لقد كثر الحديث عن ارتفاع الكوليسترول في الدم في العقود القليلة الماضية وعن دوره الهام في أمراض شرايين القلب التاجية وتوصلت الأبحاث العلمية إلى أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم أحد عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الاصابة بتصلب الشرايين بالجسم وخاصة الشرايين التاجية.. واليوم ومع سلبيات المدينة الحديثة من زيادة للأعمال المكتبية وقلة المشي وممارسة الرياضة وانتشار العادات الغذائية السيئة كلها أدت إلى زيادة الوزن وارتفاع نسبة أمراض تصلب الشرايين وارتفاع الضغط والسكري.
وللحديث عن هذا الموضوع يسر صفحة الحبيب الطبية أن تستضيف في هذا اللقاء كلاً من الدكتور محمد هيثم عودة استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي والدكتور عبدالرحمن بن محمد المغامسي استشاري أمراض السكر والغدد الصماء في مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض والدكتور باتريس هونروت استشاري أمراض السكر والغدد الصماء بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي وكذلك الدكتور عماد الدين الحكواتي استشاري التحاليل الطبية ومدير المختبر في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.
الكوليسترول ومصادره
يقول الدكتور باتريس: الكوليسترول «كولسترول أو كوليستيرول» هو عبارة عن مادة شمعية بيضاء طرية عديمة الطعم والرائحة موجودة في الدم وجميع أجزاء الجسم من فصيلة الستيرول وهو ضروري للحياة حيث إنه يدخل في تركيب أغشية الخلايا وأملاح الصفراء للمساعدة على امتصاص فيتامين «د» والعديد من الهرمونات المهمة، وهو لا يذوب في الماء أو البلازما، ولنقلة فهو يحتاج إلى بروتين مساعد والأخير يكون إما ثقيلاً أو خفيفاً وهذا مصدر تقسيم الموليسترول إلى خفيف «ضار» وثقيل «مفيد» ويأتي الكوليسترول إما من الغذاء مباشرة وإما بتمثيله عن طريق الكبد ولهذا فليس بالضرورة أن كل ذي وزن زائد لديه نسبة عالية من الكوليسترول أو كل ذي وزن معتدل لديه نسبة طبيعية من الكوليسترول.
أهميته لجسم الإنسان
وأضاف: وتأتي أهمية الكوليسترول من حيث إنه يمثل أحد العناصر الرئيسة في بناء الخلية الحيوانية وكذلك الجهاز العصبي ويعتبر أساسياً في تصنيع الهرمونات «هرمون الكوليسترول، وهرمون الكورتيزون، وهرمون الألدوسترون، والهرمونات الجنسية» والتي تلعب دوراً هاماً في بناء الجسم وتنظم الكثير من العمليات الحيوية، وكما يدخل الكوليسترول في بناء فيتامين «د» حيث يكوّن مع ملح الكالسيوم ثنائياً أساسياً في تكوين العظام ونموها والمحافظة عليها، كما تقوم الكبد باستخلاص كوليسترول الدورة الدموية ومنه يتم تكوين مركبات أهمها العصارة الصفراوية والتي تقوم بالهضم وامتصاص الدهون في الجهاز الهضمي.
مستوى الكوليسترول الطبيعي
ويقول الدكتور المغامسي حول مستوى الكوليسترول الطبيعي في الدم: يعتبر الكوليسترول أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الاصابة بتصلب الشرايين والاصابة بالنوبات «الذبحات» الصدرية والسكتة الدماغية وتعتبر نسبة 200ملجم أو أقل هي النسبة المناسبة هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن هذا التحليل لمجموع الكوليسترول في الدم حيث إن الكوليسترول ينقسم إلى قسمين أحدهما مفيد ((HDL والآخر ضار (LDL) وعند الحديث عن نسبة الكوليسترول الطبيعية في الدم لا بد أن نأخذ في الاعتبار ما يطلق عليه «مسببات الاصابة بأمراض القلب» وكذلك عددها لمعرفة مستوى الكوليسترول الضار والمناسب لهذا الانسان أو ذاك.. ومسببات الاصابة بأمراض القلب هي التدخين، ارتفاع الضغط عن 140/90 أو إذا كان المريض على أدوية الضغط، تاريخ عائلي لأمراض القلب الشريانية المبكرة «عند الرجال أقل من 55 سنة أو 65 سنة عند السيدات، والذكور أكبر من 45 سنة، والسيدات أكبر من 55 سنة» تاريخ شخصي لأمراض القلب أو إذا كان مستوى الكوليسترول المفيد قليلاً أقل من 40ملجم/ مل فإذا كان الشخص لديه تاريخ مرضي لأمراض القلب الشريانية أو مرض السكر فلا بد للكوليسترول الضار أن يكون أقل من 100ملجم/ مل أما إذا كان المريض لديه اثنان من مسببات أمراض القلب أو أكثر فيجب أن يكون الكوليسترول الضار (LDL) 130 أو أقل أما إذا كان هناك سبب واحد أو أقل فالنسبة المعقولة للكوليسترول الضار (LDL) هي 160 فأقل.كما يرتبط الكوليسترول العالي بعدة أمراض منها ارتفاع الكوليسترول الأساسي وهذا من الأمراض العائلية وأمراض الغدة الدرقية وأمراض الغدة الكضرية وأمراض الكبد وأمراض الكلى كلها قد تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
ويضيف الدكتور باتريس: مما سبق يتضح أهمية الكوليسترول للانسان إلا أن زيادته عن الحدود الطبيعية فإنه يكون سبباً لبعض الأمراض مثل أمراض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وأمراض الشرايين الطرفية وارتفاع ضغط الدم، لذلك فإنه يجب على طبيب الأسرة الاهتمام والتركيز على متابعة مستوى الكوليسترول كما يجب على أخصائي التغذية التنبيه والارشاد في الحد من استهلاك كميات كبيرة من الدهون في الغذاء خاصة عند الأطفال لأن عملية تصلب الشرايين تبدأ عادة من الطفولة المبكرة في شكل الخيوط الدهنية وقد تبدأ بشكل خيوط دهنية متلفية. وهناك دراسات للتاريخ الأسري أوضحت أن مستويات الكوليسترول في الدم عند الأطفال ترتبط طردياً مع معدلات الاصابة بأمراض الشرايين التاجية في هذه الأسر، كما لوحظ أن الطفل المصاب بارتفاع الكوليسترول في الدم غالباً ما يلازمه هذا الارتفاع عند البلوغ.
أهمية الكشف المبكر على معدل الكوليسترول
وحول أهمية الكشف المبكر على معدل الكوليسترول قال الدكتور المغامسي: يجب على الانسان الذي عانى من ارتفاع في ضغط الدم أو لديه داء السكري أولديه أمراض في القلب أو يدخن أو الذين لديهم تاريخ عائلي لارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب «الذبحات الصدرية» عليهم أن يسارعوا بعمل فحص شامل للدهن في الدم وذلك بعد صيام 12 ساعة على الأقل وذلك لمعرفة مستوى الكوليسترول لديهم ومن ثم عمل الاجراءات المناسبة للمحافظة على مستوى الكوليسترول في الحدود الطبيعية.
وفي سؤال حول أهمية الكشف بالنسبة للأطفال قال الدكتور باتريس: مما سبق يتضح أهمية الكشف المبكر على معدل الكوليسترول في الدم خاصة عند الأطفال لارتباطه المباشر في حدوث ترسبات في الشرايين قد تبدأ في مراحل مبكرة من العمر كما يجب أن يتم بعد الكشف وعند التأكد من ارتفاع الكوليسترول العمل على علاجه بالطرق الاعتيادية «التمارين والنشاط الحركي والتغذية» قبل الشروع في العلاج بالعقاقير.
دوره في تصلب الشرايين
ويقول الدكتور باتريس: ينتقل الكوليسترول الخفيف محمولاً بواسطة بروتينات خاصة في الدم إلى الأنسجة المختلفة، وإذا زادت نسبته في الدم فهناك قابلية لترسبه في جدران الأوعية الدموية «كالشرايين التاجية» حيث تبتلعه خلايا بلعومية فتنتفخ هذه الخلايا وبعضها ينفجر ويرسب الكاليسوم ومكونات الدم الأخرى مما يؤدي إلى ضيق أو انسداد هذا الشريان، أما الكوليسترول الثقيل «المفيد» فيقوم بنفض ما قد يترسب من الكوليسترول الخفيف على جدران الأوعية الدموية إلى الكبد لإعادة تمثيله، فعلينا الحفاظ على الكوليسترول الخفيف منخفضاً والكوليسترول الثقيل عالياً.
مضاعفات ارتفاع الكوليسترول
وتحدث الدكتور محمد هيثم عودة حول المضاعفات التي من الممكن أن تحدث للانسان في حالة ارتفاع الكوليسترول في الدم وقال: في الحقيقة ان ارتفاع الكوليسترول في الدم هو مرض صامت دون أية أعراض مباشرة في غالبية الحالات ولا تظهر الأعراض إلا في الارتفاع الشديد أحياناً ولكن ما نشاهده هو أعراض الأمراض الناتجة عن الكوليسترول وذلك حسب مكان ترسب الكوليسترول على الشرايين وحدوث تصلب الشرايين فمثلاً لو أن الترسبات أصابت الشرايين التاجية للقلب فإن الشخص سوف يشتكي من أعراض الضيق في هذه الشرايين مثل الذبحة الصدرية أو الجلطة أو لو كان الترسب في أحد شرايين الدماغ فإن المريض قد يحدث له شلل أو ضعف في نصف الجسم أو جلطة دماغية وكذلك لو أن هذا الأمر حدث في أحد شرايين الكلية أو العين أو الأطراف فسيحدث مرض ناتج عن هذا التصلب في ذلك المكان مع الأعراض المرافقة له وحتى أن الترسبات قد تتوضع في شريان العضو الذكري للرجل مسببة عجزاً جنسياً وضعف انتصاب وهذا قد يكون غريباً لبعض الأشخاص الذين يظنون أن كثرة تناول الأطعمة الدسمة قد تزيد الفحولة عند الرجل!أما في حالات وجود ارتفاع شديد في الكولسترول فقد تكون هناك بعض الأعراض غير الوضعية مثل التعب أو الدوخة.. وفي الحالات الشديدة الارتفاع فقد نشاهد ترسبات الكوليسترول في بعض مناطق الجسم مثل زوايا العين أو الأوتار والمفاصل.
أسباب الارتفاع والوقاية
وحول أسباب هذا الارتفاع قال الدكتور المغامسي: هناك نسبة بسيطة وحالات نادرة يرتفع فيها الكوليسترول بنسبة كبيرة وأسبابها وراثية وتشخيصها سهل وغالبها يعالج طبياً، أمام معظم باقي الحالات فسببها الافراط في تناول الدهون وخاصة المشبعة منها «الحيوانية» ولهذا فعلينا تجنب استعمال هذه الدهون واستبدالها بالدهون غير المشبعة أو الأحادية كالزيوت النباتية وزيت الزيتون، أما الكوليسترول المفيد «الثقيل» فإن رفعه يتم بالابتعاد عن الترهل والسمنة وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين، كذلك أشير إلى أن هناك دراسات علمية أثبتت أن الضغوط النفسية طويلة الأمد تؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول الضار وربما كان السبب لأن الضغوط النفسية تؤثر في الكوليسترول الضار أو لأنها تؤثر في العادات الغذائية.أما عن الوقاية فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ذلك كما هو حال الكثير من الأمراض الأخرى فقال صلوات الله وسلامه عليه: «ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محاله، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» صدق الرسول الكريم.
ويقول الدكتور باتريس حول أسباب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بالنسبة للأطفال: يعتبر اكتساب العادات اليومية سواء الجيدة أو السيئة من الأمور المهمة التي تبدأ من أول سنين من عمر الطفل والتي قد يصب تغيرها أو تعديلها عند الكبر وتشمل هذه العادات «العادات الغذائية، الرياضية» التحكم في الوزن وكذلك التأقلم مع الضغوط لذلك فإن عملية اكساب الأطفال عادات حميدة في الحد من الكوليسترول تعتبر أمراً أساسياً ولا بد أن تبدأ من عمر مبكر.
متى يجب الكشف عن الكوليسترول؟
ويقول الدكتور المغامسي: يجب الكشف عن الكوليسترول عندما يكون المرء معرضاً لعاملين أو أكثر من عوامل الخطورة «ارتفاع الضغط، السكري، التدخين» وإذا كان هناك تاريخ عائلي لحوادث قلبية أو ارتفاع الكوليسترول كذلك إذا أصيب المريض بأي أزمة قلبية في أي عمر، فيما عدا ذلك ينصح الكشف مرة واحدة بعد سن الخامسة والثلاثين وبعدها يحدد الطبيب زمن إعادة الفحص.
علاقته بالغذاء والرياضة
ويشير الدكتور المغامسي إلى أن الكوليسترول مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأنماط الغذائية للمجتمعات فقال: كلما زادت نسبة الدهون المشبعة في غذاء الانسان كلما زادت مستويات الكوليسترول لديه وتعتبر الحمية والابتعاد عن الدهون الحيوانية في الطعام من أهم سبل علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم بل وتعتبر الحمية والرياضة هما العلاجان الأوليان قبل استخدام العقاقير في ارتفاع الكوليسترول في معظم الأحيان.
ويضيف الدكتور باتريس: إن كمية الكوليسترول التي تدخل مع الطعام 3 ،0 ملجم وينتج الجسم خمسة أضعاف ذلك من الكوليسترول يومياً وعندما تهرم خلايا الجسم وتتكسر ينطلق الكوليسترول من جدارها فتحمله ذرات البروتين إلى الكبد حيث يستفيد منه في تصنيع بعض الهرمونات وفي صنع الحوامض الصفراوية ويفرز الزيادة مع مادة الصفراء لذا فإن الإفراط في الغذاء ولا سيما الأغذية الغنية بالشحوم والدهون يزيد من تراكم الكوليسترول والشحوم.
علاقته بالأمراض الأخرى
وأشار الدكتور محمد عودة في بداية حديثه عن علاقة مرض الكوليسترول بالأمراض الأخرى إلى أن الكوليسترول عنصر أساسي في الجسم وهو ضروري لإتمام الكثير من التفاعلات الحيوية والأساسية في الجسم وقال: الكوليسترول في الجسم يأتي من مصدرين أساسيين وهما داخلي وهو المنتج للتركيب في الكبد وخارجي من الغذاء الدسم الغني بالكوليسترول وعليه فإنه في حالات زيادة انتاج الكوليسترول الداخلي بشكل كبير قد لا تفيد الحمية الغذائية بتخفيض مستوى الكوليسترول في الدم ولا بد عندها من تناول الدواء الخافض للكوليسترول وخاصة من نوع ال«STATINES» بشكل دائم يومي.
وأضاف: إن مرض ارتفاع الكوليسترول في الدم له عواقب كثيرة وخاصة ما يسمى مرض تصلب الشرايين وحدوث التضيقات في هذه الأوعية الدموية وبالتالي اعاقة جريان الدم بشكل طبيعي فمثلاً يحدث في شرايين القلب التاجية مرض نقص التروية القلبية أو الاحتشاء «الذبحة الصدرية» أو قد يصيب شرايين الرقبة أو الدماغ ويحدث الجلطة الدماغية أو الشلل النصفي وقد يصاب شريان أحد أطراف الجسم أو العين أو الكلية وغيرها مما يؤدي إلى حدوث أمراض في هذه الأعضاء الحيوية.
وهناك بعض الأمراض التي لها علاقة بازدياد نسبة الكوليسترول في الدم فمثلاً قصور الغدة الدرقية والداء السكري والبدانة والتدخين وتناول بعض الأدوية فالهرمونات «أدوية منع الحمل وبعض أدوية ارتفاع الضغط وغيرها» تساعد على زيادة نسبة الكوليسترول في الدم ويجب الانتباه لها.
وبالمقابل فإن بعض الأمراض أو العوامل تقلل من نسبة الكوليسترول كمرض فرط نشاط الغدة الدرقية أو تزيد من نسبة الكوليسترول الحميد مثل الرياضة وخاصة المشي والسباحة بشكل منتظم يومي والاقلاع عن التدخين وتناول بعض المأكولات المحتوية على الزيوت الحميدة كزيت الزيتون وزيت السمك.
ويجب أن يعرف الأخوة المرضى والذين لديهم مرض ارتفاع الكوليسترول والذي لم تنفع معه الحمية والوسائل غير الدوائية أنه وبحمد الله أصبح العلاج متوفر وقد ساعد على انقاص نسبة الأمراض والوفيات بنسبة تزيد عن 35% عند من يستعمله وهذه العلاجات الحديثة من نوع ال«STATINES» يجب أخذها بشكل يومي ومستمر للمحافظة على مستوى الكوليسترول تحت المعدلات الطبيعية وهي تستعمل أساساً في علاج المرضى المصابين بضيق الشرايين وخاصة التاجية وآثارها الجانبية قليلة جداً ولا خوف منها بإذن الله.
ازدياد نسبة الإصابة في المملكة
ويشير الدكتور محمد عودة إلى أن هناك ازدياد في معدل حدوث هذا المرض في المملكة وخاصة عند سكان المدن حيث تغير نمط الحياة وأصبحت مظاهر الحياة العصرية والحضرية واضحة وألقت بثقلها على الناس فطبيعة الأكل تغيرت ودخلت الوجبات السريعة الدسمة إلى حياتنا بشكل كبير وطريقة الطبخ في المنزل باستعمال السمنة البلدية أو الزبدة من مصادر حيوانية مع تناول اللحوم الحمراء بكثرة وبشكل يومي بالاضافة إلى ازدياد تناول الروبيان والكبدة كل هذه العناصر تزيد بشدة من تركيز الكوليسترول في الدم.
وأضاف: يأتي أيضاً التدخين والذي يشكل عاملاً أساسياً في أمراض القلب والشرايين وذلك بالمساهمة في تشكيل العصيدة الشريانية وداء تصلب الشرايين وازدياد الكوليسترول.
ويضاف إلى ذلك زيادة استعمال وسائل الترفيه وهذا ما يقلل من تركيز نسبة الكوليسترول الحميد والذي هو عامل أساسي للوقاية من ضرر الكوليسترول السيئ فكلما زادت حركة ونشاط الشخص وقام بممارسة الرياضة كالمشي زاد معدل الكوليسترول الحميد وبالتالي قل ضرر الكوليسترول بشكل عام وقلت نسبة خطورته على الجسم، كذلك نسبة حدوث الداء السكري في المملكة والذي يشكل بنفسه سبباً لارتفاع الكوليسترول في الجسم مع ازدياد نسبة التزاوج بين الأقارب وبالتالي توارث العوامل الوراثية السيئة الحاملة لزيادة الكوليسترول العائلي والذي يعتبر من أسوأ أنواع ارتفاع الكوليسترول.
كل هذه العوامل السابقة الذكر بالاضافة إلى للعوامل الأخرى كلها ساعدت في زيادة معدل الاصابة بارتفاع الكوليسترول عند سكان هذه البلاد ومن الضروري لتجنب حدوث الازدياد في هذه النسب القيام بما يمكن أن نغير فيه هذه المسببات القابلة للتغيير مثل التوقف عن التدخين تماماً وهذه فرصة عظيمة مع بداية هذا الشهر الكريم أن يعقد العزم ويكثر من الدعاء لله تعالى بالخلاص من هذا الشر الخطير كذلك تغيير طبيعة الأكل وانقاص الوزن بتناول طعام صحي قليل الكوليسترول والسيطرة على داء السكري بالعلاج والحمية وأخيراً تخفيف نسبة التزاوج بين الأقارب لدى العائلات المصابة بمثل هذه المورثات.
علاج ارتفاع الكوليسترول
ويشير الدكتور باتريس إلى أن الدراسات التي تقوم بعلاج ومراقبة الكوليسترول توضح أن علاج ارتفاع الكوليسترول ضروري في جميع مراحل العمر المختلفة، وأضاف: قبل ادخال العلاج الطبي بالأدوية والعقاقير هناك خطوات أساسية منها:
أولاً: النشاط الحركي، حيث تلعب الرياضة والنشاط الحركي دوراً هاماً في الرقابة من أمراض تصلب الشرايين حيث تؤدي إلى التخلص من السعرات الزائدة والوقائية من احتمالات الاصابة بالجلطات وتقلل من ارتفاع ضغط الدم كما أن الرياضة ترفع وتزيد من تركيز الكوليسترول الجيد.
ثانياً: اتباع نظام غذائي جيد قليل الدهون المشبعة «الحيوانية» عالي المصادر النباتية مرتفعة الألياف.
التحليل المخبري لأنواع الكوليسترول
وفي سؤال للدكتور عماد الدين الحكواتي استشاري التحاليل الطبية ومدير المختبر في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي حول الآلية التي تتم عند طلب الكوليسترول مخبرياً فقال: غالباً ما يتم أولاً تحديد نسبة الكوليسترول الكلي وفي مرحلة ثانية يتم معايرة أنواعه وهي:HDL - CHOI ( وهو الكوليسترول ذو البروتينات الدهنية عالية الكثافة) وهو ما يعرف بالكولسترول الجيد لخاصيته بنقل الكولسترول من الشرايين إلى الكبد لعمل الاستقلاب وبذلك فهو يحمي الشرايين من التصلب.LDL - CHOI ( وهو الكولسترول ذو البروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة) وهو ما يعرف بالكوليسترول السيئ لأنه يقوم بعمل معاكس لما يقوم به ال«HDL» وتزداد بذلك نسبة الكولسترول في الشرايين وإمكانية اصابتها بالتصلب.
VLDL - CHOI ( وهي الكولسترول ذو البروتينات الدهنية ذات الكثافة المنخفضة جداً).وهناك توجه لاعتبار ال«VLDL - CHOI مع ال«LDL» لتقييم نسبة التعرض لتصلب الشرايين ولمتابعة العلاج عند المرضى المصابين بارتفاع نسبة الكولسترول.ويجب ألاّ ننسى أهمية الدهون التي تلعب دوراً مرضياً هاماً في تصلب الشرايين والترسبات الدهنية المختلفة.
أهمية جودة التحليل المخبري لمعايرة أنواع الكولسترول
وأشار الدكتور حكواتي إلى أن جدية وخطورة ارتفاع الكولسترول يدعنا نؤكد على ضرورة تحديد نسبة الكولسترول في الدم بتقنية عالية عن طريق استعمال كواشف وأجهزة ذات دقة عالية اضافة إلى التأكد من كفاءة الأشخاص الذين يقومون بتلك التحاليل. وأضاف: إن العملية ليست مجرد أرقام ونسب تعطى، فلا بد من أن يكون العاملون على اعطاء النتائج متفهمين جداً لمدى خطورة النتائج المرضية وعواقبها على الحالة النفسية للمريض اضافة إلى إمكانية حدوث تصلب الشرايين وانسدادها وطبعاً العلاجات التي تفرض نفسها في هذه الحالات، فلا بد أن يكون المختبر الذي يقدم هذه الخدمة «رغم بساطتها» من أن يكون متبعاً لخطوات جودة محددة ومدروسة غايتها اعطاء أدق نتيجة ممكنة، فالعمل يبدأ منذ استقبال المريض والتأكد من أنه صائم لمدة 12 ساعة.
وهنا يجب التأكيد على أنه ثبت عدم الضرورة للصيام عند عمل الكولسترول بسبب التغير البسيط بين الصائم والمفطر ويتوجب الصيام الشديد عند اضافة الدهون لهذه التحاليل وذلك حسب توصيات NCEP (البرنامج الأمريكي التوعوي الوطني للكولسترول». ويتم التأكد من سلامة العينة وصلاحيتها للتحليل المخبري ولعل اختيارنا لكواشف معتمدة من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA هو عامل أساسي في الحصول على نتائج جيدة ودقيقة.
كما أن اختيار أجهزة عالية الدقة والتكنولوجيا لا يتدخل فيها كثيراً العامل البشري يقلل إلى حد كبير الأخطاء وهو ما يعرف بالنظام المغلق (CLOSED SYSTEM ) وطبعاً لضرورة الحصول على نتائج موثوقة لا بد من أن تكون الأجهزة خاضعة لصيانة ومعايرة مستمرة.
وإن من الخطوات الأساسية للتأكد من جودة النتائج تطبيق مراقبة للنوعية وبرنامج لمراقبة الجودة وهذا ما نفعله في مركز الحبيب الطبي لكل التحاليل المخبرية ومنها الكولسترول.
وبالنسبة لتحديد نسبة ال«LDL» فالكثير من المخابر تستنتجه حسابياً وبالنسبة لنا فإننا نقوم بقياسه بطرق مباشرة ولا شك أن ذلك أدق من العمليات الحسابية.
القيم الطبيعية للكوليسترول
وأضاف الدكتور الحكواتي أن القيم الطبيعية للكوليسترول يمكن أن تختلف من طريقة إلى أخرى ومن مخبر إلى آخر، وبالنسبة لنا فقد قمنا بتحديد النسب الطبيعية بعمل احصائية داخلية تشمل حوالي 5000 مراجع وبشروط محددة لنصل إلى القيم التالية:الكولسترول: أقل من 2 ،5 ميلي مول: لتر.
( تعادل أقل من 200مغ/ 100مل).
HDL: أكثر من 9 ،0 ميلي مول/ لتر.( تعادل أكثر من 35 مغ/100مل).
LDL: أقل من 4 ميلي مول/ لتر.
( تعادل 152مغ/ 100مل).
الدهون الثلاثية (الشحوم): أقل من 3 ،2 ميلي مول/ لتر.( تعادل أقل من 193مغ/ 100مل).
وهذه القيم يتم تطبيقها على عامة المراجعين، ولكن يجب التأكيد على أن الأشخاص الذين ترتفع عندهم نسبة امكانية حدوث مرض تصلب الشرايين بتراكم العوامل المسببة مثل - ( البدينين - المدخنين - المصابين بمرض السكر..) فإن توصيات البرنامج الوطني الأمريكي للكولسترول يؤكد على ضرورة الأخذ بالاعتبار القيم التالية:
الكولسترول: أقل من 5 ميلي مول/ ليتر.
ما يعادل ( 190مغ/ 100مل).
HDL: أكثر من 05 ،1 ميلي مول/ ليتر.
ما يعادل (40 مغ/ 100مل).
LDL: أقل من 63 ،2 ميلي مول/ ليتر.
ما يعادل (100مغ/100مل) .
الدهون الثلاثية: أقل من 90 ،1 ميلي مول/ ليتر.
ما يعادل (160مغ/ 100مل).
وما ينصح به هو عمل هذه التحاليل دورياً للتأكد من قيمها الطبيعية وذلك بمختبر موثوق منه، وعند تكرار التحليل يفضل المتابعة في المختبر نفسه، وهذه النقطة مفيدة لإمكانية متابعة تطور القيم على فترات متتالية، وبرنامج الكومبيوتر في مختبرنا يسمح بإعطاء خمس نتائج متتابعة.
|