Monday 18th November,200211008العددالأثنين 13 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إليك.. يا غاليتي إليك.. يا غاليتي
محمد فيصل مختار *

وعلى الوفاء الدائم سأبقى بمشيئة الله يا توأم روحي وشريكة عمري يا غاليتي يا زينب.
الأيام تركض.. وأترقب لحظة اللقاء.. حسب الموعد والمشيئة الالهية فكما كنت تقولين يا غاليتي انك ستسبقين الى دار الحق.. وان شاءالله في الفردوس الاعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.. وسألحق بك بإذن الله ورحمته..
زينب.. يا اغلى اسم واحب حروف العربية الى نفسي وقلبي.. يا نوارة حياتي.. ونبضات قلبي سيظل قلبي المخلص لك نابضاً باسمك مترنماً به لحناً جميلاً فيما بقي لي من رحلة الحياة الى ان نلتقي بإذن الله ونتغنى به معاً كما كنا دوما بحمد الله.
منك يا غاليتي الحبيبة عرفت معنى الاستسلام الصادق لأمر الله ومشيئته وهو ما اسبغ عليَّ بفضل الله نعمة الصبر على قضاء الله الذي لا راد لقضائه.
يا غاليتي.. يا زوجتي الوفية التقية المخلصة.. لقد لبيت نداءربك بنفس مطمئنة راضية مرضية.. وبإذن الله تنعمين في جنته سبحانه وتفوزين بوعده الحق جل وعلا {إنَّ الذٌينّ آمّنٍوا وّعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ كّانّتً لّهٍمً جّنَّاتٍ الفٌرًدّوًسٌ نٍزٍلاْ }
فأنت يا غاليتي.. يا نعم الزوجة الصالحة.. كانت حياتنا الزوجية طيبة بالمودة والرحمة والحب النبيل.. وكنت دائما نهراً خصباً متدفقاً بالعطاء وصادق الوفاء.. فلك مني دوما خالص الدعاء.. وكانت حياتك العلمية والعملية حافلة بالجهاد والتعاون والاخلاص والحرص على اداء الرسالة الجميلة.. مزودة بعظيم الصبر والايمان في رحلة الحياة.
ان صبرك وتحملك يا اغلى الناس آلام وأوجاع المرض المؤلم الذي داهم مسيرة حياتنا المخلصة بالحب والوئام والود العظيم سيكون له الجزاء العظيم الذي وعد به الله في قوله سبحانه {إنَّمّا يٍوّفَّى الصَّابٌرٍونّ أّجًرّهٍم بٌغّيًرٌ حٌسّابُ }
وبمشيئة الله انت من الذين قال فيهم رب العزة والجلال:
{وّجّزّاهٍم بٌمّا صّبّرٍوا جّنَّةْ وّحّرٌيرْا }.. وهذا بفضل الله سيكون لك.. ولا ازكي على الله احدا.
وخير ما اردده على الدوام.. الحمد لله .. الحمد لله ان اكرمني بأن اكون الى جوارك وفي خدمتك يا غاليتي حتى آخر العمر.
لانك يا غاليتي الحبيبة كنت تشعرين بمدى خوفي وقلقي بل هلعي عليك اذا حدث لي اي مكروه فلمن اتركك يا كل نفسي وحياتي؟.. وكان الله بنا رحيما والامر كله لله وليس لنا من الامر شيء.. فبقدر انشطاري وتمزقي وانهياري التام بعد رحيلك عن هذه الدنيا.. فإنني احمد الله ان وفقني سبحانه لهذه المهمة المقدسة لأطمئن عليك في قبرك الطاهر في «البقيع» في رحاب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة واهل بيته والصحابة والانصار رضوان الله عليهم جميعا.
والحمد لله ان قلبي مطمئن.. قارئا للقرآن الكريم وداعيا لك بكل خير ورحمة وغفران.
ولك يا غاليتي ان تسمو نفسك وتسعدي بإذن الله بمجاورة الخالق جل وعلا ارحم الراحمين القائل:
{إنَّ المٍتَّقٌينّ فٌي جّنَّاتُ وّنّهّرُ فٌي مّقًعّدٌ صٌدًقُ عٌندّ مّلٌيكُ مٍَقًتّدٌرُ }
فليرحمك الله برحماته الواسعة.. ويسكنك فسيح جناته وبإذنه سبحانه لك الفردوس الاعلى من الجنة والى لقاء بإذن الله يا حبيبتي الغالية «سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والرسل اجمعين سيدنا محمد خير الانام وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين.

(*)باحث وخبير إعلامي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved