* مزار الشريف (أفغانستان) رويترز:
قال مصدر بالأمم المتحدة أمس الاحد إن هناك دليلا لدى المنظمة الدولية على أن قائد أحد الفصائل الأفغانية في شمال أفغانستان سجن شهودا وعذبهم لمنعهم من الإدلاء بشهاداتهم في قضية جرائم حرب.
وقال المصدر البارز الذي طلب عدم نشر اسمه إن الأمم المتحدة أجرت تحقيقات بشأن انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان ارتكبت ضد شهود مهمين في قضية تتعلق بالجنرال عبد الرشيد دستم القائد الأفغاني ذي الأصل الأوزبكي والمتحالف مع الولايات المتحدة.
وتأتي النتائج التي توصل إليها فريق محققين غادر للتو المنطقة المضطربة في شمال أفغانستان كضربة جديدة لسمعة دستم وتمثل إحراجا للرئيس الأفغاني حامد قرضاي الذي يسعى جاهدا لكبح جماح قادة الفصائل.
ونفى دستم من قبل تقارير ذكرت أن قواته قتلت نحو ألف من مقاتلي طالبان بنقلهم إلى سجن داخل حاويات لا توجد بها فتحات للتهوية.
وقال دستم إن نحو 200 لقوا حتفهم لكنهم كانوا مصابين إصابات بالغة من جراء القتال في أواخر العام الماضي.
وقال مصدر الأمم المتحدة المقيم في أفغانستان لرويترز «لم تتأكد كل المزاعم حتى الآن لكن لدينا دليلا قويا يدفعنا للاعتقاد بأن هناك جوانب مثيرة للقلق».وأضاف المصدر أن بعض الشهود المحتملين فروا إلى كابول حيث يجري معهم مسؤولون من الأمم المتحدة لقاءات، وأجريت اتصالات مع آخرين في الشمال منهم أناس في شبرغان معقل دستم.
وقال المصدر إن عدة أشخاص في الشمال اعتقلوا بشكل تعسفي وربما عذبوا.
وتابع «لم نتمكن من فحصهم... لكن أناسا مع فريق التحقيق رأوهم وقالوا إنهم أصيبوا إصابات بالغة».
وقال المصدر إن فريقا من الأمم المتحدة بحث أيضا حالة إعدام مزعومة لكنه لم يعثر على دليل قوي.
وأضاف أن فيلما وثائقيا ظهر في الآونة الأخيرة يشير إلى مقتل اثنين من الشهود.
وأصدر دستم بيانا قبل أيام نفى فيه قتل الشاهدين.
وقال البيان «الادعاءات بأن شاهدين مزعومين في قضية «نقل معتقلي طالبان» ماتا أو قتلا في الاسبوعين الماضيين زائفة تماما».
وأضاف «أكد لنا مسؤولو الأمم المتحدة في شمال أفغانستان في الآونة الأخيرة أيضا أنه ليست لديهم أي معلومات أو دليل على مقتل أي شاهد».
ولم يتطرق البيان إلى انتهاكات أخرى مزعومة ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين من فصيل دستم.
وقال البيان أيضا إن دستم وقادة آخرين في الشمال على استعداد للتعاون مع التحقيق في جرائم الحرب وسيساعدون المجتمع الدولي في حماية الشهود.
لكن موظفي الإغاثة يشعرون بالإحباط لأن التحقيق الأساسي بشأن موقع مقبرة جماعية في دشت الليل قرب شبرغان يحتمل أن يكون مقاتلو طالبان الذين ماتوا اختناقا دفنوا فيها تعثر بعد ستة أشهر من إعلان الأمم المتحدة رغبتها في بدء التحقيق.
وحملت مصادر الأمم المتحدة المجتمع الدولي مسؤولية عدم توفير حماية للشهود المحتملين كما حملت دستم مسؤولية إشاعة أجواء الخوف بينهم.
وقال المصدر متسائلا «ماذا نفعل لحماية الشهود... ليس هناك من سبيل ما لم يكن لدينا نظام كامل والتزام من المجتمع الدولي بشأن حمايتهم وتمكينهم من اللجوء حين يلزم ذلك».
وكان دستم حليفا قويا للولايات المتحدة في أواخر العام الماضي عندما ساعد الحملة الجوية التي قادتها على طرد حركة طالبان من شمال أفغانستان.
وما زالت قوات أمريكية خاصة في الشمال مع استمرار تعقب فلول حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
|