تتوهج الشموع باشتعالاتها المضيئة متنامية في إشراقها حتى تقترب من الشمس فتبدأ بالذبول حتى تنغمر منطفئة في انحسار نهائي حزين.
ذلك ما ينعكس على مرآة الحياة كل يوم في رحلة العمر، ويتجدد في أنسجة أفكار عشاق الفكر والثقافة المسكونين بألق الابتكار وتجلياته طموحا إلى استشرافات الإبداع، والتعامل النابض مع صور الحياة.
والمعاناة الصادقة التي يصطخب فيها الحزن بالفرح وتمتزج البسمة بالدمعة في التعامل الراقي مع الكلمة التعبيرية الأثيرة المعبرة عن الهواجس والمشاعر المشتركة.
وحين نودّع أصواتاً معبرة كان لها حضورها البهي في حياتنا ووجداننا ترغمنا أطيافُ الوداع وذكرى الحزن ومواقف الحضور على التعبير عن شيء من الوفاء لأولئك الذين كانت لهم إضاءاتهم المشرقة وأبعادهم الأثيرة من خلال تعاملهم مع الكلمة وعشاقها وروادها في مرحلة من مراحل العمر، وخلال شهرين فوجئنا برحيل نخبة من أصدقاء الكلمة، وانطفاء شموع أخرى نأمل أن تعود إلى الإشراق والأمل.
أما الأصدقاء الذين رحلوا فهم:
أولا: الأستاذ عبدالله بن صوت الحربي أحد العناصر الفاعلة في إذاعة الرياض منذ عشرين عاما في ميدان الإخراج والإعداد لعدد من البرامج الثقافية المعبرة وقد عرف عنه نبل التعامل مع رفقة دربه ونخب الفكر والثقافة الذين يشتركون في إعداد البرامج الثقافية الأثيرية.
ثانياً: الأستاذ الشاعر عبدالله باهيثم الذي كان له حضوره في المضمار الشعري والكتابي في الصحافة معبرا صادقا مخلصا لعشقه وتوجهه وانتمائه.
ثالثا: الشاعر الأستاذ عبدالله السلوم، الذي عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاما صديقا أيام الدراسة الجامعية حيث كان حين دراسته بكلية اللغة العربية شاعراً فصيحا ثم تحوّل الى كتابة الشعر النبطي والاشتراك عبر (برنامج البادية) بالإذاعة والتلفزيون مع زملائه: الشاعر محمد بن زبن بن عمير رحمه الله والشاعر عمير بن زبن بن عمير، والشاعر عبدالله السيّاري ثم اتصلت الصداقة في ميدان العمل الإداري بإمارة منطقة الرياض طوال مشواره العملي الذي استمر قرابة سبع وعشرين سنة كانت حافلة بالنشاط والحيوية والتعامل الرفيع مع زملائه وعمله الى ان فوجئنا برحيله الحزين قبل أسبوع رحمه الله .
رابعاً: الأستاذ الكاتب محمد الكثيري الذي عرفته منذ أكثر من عشرين سنة شاباً طموحاً عاشقاً للصحافة والكتابة بأسلوب متميز في الطرح والتناول وحماس وجرأة في التعبير من خلال تعامله الكتابي في جريدة (الجزيرة) و(المسائية) ومجلة (الدعوة) و(الرياضية) وغيرها.
أما الذين توقفت بهم المعاناة إلى الصراع مع المرض فهما الأديب الأستاذ صالح العزّاز والناقد الأستاذ فائز أبّا، أسأل الله العلي القدير أن يمنحهما طاقات من الصحو والعافية لنبتهج بعودتهما لمواصلة مشوار الحياة والأمل.
وأبتهل للجميع بالرحمة والعفو والغفران.
|