لك في خافقي أعزُّ مكانِ
فاسكني في دمي وروّي كياني
واسكبي في فمي حُروفَكِ حتى
يتغنّى برائعات الأغاني
لك يا بهجتي اشتياقٌ وحبٌّ
منهما يشرق السَّنا في جَناني
ووِدادٌ لما تجلَّى تجلَّتْ
بسمةُ السّعد في شفاه زماني
وولاءٌ لما تجدَّد غنّى
عبْقرُ الحبِّ أعذبَ الألحانِ
وشدا مثلَه فمُ الدَّهر لحْناً
نرجسيّاً يَهتزُّ كالأغصانِ
منشداً.. والصّدى يُرجِّعُ صوتاً
عشقتْه الرِّمالُ في الكُثْبانِ
وَشَدَتهُ النَّخيلُ في كلِّ بيتٍ
وروتهُ الأعشابُ للوِديانِ
إنّما أنتِ يا بُريدةُ شمسٌ
ضَوْءُها شاعَ في رُبى الأوطانِ
إنّما أنتِ تاجُ عزٍّ رصينٍ
قدْ رسا فوقَ هامةِ البُنيانِ
إنما أنتِ نبعُ علمٍ أصيلٍ
يرتوي منه صاحبُ القرآنِ