عرض وتحليل فيصل عسيري
مساء اليوم يبدأ منتجو الخيل السعودية، في حصاد ثمارهم لهذا الموسم بعد عناء وجهد عامين متتاليين لتجهيز أمهارهم لدخول مزاد عام 2002م.. ويسود جميع المنتجين السعوديين التفاؤل الكبير بهذا المزاد الذي يطل عليهم في هذا الشهر المبارك راجين من الله سبحانه وتعالى ان ينال انتاجهم رضاء واستحسان الراغبين في الشراء للحصول على المردود المادي الذي يعينهم على مواصلة المشوار بشكل أكثر تطوراً.
هناك ملامح كثيرة لهذا المزاد الكبير منها ما يتعلق بالمزاد نفسه ومنها ما يتعلق بالمنتجين «أصحاب المهور» وبالأفراس الولادة من جهة أخرى.
نقاط خاصة بتنظيم المزاد
أغفلت الجهة المنظمة للمزاد نقطة مهمة جداً في سلالة كل مهر معروض في المزاد وهي توضيح أباء اخوان وأخوات الأمهار المعروضة والتي سبق وفازت، واكتفت بتوضيح اسم الجواد الفائز فقط،وهذه النقطة مهمة جداً بالنسبة للمهتمين بالشراء. وخبراء تقاطع الدم المخولين من قبل اسطبلاتهم بالشراء وحصر النوعية الجيدة من حيث معرفة مدى تراكب وتلاؤم خط دم الفحل مع الفرس الولادة. على سبيل المثال هناك أفراس تفضل سلالة الفحل «نورثرن دانسر» وتنتج معه نوعية جيدة وأخرى العكس.عوضت ادارة المزاد النقص في الفقرة السابقة بايراد الأم الرابعة ومع ذلك لم يوضح هذا الأمر لجميع الخيل مع ان الأم الرابعة لا تهم العارفين بشكل كبير جدا حيث ان تاريخ وسلالة الأم الرابعة في الغالبية العظمى من الخيل جيد ورائع لأنها تقترب من خطوط الدم الرئيسة لخيل الثوربيرد.
فحول وأبطال
يضم كتاب المزاد الدفعة ما قبل الأخيرة للفحل المنتج والراحل «شقران» «آناذريفيو» وهي بطبيعة الحال ستكون محط أنظار محبي أبناء هذا الفحل عطفا على ما قدمه من أبناء ذات مستوى جيد جداً في الميدان السعودي مع العلم ان أبناءه حتى الآن لم تفز بإحدى البطولات الكبيرة بالميدان السعودي.
كذلك يدخل في المزاد آخر أبناء الفحل البطل شارد «مانيفيك» والذي حققت أبناؤه سباقات قوية منها المئوي «الطويل» الذي فاز بكأس المؤسس + كأس خادم الحرمين الشريفين.
أيضا هناك بعض المهور من نسل الفحلين القادمين عطي الله «فوليرس» ولاهوم «تيري كانيون» وهذان الفحلان يرى كثير من النقاد بأن أبناءها ستكون في المستقبل القريب جدا من المنازعين على بطولات الذهب بالميدان السعودي.. بالاضافة أيضا الى ان المزاد يحتوي على آخر أبناء البطل الراحل رزق الله «فيرونو».
كذلك يشهد مزاد 2002 أيضا دخول أول أبناء الفحل سلمان «كي جيز أبيل» الذي أعطى مؤشرات رائعة أثناء سباقاته في أمريكا والميدان السعودي خصوصاً على المسافات القصيرة والمتوسطة بالاضافة الى زميله سنجار «أفرفيد».
أعداد الأمهار المسجلة لهذا العام تكاد تكون قريبة من مزاد العام الماضي وان كانت بزيادة أربعة رؤوس لمصلحة مزاد 2001م.
نجومية
على صعيد الأفراس الولادة تدخل أفراس لاقحة من فحول يتوقع لها النجومية ومنها الفحل «ريسن ليدر» الذي حل ثانيا في السلمندر قروب1» قبل عامين وكذلك الفحل العالمي المعروف اليشيبا بطل أمريكا لعام 1985م وأيضا من الفحل «زار» بطل سباق السنتين قبل 4 أعوام.
استثناءات
غابت عن مزاد الأفراس الولادة أسماء الأفراس المتميزة التي أنجبت جياداً معروفة وهذا أمر طبيعي لأن الأفراس المنتجة حتى في المزادات العالمية من الصعب ان يتركها مالك الخيل إلا في حالات استثنائية.
غياب المستثمر
لا يزال استخدام وسائل الاعلام في الترويج والتسويق والاعلان للمزاد دون المطلوب وقد يعود ذلك الى غياب المستثمرين في هذا المجال وعدم ضمان واثبات العائد المادي للاستثمار في الخيل بالاضافة الى انه اصبح عدد المنتجين يفوق بكثير جداً عدد الراغبين في الشراء.
أفحل عالمية
على صعيد أبناء الفحول العالمية الخارجية يدخل مزاد هذا العام عدد لا بأس به من المهور التي تعود الى سلالات دم رائعة ولدت في مزارعنا المحلية. ومتى وجدت الظروف الملائمة والامكانات الجيدة مع ملاكها الجدد فيتوقع لها مستقبل زاهر غير انه يجب التذكير ان قائمة الفائزين في بطولات الذهب السعودية جميع آبائها من الفحول المحلية باستثناء الفرس البطلة «ماتهاب».
تحفظ وتعقل
ما تزال المبالغة في الأسعار وخصوصاً أسعار التحفظ في المزادات التي يضعها المنتجون فوق الحد المعقول صحيح ان مصاريف الخيل مرتفعة لكن يظل التعقل مفروضاً لأن منتج أي سلعة كانت يرقى بالقليل ومن ثم يأتيه الكثير أي بمعنى أوضح ان الربح المعقول للمنتج في بداية الأمر بمثابة الاعلان عن جودة انتاجه وفي النهاية بمجهودات المالك الجديد ومدى معرفته.
صناعة وتطور
ليس بالدرجة الأولى أن يكون المهر دليلاً قاطعاً على ان يكون بطلاً في المستقبل فالكثير من الأبطال ركضت اخوانهم ولم تفعل شيئا ولا يزال هذا المفهوم سائداً بشكل كبير لدى الغالبية العظمى لدى منتجي الخيل.
متطلبات السوق
يتذمر الكثير من منتجي الخيل من عدم بيع أمهارهم في السوق المحلي متناسين أن أسس قاعدة مهورهم ليست متناسبة مع متطلبات السوق بمعنى ان وضعية الخيل الآن تختلف عن بدايات صناعة الانتاج المحلي لدينا. فالأفراس التي لم تنتج أو تورث عيوباً خلقية وأن سلالتها أقل من عادية ما زالت متواجدة بشكل كبير بين منتجي الخيل وأدت الى تراكمات خيلية وأعباء مادية عليهم.
وأمثلة هذه النوعيات يجب على منتجيها التخلي عنها بأسعار معقولة ان لم تكن رخيصة وهذا التحول يؤدي الى أمرين: الأول: تحسين أداء الأسطبل والتركيز على النوعية الأفضل والأمر الثاني يساعد الملاك والمدربين من الميادين الأخرى على شراء هذه النوعية وفقا لمستويات سباقاتهم ونوعيات جيادهم.
|