قرأت ردود الأخ شاكر السليم والأخ محمد العتيق على ما كتبته حول موضوع (بالعربي لا يوجد غلاء مهور)..
هل السبب الحقيقي وراء تكدس البنات بلا زواج في البيوت يا أخ محمد العتيق هو غلاء المهور؟!
أسألك بالله العظيم هل السبب الحقيقي هو غلاء المهور فقط؟!
لا.. يا أخي أرجو أن تراجع نفسك فيما قلت. لأنني أعرف فتيات كثيرات يبحثن عن الرجل الصالح ولا يهمهن المهر، ولكن أين الرجل الصالح؟!
لماذا لا نعترف حتى يكون الاعتراف سيد الأدلة بحق وحقيقي، لماذا لا نظهر الحقائق المخفية ونتكلم بصراحة؟ لماذا الأسباب جميعها نلزقها في غلاء المهور؟
السبب وراء عنوسة الكثير من الشابات هو عدم الكفاءة بين الأطراف وهناك عوامل وأسباب كثيرة غير غلاء المهور، وبكل صراحة السبب في ذلك هو أن هناك شبابا مستهترا لا يتحمل المسؤولية وغير جدير بها ولا يقدِّر الحياة الزوجية.
وأيضاً لا أنسى البطالة الموجودة في مجتمعنا بكثرة فمن هي الفتاة الناضجة التي فيها خير تقبل الزواج من رجل سيىء الخلق وعاطل عن العمل، وكيف سيكون مصيرها لو قبلت الزواج به.؟!
إن عنوستها في هذه الحالة ليست عيباً بل فخر لها أن تبقى بلا زواج من أن تتزوج من رجل عالة على نفسه وعلى المجتمع.
بعض الناس لم يفهموا معنى الاقتصاد في تكاليف الزواج وخصوصاً مراسم حفل ليلة الزواج.
أذكر أن واحدة من صديقاتي تزوجت ولم يقم لها حفل ولا حتى حفل عائلي مثل ما يقولون؟
هؤلاء خالفوا السنة التي تحث على إعلان الزواج بالدفوف وليس كتمانه، أين إعلان الزواج وكلكم يعلم أن الإسلام يبحث على إشهار الزواج لماذا الاقتصاد يصل بنا حد البخل والتقتير إلى آخر درجة.
لقد آن الأوان أن يرفع الظلم عن شيء اسمه غلاء مهور، لا بد أن نسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة ولا نسير مع التيار ونردد كلمة غلاء المهور (مع الخيل يا شقرا).
للمرة الثانية أقول: ما المانع أن يعطي الرجل مهرا مرتفعا إذا وجد شريكة الحياة التي يستحقها وتستحقه لا اعتقد أن ذلك يضر الآخرين.
والزواج ليس بيعاً وشراءً مثل ما يتصور البعض للأسف على العموم الذي لا يستطيع أن يدفع يمد رجليه قدر لحافه ولا يزعج الآخرين.
فقط علينا الالتزام بالمبادىء والأخلاق التي تحث المسلم على الكرم وليس البخل والتستر وراء الحجج الواهية.
أخيراً يا أخي القدير أنا معك في بعض النقاط من حيث النظرة الدينية وأيضاً الدين لا يمنع ولم يحرِّم أن يدفع الرجل لزوجته مهراً مرتفعاً ولكن أنتم تلقون الأسباب برمتها على المهر الذي ليس وراء كل هذه الأمور، بل إن المهر لو استطاع أن يتكلم لتكلم ودافع عن نفسه.
عليكم أيها الأعزاء النصح والارشاد في تخفيف تكاليف حفلات الزواج والنهي عن الإسراف فيها فقط أما المهر فهو شأن خاص لا يحق لكم التدخل فيه.
أيضاً عليكم بالمسارعة في نصح بعض الشباب بالكف عن الاستخدام السيىء للجوالات لأن هناك شباب يرسلون في اليوم 90 رسالة وعليكم الحساب كم يطلع مجموعها في الشهر وهؤلاء من فئة الذين يرددون اسطوانة غلاء المهور. أيضاً هناك شباب مستهتر لا يريد الزواج ويتخذ المهر عذراً وهو يشتري كل سنة أو سنتين سيارة آخر موديل، هل تستطيع أن تقولوا للشباب لا تشتروا ذلك؟ ستقولون إن ذلك شيء خاص به وهو حر، إذاً الذي يريد أن يعطي مهراً مرتفعاً لبنت الحلال هو حر أيضاً.
وهناك نوعية من الشباب يسافر للخارج كل سنة أو في السنة أربع مرات ويصرف الآلاف وغيرهم من يشترك في القنوات الفضائية وإذا سألتهم لماذا لم تتزوجوا يردون عليك بسرعة ما حفظوه وهو «غلاء المهور».
ليت البعض من هؤلاء الشباب يدفع مهراً مرتفعاً ويتزوج وينستر وينصلح حاله أفضل من تبذير المال في أشياء لا قيمة لها.
أرجو أن تكرسوا جهودكم في نصح الشباب في أمور دينهم ولا تساعدوهم في ترديد شيء لا وجود له إلا ما ندر. نأمل ذلك حتى لا يتعقد الشباب وحتى لا يضربوا عن الزواج للأبد.
ألم أقل لكم إن موضوع غلاء المهور هي المادة المفضلة التي تتسلون بالحديث فيها يا معشر الرجال.؟!
مها الشيباني- الرياض |