Friday 15th November,200211005العددالجمعة 10 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العوق البصري.. والعوق الدراسي العوق البصري.. والعوق الدراسي
د. عبدالله زبن العتيبي(*)

العين.. ذلك الجزء المهم في جسمنا والجوهرة التي لا يمكن أن نهمل دورها أبداً.. فهي النافذة التي نطل بها على عالمنا الخارجي لنتفكر ونتدرب في ملكوت الله. إلا أن العين مثلها مثل باقي أعضاء الجسم.. تصاب بأمراض قد تحد من دورها الرئيس بعضها يمكن علاجه وبعضها لا يمكن تداركه أبداً وتفقد بذلك العين كامل أو جزء من دورها المهم ألا وهو الإبصار. فالكثير من العلل أو الأخطاء الانكسارية التي تصيب العين خاصة في سن مبكرة يمكن علاجها وتدارك ضررها بإذن الله قبل سن الدراسة أي في سن مبكرة ومتى ما تم ذلك فإن الطفل سوف يقضي باقي عمره في مأمن من أي عوق بصري قد يكون له تأثير سلبي على شؤون حياته وخاصة الجانب الدراسي أو التعليمي. فالمعروف أن مشاكل البصر لها تأثير مباشر على الأداء الدراسي وهو ما يكون مانعاً للأطفال في سن الدراسة من رؤية ما يكتب على السبورة أو قراءة النصوص الكتابية على نحو سليم. فقد بينت دراسة متخصصة أجريت مؤخراً في بريطانيا أن طفلاً من كل خمسة في سن الدراسة يعاني من مشاكل في البصر لكنها وللأسف تمر دون ملاحظة الآباء أو المدرسين. ودعا المعهد القومي الملكي البريطاني للمكفوفين الآباء وكذلك دعا المدرسين إلى ضرورة فحص نظر الأطفال وملاحظة أي جوانب قصور فيه حتى يتم تصحيح الخلل قبل فوات الأوان. وتقول الدراسة إنه في بعض الحالات يمكن أن تتسبب مشاكل البصر في ضرر كبير في الأداء الدراسي للطفل وقد ينتهي به المطاف إلى إدراجه في فصول ذوي الاحتياجات الخاصة. وأظهرت الدراسة التي قام بها الباحث الدكتور ديفيد توماس من جامعة سيتي لندن خلال الفترة من 1997 و 2001م ان نحو 17 إلى 22% من الأطفال في سن الدراسة يعانون من شكل من أشكال ضعف البصر يمر دون أن يتم ملاحظته من قبل الآباء أو المدرسين. وتقول أنيتا لايتستون المسؤولة عن دائرة مكافحة ضعف البصر في المعهد ان الكثير من الأطفال يعانون من الضعف أثناء الدراسة ويصعب عليهم مجاراة أقرانهم بسبب ضعف النظر غير المشخص. ومن هنا تظهر أهمية الاهتمام بالإبصار لدى الأطفال وضرورة أن يتنبه الآباء والأمهات وكذلك المعلمون إلى أي تغيرات تحصل للنظر والقيام بعرضهم على المختصين في مجال الإبصار سواء كان ذلك في سن الدراسة أو حتى في سن مبكرة «وهذا هو الأفضل» حتى يتم التأكد من سلامة نظرهم ومعالجته مبكرا ان كان هناك خلل وظيفي يستدعي ذلك. والمشاكل الإبصارية لدى الأطفال إن وجدت يتم علاجها باستخدام النظارات الطبية المناسبة وذلك بعد أن يتم فحص النظر من قبل طبيب البصريات ووضع الجدول المناسب للعلاج قد يستمر فترة من الزمن حتى يتم التخلص تماما من الخطأ الانكساري الموجود. وهناك عدة طرق قد تكون مساعدة للآباء والأمهات في اكتشاف أوجه القصور البصري لدى الأطفال قبل سن الدراسة أوأثنائها كون أن الطفل إذا أصابه ضعف في الإبصار فنادرا ما يشكو ولا سيما إذا كان الضعف في عين واحدة، وفي هذه الحالة قد لا يكتشف إلا بعد فترة طويلة قد لا ينفع معها العلاج. وغالباً الطفل المصاب بضعف النظر يلاحظ والداه جلوسه القريب جداً من التلفزيون وكذلك يضطر إلى تقريب الكتاب إلى عينيه عند الكتابة أو القراءة وذلك لتقليل المسافة لأنه لا يستطيع رؤية الكتاب على المسافة الطبيعية التي غالباً ما تكون 25 سم أو يغلق عينيه جزئياً عندما ينظر إلى أشياء بعيدة. إضافة إلى أن الطفل قد يشكو من صداع أو تصاب عيناه بإحمرار بعد فترة من القراءة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني أو يغلق إحدى عينيه ولا سيما في ضوء الشمس، وقد يكون ضعف الإبصار مصحوباً في بعض الأحيان بحول في إحدى العينين أو الاثنتين معا، وقد يكون هذا الحول غير مستمر أي يحصل في أوقات معينة يسهل على الوالدين ملاحظته. وهذه الأعراض عند حصولها قد تكون مؤشراً إلى أن الطفل يعاني من ضعف في الإبصار وبحاجة إلى استشارة المختصين في الإبصار لتحديد العلاج اللازم.

(*) متخصص في الإعاقة البصرية الإكلينيكية وضعف النظر الشديد
جامعة الملك سعود

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved