أرمسترونج: هذا إنجاز بسيط!!
وتحققت المعجزة صباح يوم أمس الاثنين السابع من جمادى الأولى 1389هـ الموافق الحادي والعشرين من يوليو 1969م وخطا الإنسان أولى خطواته على الكوكب المعتزل الشامخ، المترفع، وترك عليه بصماته وهداياه التذكارية، وحفن من ثراه وحصاه، حفنات غاليات.. ليعود بها إلى أمه الأرض فرحاً مزهوا.. فرحة الغازي المنتصر.. يحمل معه الغنائم وتتسع البسمة الكلاسيكية العريقة على وجه القمر.. وهو يشاهد ما يفعل الفضول بابن آدم، وكيف ينفق الملايين وألوف الملايين، في سبيل اشباع فضوله.. ومن أجل حفنات من الحصى والصخور!!
غير ان للعلماء رأياً آخر.. فهم طالما استمعوا إلى الاحتجاجات الصارخة.. والتعليقات اللاذعة.
«هل ترانا وطدنا السلام وحققنا التقدم على الأرض، حتى نذهب لنرفع شعاره على القمر؟؟».
العلماء يرون ان كشف أسرار القمر، ربما يساعد على كشف اسرار الأرض.. فما القمر سوى جزء من الأرض.. انفصل عنها منذ ملايين السنين.. وبقي خاما.. اصيلا.. بحيث يمكن ان يدرس عليه ما يصعب دراسته على الأرض، التي تغيرت على مر ملايين الأعوام.. المليئة بالحركة والنشاط والحياة.
ان هذا التطور، يدفعنا إلى التساؤل عن ما هية الخطوة القادمة في برنامج الفضاء، فاليوم القمر، وغدا المريخ، أو هل من الآن فصاعداً، سيكرر الرواد نفس ما قد انجزوه بالفعل، وهل سيصبح اكتشاف الفضاء أمرا روتينيا؟!
هذا ويجري الآن تدريب ثلاثة ملاحين لارسالهم في أبوللو 12 التي ستهبط على سطح القمر بعد ان يلمس العلماء نتائج رحلة ابولو 11 الحالية، وقد تم تعيين ملاحين ثلاثة هم تشارلس كونراد ويبلغ من العمر 39 سنة وقد قاد مركبة جيمني رقم 5 وجيمني 11 وسيكون قائد المركبة ابولو 12 وريتشارد جون ويبلغ من العمر 39 سنة والذي سبق له ان ذهب في مهمة فضائية في جيمني 11 والملاح الآن بين، ويبلغ من العمر 37 سنة، إلا انه لم يسبق ان قام بمهمة فضائية، وهؤلاء الثلاثة تم اختيارهم لقيادة مركبة أبولو 12 القادمة.
وهكذا.. يتضج ان رحلة ابولو 11 ما هي إلا حلقة في سلسلة حلقات من السفن الفضائية اكثر تعقيدا واكثر كلفة.. وجميعها تهدف إلى الوصول بالإنسان على سطح القمر لاكتشاف سطح القمر واقاليمه وفوهاته في السنتين او الثلاث سنوات القادمة بإذن الله، ومن المحتمل ان يتم ارسال بعثات إلى الجانب المظلم من القمر الذي لا يرى الأرض.
وقد بدأ المهندسون في مركز الرحلات في هيوستن بتكساس في وضع افكار ستبنى عليها محطة فضائية ضخمة حيث يمكن لعشرة أو أكثر من الملاحين من القيام بمهمات بحوث مونية وصناعية في مدار الأرض.
ويتوقع معظم المراقبين ان برنامج أمريكا لاكتشاف الفضاء في السبعينيات سيكون موازياً بحيث يكثر عدد الرحلات الاستكشافية غير المأهولة لتتكافأ مع عدد الرحلات المأهولة وبتركيز خاص على اكتشاف المعارف الجديدة والاعتماد على التقنية لحل المشاكل على الأرض.
وكما يتطلع العالم نحو بداية القرن الحادي والعشرين.. فإن برنامج الفضاء الأمريكي ملتزم بالمحافظة على تخيلاته المندفعة نحو معرفة المجهول مع التطلع إلى تسخيره لمصلحة الإنسان.
|