغَافِرٍ إلا لمنْ
يَرْعى حُدُودَ اللهِ، فهي ذمَامُ
أمَّا الغَوِيُّ ومَنْ تَنَاسَوْا رَبَّهُمْ
فالعُمْرُ بُؤْسٌ، والقُبوُرُ ظَلامُ
رمَضَانُ خَيرٌ مِن كُنوزِ الأرض، قَدْ
اعْلاَهُ رَبي، نِعْمَ ذاكَ مقَامُ
خَيْرُ الشهورِ إذا عَلِمْتَ، وإنهُ
عِتْقٌ يُغَاثُ بِفَضْلِهِ الآنَامُ
هُوَ مِنْحَةٌ سَنَويَّةٌ، مَعْدُودَةٌ
مَنْ فَاتَهُ رَمَضَانُ لَيْسَ يُلاَمُ
خَسِرَ السعَادةَ في الحياة، وعِنْدمَا
يَلْقَى الإلهَ بِذِلَّةٍ سَيُسَامُ
مَنْ لمْ يَنَلْ فِيهِ الدَّواءَ فإِنَّهُ
سَيَعِيشُ مِلْءَ حَيَاتهِ الأَسْقَامُ
مَنْ تَاهَ عَنْ وردِ الحِياضِ فَقَدْ غَوَى
نَضَبَ المعِينُ، عَلىَ الشفَاهِ لجَامُ
للهِ حَقّ ثَابِتٌ، لاَ تُنْقِصُوا
حَقَّ الإلهِ، فَإِنَّ ذَاكَ لِزَامُ
أعْطِ الإلهَ كمَا تُريدُ الحقَّ، لاَ
ظُلْمٌ، ولكِنْ للحُقوقِ تَمامُ
الحقُّ حَقٌّ، والحُدُوُد شَريعَةٌ
غَرَّاءُ، لَيْسَ علىَ الطريقِ قَتَامُ

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved