* جنين «الضفة الغربية» من محمد السعدي رويترز:
أخذ جهاد العزب الخباز الفلسطيني يصف القطايف في متجره على أمل ان يشتري المارة الحلوى المميزة لشهر رمضان الكريم لكنه وجد صعوبة بالغه في اقناع قلة من الزبائن يرتادون سوق بلدة جنين في شمال الضفة الغربية بشرائها رغم انه خفض سعرها إلى اربعة شيقلات «85 ،0 دولار» للكيلو.
يقول عزب وهو يصب الزيت على سطح الموقد الساخن في تحسر «اين زبائن رمضان، يمكنك ان ترى الرد على ذلك في وجوه الناس، اننا نشهد اجتياحا اسرائيليا تلو الآخر، والناس استنفدوا مدخراتهم».
عادة ما كان السكان يحتفلون بليالي رمضان بالحلوى والفوانيس والالعاب النارية وزيارة الاهل لكن بعد الاقتحامات الاسرائيلية المتواصلة للمدن فان ذلك اشاع جوا من الكآبة خيم على شهر رمضان هذا العام.
وضاق بشدة مجال الاحتفال بالشهر الكريم بسبب الحصار الاسرائيلي للمدن وحظر التجوال المفروض عليها.
وقدر خبراء اقتصاديون فلسطينيون ان معدل البطالة ارتفع إلى 60 في المائة من 11 في المائة قبل بدء المصادمات ولم يعد لدى الكثيرون ما ينفقونه على الكماليات.
ويقول عزب مفسرا تدني الاقبال على بضاعته «الناس يشترون القطايف عندما يكونون سعداء وهم ليسوا كذلك».
وتقول منظمات الاغاثة ان اكثر من نصف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر أي بدولارين او اقل في اليوم.
وقال الاقتصادي ناصر عبدالكريم ان المعونات مكنت الناس من البقاء رغم المحن.
ويضيف «الناس يعيشون على مساعدات عربية واجنبية، لقد استنفدوا مدخراتهم».
ويقول رامي حسين صاحب متجر في بلدة طولكرم بالضفة الغربية ان حظر التجوال المفروض على البلدة والذي دخل اسبوعه الرابع «يفسد كل شيء».
ويضيف «كيف يشعر الناس بجو رمضان وهم محاصرون في منازلهم».
وفي رام الله تدنى عددالمتسوقين، ويقول عبد القادر اهديب وهو جزار «الناس غير مستعدين للمغامرة بأرواحهم بعبور نقاط التفتيش».
ويشعر الفلسطينيون بالمرارة إزاء اجتياح الدبابات الإسرائيلية مؤخرا لجنين الذي استمر اسبوعين.
وقال نجيب حسناوي وهو مدرس متقاعد معبرا عن تبرمه من الحصار وحظر التجول «هذا هو اقبح سلوك.. لا يمكننا التحرك انهم يخنقوننا».
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية هرع عمال النظافة الفلسطينيون التابعون للبلدية لرفع الانقاض التي خلفها دخول الدبابات في الشوارع الضيقة.
ولم يعد سكان الريف الفلسطيني يتدفقون على جنين لشراء احتياجاتهم بسبب نقاط التفتيش والحواجز التي وضعتها اسرائيل على مداخل المدينة.
ويقول محمود العمري «32 عاما» وهو تاجر في سخرية «لا يمكن للقرويين والمزارعين دخول جنين إلا بالمظلات أو بطائرة هليكوبتر».
ويقول فلسطينيون ونشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في الداخل وفي الخارج ان الاجراءات التي تتخذها اسرائيل ترقى إلى مستوى «العقاب الجماعي» لمئات الألوف من الفلسطينيين وتغذي المرارة التي تقود بدورها للمزيد من المصادمات.
|