تعنى المؤسسة التعليمية والتربوية كثيراً بالعلاقة بين المعلم والطالب، وأبعادها وعمقها ومتانتها، لأن هذه العلاقة هي المحور الرئيس الذي تدور حوله العملية التعليمية والتربوية.
والطريقة التي تنتقل فيها الطاقة «ولا أريد أن أقول هنا معلومة» فالمعلومة موجودة في الكتب، وما يتم من خلال اللقاء التربوي هو طاقة تستدير بين المرسل والمستقبل، وايجابية هذه الطاقة هي التي تنجح هذه العملية وتجعلها تؤدي المهمة المفترض ان تؤديها.
وهذه الطاقة تختزن المعرفة، والمعرفة لا تكون معرفة حقيقية نافعة وناجعة في حياة البشرية ما لم تكن معرفة تسعى للتغيير والتحسين والتطوير، والمعرفة المتحجرة حول نفسها والتي تجتر نفسها لا تعتبر تربويا معرفة بل هي حجر عثرة أمام انهمار طاقة المعرفة من خلال شتى مصادرها.
وتحديداً أصبح من العسير من خلال الانفجار المعلوماتي العالمي، ومع تضاعف المعلومة بشكل سريع ومطرد، ان نخلق الأذهان التي تمتص هذه المعلومة وتستظهرها، وتحفظها.
هذه المهمة قد يقوم بها موظف ارشيف بسيط أو «كمبيوتر» بدائي من الجيل الأول، الجميع بحاجة لتعلم «فن الأسئلة» وأسرار المفاتيح، وفي الأساطير القديمة عندما وقف سندباد عاجزاً مقهوراً أمام مغارة الكنز فلأنه يفتقد شيفرة المغارة ومفتاحها السري ولكن افتح يا سمسم هي الكلمة التي يجب أن نعلقها على كل فصل وبجانب كل طالب لأنه ليس بحاجة الى مراكمة من المعلومات داخل دماغه مراكمتها بشكل مبعثر وغير منظم ولا يكون له فسيفسائية اللوحة التي ستكون خارطته في نجاحه وتفوقه المستقبلي، هو بحاجة الى تلك الطاقة الايجابية التي تسري من معلمه اليه وتعلمه فن الاسئلة، وفن الملغزات، وان يخوضعها بقلب جسور حر لا يخشى الأسقف او الجدران التي تحجب ضوء المعرفة.
وستظل العلاقة متوترة ومتشنجة بين المعلم والطالب طالما ان الطاقة التي تسري بينهما ملوثة!! ومحملة بالعديد من التيارات السلبية، فعلى حين ان المعلومة باتت بين يدي الطالب بشكل مغرٍ وسهل ومغو عبر مصادر شتى مختلفة خارج نطاق المدرسة، يبقى المعلم يغصصه معلومة بائتة نائية عن حياته اليومية مملة ولا تختلط بوعيه لتكون معرفة قادرة على تطويره وتقدمه، وكما أسلفت المعرفة هي فقط التي تسعى لتطوير الطالب وتقدمه ونقله.. لا الحفظ.
قال الشاعر: