يخطف الموت من نراه حبيبا.. ويبالغ الحزن في فقد من يكون القريب..
وربما للموت وقفات موجعة.. وربما له حسرة طاغية.. لكنه لا يملك الذاكرة ولا يملك الصور.. فالفراق هو الذي يثير هذه الصورة العالقة.. قبل أسابيع قليلة فقدنا المعلمة الفاضلة والأستاذة القديرة منيرة الجريبة..
كنا تلميذاتها..
كنا ننهل من علمها.. كنا نتعلم من مدرستها..
وبالأمس القريب فجعنا بوفاتها وتناقلنا خبر فاجعة موتها..
بالفعل أفتقدناها رغم أن علاقتنا بها انتهت فور انتهاء الدارسة الثانوية..
بالفعل انتهت بمجرد أن تركنا أسوار الثانوية الثامنة والشعرون..
لكن صورتها بابتسامتها وبشاشتها،،
واحترامها وتقديرها واخلاصها وتفانيها باقية في أذهاننا.. لا زال ولن تغيب..
وحين تلقينا خبر وفاتها وقفنا موقف المتألمات المتوجعات المصدقات
وغيرمتأكدات..
بتنا جميعا نسترجع كل الصور ونسعيد كل ذكرياتنا معها..
ونحن لسنا بناتها ولا أخواتها ولا قريباتها.. لكننا ممن نهلوا من علمها..
ممن كان لهن.. الشرف في القرب من شخصيتها المملؤة طيبة وعفوية..
فرحم الله أستاذتنا الغالية منيرة الجريبة رحمة واسعة وثبت الله قلوب صغارها أبناء وبنات..
وجمعنا بها في مستقر رحمته وكفر عنها سيئاتها وذنوبها بما أصابها من مرض وأهمها من سقم..
ولن يكون فقدنا عظيماً مثل أهلها وذويها لكنه فقد أليم.. ونحن نستعيد كل وقت تشاركنا معها فيه فليرحمها الله رحمة واسعة ويعوضنا خيرا..
|