أيقظتُ مِن جرح الشراع حبالي
وبدأتُ في بحر الأسى تجوالي
ورسمتُ في عينيك ألف جزيرة
يهفو إلى شطآنهن خيالي
وصنعتُ من شوقي إليك ولهفتي
عزماً يعينُ على السَرى آمالي
ونقشتُ اسمك فوق صدر سفينتي
لغزاً تشد حروفُهُ أغلالي
وتؤمّهُ الأمواجُ لاهثةَ الخُطى
فتعود للشطآن ألفَ سؤال
هل تذكرين البسمة الأولى التي
رقصتْ لفيض وعودها أقداحي
هي ذاتها الوتر الذي طفحَتْ على
أنغامه بعد الفراق جراحي
والآهة الحيرى التي قطعتْ على
حُلُمي الطريق وصادرت أفراحي
فوقعتُ في شَرَكِ الدموع كأنني
ماكنتُ يوماً من ذوي الإفصاح!
وتهاوت الأقلامُ بين أصابعي
عبثاً أقلِّبها على ألواحي!!
كم داعب الأملُ المُجنَّحُ خافقاً
ألقتْ به الأقدارُ بين يديكِ؟
لما سكبتِ على قوادمهِ التي
تعبتْ لحون السحر من عينيكِ
فطوى مسافةَ حلمه في لحظةٍ
واحتلّ ركنَ الصمت من شفتيكِ
حتى إذا ألقى عصاهُ نسيتهِ
كالحلم ظمآناً على شطَّيك!
يصحو على الأشواق تُعْوِلُ خلفهُ
ويبيتُ يشكو من هواكِ إليكِ!!