Monday 11th November,200211001العددالأثنين 6 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حقاً.. «فارس بلا جواد»!! حقاً.. «فارس بلا جواد»!!
د. محمد أبوبكر حميد

عجيب أمر أمريكا التي تريد أن تصدّر الحرية والديمقراطية إلى العالم العربي.
عجيب أمر الدولة التي تؤمن بحرية الفكر وتحرس حرية الرأي.
عجيب أن تقوم هذه الدولة الكبرى الوحيدة في العالم بنسف رأي كل من يخالفها الرأي.
عجيب ان تستخدم «الفيتو» ضد الآخرين لهدم آرائهم في مجلس الأمن والامم المتحدة ، فيما اسرائيل تصادر وتهدم الحياة وتلغي وجود شعب بأكمله في فلسطين .وهاهي الصهيونية العالمية تريد أن تشل حركة الفكر العربي المسلم عن الإبداع وإبداء الرأي والتعبير عنه بالفن.
التظاهرة التي نظمتها المنظمات الصهيونية أمام السفارة المصرية في واشنطن ضد مسلسل تلفزيوني يحمل اسم «فارس بلا جواد» قبل عرضه يريدون إيقافه بحجة انه ضد السامية.
المسلسل لم يعرض بعد ولايعرف مضمونه وعندما سألت إحدى مندوبات المحطات الفضائية العربية الكثير من المتظاهرين الصهاينة: هل شاهدتم المسلسل؟ هل تعرفون قصته؟ أجابوا جميعاً: «لا» ولكنه ضد السامية!!
وقامت الدنيا في الصحافة الأمريكية ضد المسلسل الذي لم يشاهده أحد بعد وكتبوا يوغرون الصدور على مصر والعرب والمسلمين.
وخرج الملحق الإعلامي المصري بسفارته في واشنطن يعلن لوكالات الأنباء ان الصحف الأمريكية رفضت نشر رد السفارة المصرية على الهجمة الإعلامية والضجة الصهيونية على موضوع مسلسل «فارس بلا جواد» واستغرب ان يحدث هذا في بلاد حرية الرأي والديمقراطية.
وما كان عليه ان يستغرب فحرية الرأي والديمقراطية لا معنى لها مع منع عمل فني أُنتج في وطن عربي مستقل حتى قبل ان يعرض على الشاشة!!
ماذا نفعل نحن وماذا نقول مع من يسيئ إلى أوطاننا بالهدم والاعتداء ومع من يكيلون التهم الشنيعة ويلصقون فينا أبشع الصور، ويحاربون ديننا ويسيئون إلى نبينا صلوات الله وسلامه عليه ويسمحون بنشر ذلك كله في وسائل إعلامهم فإذا اعترضنا قالوا لنا: إن الإعلام في بلادنا حر ولا سلطة للدولة عليه وانه لايعبر عن الرأي الرسمي وإنما يعبر عن رأي أصحابه، والصحافة والإعلام قطاع خاص لا تملكه الدولة.
قالوا هذا عندما هاجموا المملكة العربية السعودية أشنع هجوم في صحافتهم واعتذروا عن ذلك بالديمقراطية وإنها أي الصحافة لاتمثل الدولة وكانوا يعلمون جيدا ان المملكة العربية السعودية تمثل رأس حربة في العالم الإسلامي وان المساس بها مساس بالثوابت الإسلامية التي تمثلها المواقف السعودية تجاه مأساتنا مع إسرائيل.
ثم نالوا من شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وسلطوا ألسنتهم وأسلحتهم على كل من يرفع رأسه ويتحدث عن الظلم .. ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وقهر الحريات في فلسطين العربية المسلمة.
هذا كله وهناك من يتحدث عن إقامة أنظمة ديمقراطية وعن الدفاع عن الحرية وكأن فلسطين والعالم الإسلامي الذي تغتال حريته ووطنه ووجوده ليس جزءاً من العالم الحر !
لا عجب إذن من الاعتراض على مسلسل «فارس بلا جواد».. والجواد في العالم العربي ليس النفط وإنما إيمان الرجال. انهم يجهلون ان أعتى ما يملكه العالم العربي والإسلامي رجاله، وهم ثروته الحقيقية.
إن عيونهم على النفط، والطاقة العربية المسلمة تكمن في الرجال.
لقد قامت حضارة الإسلام بقوة الرجال الذين كان سلاحهم الإيمان وحده وبه انتصروا ولم يكن لديهم نفط أو قوة مادية .
وانتصروا وأزاحوا بتلك القوة الروحية الإيمانية أكبر قوتين في العالم: الامبراطورية الفارسية والامبراطورية الرومانية {وّاللَّهٍ غّالٌبِ عّلّى" أّمًرٌهٌ وّلّكٌنَّ أّكًثّرّ النَّاسٌ لا يّعًلّمٍونّ}.

hemaid2000@hotmail

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved