* الرياض صالح العقيل:
صدرت مؤخرا عن وزارة المعارف اللائحة التنظيمية الخاصة بتطبيق نظام درجات السلوك والمواظبة لطلاب مدارس التعليم العام، ويأتي هذا النظام لتحقيق أهداف الانضباط في المدارس المطالبة بأداء الوظيفة التربوية من خلال توفير البيئة التعليمية المشجعة على التعلم والانضباط.
ويقصد بالسلوك التزام الطالب ذاتياً بالنظام المدرسي، وتقبل التوجيهات والتعليمات المدرسية وإنفاذها داخل المدرسة وفي محيطها. أما المواظبة فيقصد بها التزام الطالب بالحضور إلى المدرسة حسب المواعيد الرسمية المحددة لذلك من بداية اليوم الدراسي إلى نهايته، بما في ذلك التمارين الصباحية والحصص المدرسية.
ولما لهذا القرار أو النظام من أهمية في سير العملية التعليمية والتربوية بالمدارس، ولما له من تأثير على العلاقة بين المدرس والطالب وبين الطالب وإدارة المدرسة ولما لدرجات السلوك والمواظبة من أهمية في النسبة المئوية التي يحققها الطالب نهاية العام الدراسي خاصة طلاب الثانوية العامة ذلك لارتباطها وتأثيرها في إمكانية القبول في الجامعات فقد التقت «الجزيرة» عدداً من العاملين في حقل التعليم وبعض الطلاب حيث تحدثوا عن محاور الموضوع..
مدير ثانوية المعتمد بن عباد الأستاذ محمد بن عبدالله الأصقة تحدث عن السلوك المفترض من الطالب في المدرسة حيث أكد انه ينبغي ان يتحلى الطالب داخل المدرسة وخارجها بالسلوكيات الحسنة التي من أبرزها الالتزام بقيم الإسلام وشعائره والالتزام بالحضور إلى المدرسة في الوقت المحدد وتجنب الخروج منها قبل وقت الانصراف بدون عذر والالتزام بالبقاء في الفصل أو وقت الحصص وتجنب الخروج منه إلا للضرورة وبإذن المعلم والمشاركة في تنظيم المدرسة ونشاطاتها واحترام جميع منسوبي المدرسة والالتزام بالصدق والأمانة، وأدب الحديث وحسن الخلق والاعتماد على النفس في أداء الواجبات اليومية والاختبارات النصف فصلية والنهائية والمحافظة على نظافة الفصل والمدرسة وعدم العبث بتجهيزات المدرسة والعناية بنظافة الجسم والملبس والأدوات اللازمة للتعليم والحضور إلى المدرسة باللباس العربي الوطني وتجنب ما ينافي الخلق الإسلامي النبيل من المظهر والملبس والمحافظة على الصلاة جماعة في المدرسة والمسجد والحرص على أدائها على الوجه الأكمل وتطبيق كل ما يأخذه في المدرسة من علم وسلوك أخلاقي في حياته العامة.
تصنيف الدرجات
وحول تصنيف درجات المخالفات السلوكية تحدث الأستاذ عبدالرحمن الجربوع المرشد الطلابي بالمدرسة نفسها حيث أوضح أن اللائحة صنفت مخالفات الطلاب السلوكية إلى خمس درجات مرتبة حسب حدتها تصاعدياً من الدرجة الأولى إلى الخامسة كما يلي:
مخالفات الدرجة الأولى وتتمثل في عدم التقيد باللباس العربي السعودي والحضور للمدرسة والنوم داخل الفصل وإعاقة سير الحصص الدراسية بالحديث الجانبي أو المقاطعة المستمرة غير الهادفة وتناول الأطعمة أو المشروبات أثناء الدروس، والعبث أو ضعف المشاركة في أثناء الاصطفاف الصباحي والدخول أو الخروج من الفصل دون استئذان، وعدم إحضار الكتب أو الأدوات المدرسية أو الملابس الرياضية وإهمال الواجبات وإحضار أجهزة الاتصال الشخصية بأنواعها للمدرسة.
مخالفات الدرجة الثانية وتتمثل في التهاون بأداء الصلاة مع بقية الطلاب والمعلمين والغش في الواجبات والاختبارات والهروب من المدرسة وإثارة الفوضى داخل محيط المدرسة وامتهان الكتب المدرسية والعبث بممتلكات المدرسة وإساءة استخدام الأجهزة فيها والشجار مع بقية الزملاء الطلاب أو تهديدهم أو التلفظ عليهم بألفاظ نابية وحيازة المواد الإعلامية الممنوعة وتزوير توقيع ولي الأمر.
مخالفات الدرجة الثالثة وتتمثل في تعمد إتلاف أو تخريب شيء من تجهيزات المدرسة أو مبانيها وإحضار المواد والألعاب الخطرة أو الحادة إلى المدرسة وعرض المواد الإعلامية الممنوعة والتحرشات السلوكية الشاذة وإلحاق الضرر المتعمد بممتلكات الآخرين وممارسة السرقة والتدخين داخل المدرسة أو في محيطها وساحاتها الخارجية.
مخالفات الدرجة الرابعة وتتمثل في تهديد منسوبي المدرسة من المعلمين والإداريين أو من في حكمهم أو إلحاق الضرر بممتلكاتهم أو التلفظ بكلمات نابية أو غير أخلاقية عليهم، وحيازة المخدرات والعبث بالمواد الخطرة داخل المدرسة وتوزيع المواد الإعلامية الممنوعة وتعمد مهاجمة طالب آخر وإلحاق الأذى به.
مخالفات الدرجة الخامسة وتتمثل فيما يلي: الاستهانة بشيء من شعائر الإسلام أو اعتناق المذاهب الهدامة وترويج المخدرات أو تعاطيها وممارسة السلوك الشاذ والاعتداء بالضرب على أحد منسوبي المدرسة من إداريين أو معلمين أو من في حكمهم والإصرار على ترك أداء الصلاة مع الطلاب والمعلمين دون عذر شرعي أثناء الدوام الرسمي بالمدرسة وحيازة أو استخدام الأسلحة أو ما في حكمها وتزوير الوثائق الرسمية والأختام وغيرها من الحالات التي يصبح وجود الطالب فيها خطراً على مجتمع المدرسة.
تقويم السلوك
وحول تقويم السلوك تحدث الأستاذ بندر العمر وكيل ثانوية المعتمد بن عباد مبيناً أن التقويم يهدف إلى تحفيز الطلاب بالابتعاد عن المخالفات السلوكية وتشجيعهم على الانتظام والمبادرات الإيجابية ويتيح لإدارة المدرسة والمعلمين قدراً من الموضوعية في التقويم وفق الآتي:
يخصص «100» درجة بواقع خمسين درجة لكل فصل دراسي تدون في حقل خاص بها وتضاف إلى مجموع درجات الطالب التحصيلية في نهاية العام الدراسي نقلا وشهادة وتدخل ضمن المعدل العام لدرجات الطالب حيث تمنح درجة السلوك كاملة للطالب اذا لم يكن لديه مخالفة سلوكية، اما الذي لديه مخالفة سلوكية فإن إدارة المدرسة تقوم بحسم درجات من رصيد الطالب بناء على المخالفات التي ارتكبها حيث تضمنت اللائحة جدولاً يوضح الدرجة المحسومة لكل درجة مخالفة.
فمخالفات الدرجة الأولى التي ذكرها أ. الجربوع يحسم مقابلها درجة واحدة من السلوك أما مخالفات الدرجة الثانية فإنه يحسم مقابلها ثلاث درجات، أما مخالفات الدرجة الثالثة، فانه يحسم مقابلها عشر درجات وأخيرا مخالفات الدرجة الرابعة فانه يحسم مقابلها خمس عشرة درجة من درجات السلوك.
وأضاف أ. بندر أن الطالب المخالف يمكنه أن يكتسب درجات في السلوك تتراوح بين الواحدة والخمس درجات يعوض بها الدرجات المفقودة أي المحسومة من درجات سلوكه نتيجة مخالفته للسلوك، وذلك عندما يتم تصحيح سلوكه ويلتزم بذلك .. كما ان إدارة المدرسة تقوم بتقدير الدرجة المناسبة اذا مارس الطالب سلوكاً ايجابياً وذلك بناء على توجيه لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة، أيضا يحق لإدارة المدرسة زيادة الدرجة المحسومة من السلوك اذا أجمع على ذلك أعضاء لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة.
تقويم درجات المواظبة
وحول درجات المواظبة وتقويمها تحدث الأستاذ عبدالحكيم بن فهد الرشيد وكيل مدرسة حيث أوضح انه يتم تقويم المواظبة للطالب بصورة مستمرة بناء على مدى التزامه بالحضور إلى المدرسة، كما يحدد المعلم بالتعاون مع إدارة المدرسة مخالفات المواظبة من خلال نموذج خاص بالمتابعة يعد من قبل المدرسة يدون فيه مستوى درجة المخالفة وترصد الدرجة المستحقة أمام كل مخالفة وفق الآتي:
يخصص مائة درجة للمواظبة بواقع خمسين درجة لكل فصل دراسي تدون في حقل خاص بها وتضاف إلى مجموع درجات الطالب التحصيلية في نهاية العام الدراسي نقلا وشهادة وتدخل ضمن المعدل العام لدرجات الطالب وتمنح درجة المواظبة كاملة للطالب اذا لم يكن لديه مخالفة من المخالفات الخاصة بالمواظبة.
وحول مخالفات المواظبة ودرجات الحسم فيها يقول الأستاذ عبدالله ناصر المنّاع وكيل مدرسة والمسؤول عن متابعة غياب الطلاب انه يحسم على الطالب درجة واحدة عن كل يوم تكرر غيابه بدون عذر مقبول خلال الفصل الدراسي كما يحسم على الطالب درجتين عن كل يوم اذا غاب عن المدرسة بدون عذر مقبول في الأسبوع الذي يسبق الإجازة أو في الأسبوع الذي يليها ويحسم على الطالب درجتين عن كل يوم اذا غاب عن المدرسة بدون عذر مقبول في الأسبوع الذي يسبق الاختبارات ويحسم على الطالب نصف درجة عن كل تأخير عن التمارين الصباحية حيث يبدأ الحسم بعد تأخره للمرة الثالثة بدون عذر، كما يحسم على الطالب ربع درجة عن كل تأخر عن الحصة الدراسية ودخولها، ويبدأ الحسم بعد تأخره للمرة الثالثة بدون عذر مقبول ويحسم أخيرا على الطالب نصف درجة اذا تغيب عن كل حصة دراسية حيث يبدأ الحسم اذا تغيب للمرة الثانية بدون عذر مقبول.
أحكام عامة
وحول الأحكام العامة الخاصة بنظام المواظبة ودرجتها تحدث الأستاذ الأصقة مشيرا إلى أن إدارة المدرسة تتولى تنفيذ الحسم وذلك بعد التأكد من أن مبررات غياب أو تأخر الطالب غير مقبولة حيث تقوم بتوثيق غيابه أو تأخره في سجلات خاصة بذلك، كما تقوم إدارة المدرسة بالاتصال الفوري على ولي أمر الطالب عند تأخره أو غيابه ويتم تحويل الطالب إلى المرشد الطلابي لدراسة حالته في حالة تكرار تأخره أو غيابه لمدة خمسة أيام متصلة أو متقطعة، واذا بلغت نسبة غياب الطالب 20% من الأيام الواجب حضورها خلال العام الدراسي بدون عذر مقبول وسواء كانت متصلة أو متقطعة تقوم إدارة المدرسة بدعوة ولي أمر الطالب وتوضح له الإجراءات التي سوف تطبق على ابنه، ويؤخذ على الطالب وولي أمره تعهد خطي بالانتظام في الدراسة، أما إذا بلغت نسبة غياب الطالب 25% فإن المدرسة تصدر قراراً يتضمن حرمان الطالب من دخول الاختبار الفصلي في المدرسة وذلك بعد موافقة مدير عام التعليم.
وحول ما اذا كان هذا القرار قد أعاد هيبة المدرس بالمدرسة تحدث الأستاذ قيس الراشد موضحاً ان هذا القرار بقدر ما انه زاد من أعباء المدرس الخاصة بمتابعة الطالب وسيره الدراسي الا انه أعاد هيبة المدرس أمام الطلاب وصار الطالب لا يفرق بين مدرس مادة سهلة أو مدرس آخر لمادة صعبة حيث إن جميع المدرسين صار لهم الحق وفقاً لهذا القرار بتقييم سلوك الطالب.
ويضيف أ. قيس الراشد أن هيبة المدرس وعلاقتها بهذا القرار تعتمد بالمقام الأول على مصداقية تطبيق ذلك القرار وبالتالي مدى أحقية المعلم وعلاقته بتقييم سلوك الطالب، وان إدارة المدرسة متى ما منحت ذلك للمعلم بثقة مطلقة فإن المعلم ومكانته حتى خارج المدرسة ستقود إلى الأذهان.
آراء الطلاب
من جانب آخر تحدث الطلاب حول هذا القرار حيث قال الطالب فهد ناصر العمار أن هذا القرار فيه من الإيجابيات الشيء الكثير أهمها دعم احترام الطالب للمعلم، وكذلك تربية الطالب على السلوك الحسن وتنمية العلاقات القائمة على التقدير بين الطلاب والمعلمين ذلك من طرف الطلاب أنفسهم حيث ترتبط مصلحتهم فعلياً بالتقييم النهائي لسلوكهم.
بينما يقول الطالب عويضة عواد العنزي ان من أهم سلبيات هذا القرار أن بعض المعلمين قد يستخدمونه كسلاح يتنفسون من خلاله فيما يتعلق ببعض المواقف الثأرية التي قد تكون مع بعض الطلاب وانه ينبغي على المعلمين ألا يستخدموا هذا القرار في تصفية الحسابات أو الانتقام من طالب أو آخر.
ويقول الطالب ماجد معيض القحطاني ان هذا القرار قد يدعم أو يضيف عللاً أخرى تمنع الطالب من القبول في الجامعات التي يعاني منها الجميع فيما يتعلق بآليات القبول .. ولو نقصت درجة من السلوك سيكون ذلك عذراً للجامعة في عدم القبول بينما قد تكون تلك الدرجة تم حسمها لسبب بسيط قد لا يتجاوز نسيان كتاب أو دفتر!!.
|