روضنا ما زال بالخصب نديّاً
بكرةً يثمر فينا، وعشيَّا
أنبت الفصحى لنا خير نبات
فنمت لفظا، وحساً شاعريا
وازدهت نصا بلاغيا بديعاً
يملأ النفس شعورا أريحياً
واحة يستمح الخصب ثراها
خصبهُ، يطلب منها النبع ريَّا
أيها السائل عنَّا في زمان
ذاق فيه الناس بؤساً عولميا
من جذور اللغة الفصحى انطلقنا
نملأ الدنيا صدى عذبا شجيّاً
وبها نتلو كتاب الله غضّا
مثلما أنزله الله طريَّا
لغةٌ ما سافر الإبداع فيها
سفراً، إلا اعادته فتيا
ليست البحر، ففي البحر غثاء
وهي تعطي ماءَها عذباً نقيَّا
درُّها أحلى من الدُّر وأغلى
فهي لا تحمل دُرّاً صدفيَّا
هي بحرٌ من بيان لم يخالط
ماءه ملح ولم يحمل عصيّا
لغة اسفر عنها الفجر وجهاً
ساحر العينين ريَّاف المحيَّا
ولدت في حضن تاريخ عظيم
خرجت منه لنا خلقا سويا