عزيزي القارئ.. ونحن نتجول اليوم على شواطئ أول جمعة من رمضان الخير، حريٌ بنا ان نتبادل التهاني والتباريك بحلول هذا الشهر الكريم.. وجدير بنا أن نجدد الولاء لله تعالى على كل نعمة طوال حياتنا.. وان نقول جميعاً.. لنا جميعاً.. ولشواطئنا جميعاً: كل عام وأنتم بخير..
وكم أنا مشتاق لمصافحة عقولكم النيرة، وشغفكم للتجول المتكرر بين جنبات الشواطئ، باحثين عن كل جديد ومفيد في عالمنا، وإذا أذن لي قبطان سفينة إبداع «شواطئ» فسأقدم لكم هذه الباقة المتنوعة، علها تجد الى اعجابكم طريقاً حتى وان كان وعراً.
مدفع الإفطار.. له نكهة خاصة
عندما نسمع مدفع الإفطار عند المغرب في أيام رمضان، نشعر بطعم خاص، كونه ارتبط بهذا الوقت الروحاني الرائع.. ولكن الذي قد يخفى على البعض هو أن عادة اطلاق «المدفع» قد بدأت من قبيل الصدفة، وذلك حين كان أحد الجنود العثمانيين ينظف مدفعه في عام 1871م فدوت طلقة من المدفع وكانت في وقت الإفطار، فأفطر الصائمون ظانين انها اشارة للإفطار.. فقرر السلطان العثماني أن يكون انطلاق المدفع عادة يومية في رمضان.
في كل منزل.. معرض
للحلوى والمأكولات!!
يااااه.. ما أشهى وجبة الإفطار بعيد صيام نهار كامل.. وما وما وما اشهى تلك الأطباق المتنوعة من الحلويات والمأكولات والمشروبات التي قد تصل الى أكثر من عشرة أصناف.. «عدّوا معي»:
شوربة، سنبوسة، مكرونة، مطازيز، كريمة، جلي، فيمتو، تانج، ولا غنى عن «الكبسة»، وصواني الخضار والفواكه.. فكان الله في عون المعدة المسكينة.
المرأة تطبخ.. والرجل ينتقد!!
لعل أبرز ما يلفت النظر على مائدة إفطار رمضان، هو حالة التعب والإرهاق الذي تبدو على وجه كل امرأة - لا سيما- المرأة العاملة، حيث تتوجه الى المطبخ فور عودتها الى المنزل، ولا تخرج منه إلاّ عند «تقليط» السفرة، متفننة في تنويع السفرة «لحضراتنا معاشر الرجل» وما ان نبدأ بالإفطار - قبل البسلمة - حتى نبدأ بهالة من الانتقادات فهذا مالح وهذا حار!! «الفيمتو حلو مرة» والتانج ما به طعم!! والمسكينة المرأة بانتظار كلمة «يعطيك العافية، مشكورة، ما قصرتي» وعرق جبينها لم يجف حتى الآن!!.
اجعل أعصابك في ثلاجة
أخي الصائم، سواء كنت في عملك أو سيارتك أو في السوق أو أي مكان.. تذكر أنك في شهر الحلم والعفو والخير والتسامح، واذا كان الدين قد دعانا لامتلاك اعصابنا في كل وقت؟ فإن هذا في رمضان أولى.. فيا أخي «اسمع ولاكنك تسمع!! وشف وصد!! وخل الحبل على الغارب ما دام في حدود الشرع، وحط كل عواطفك وانفعالاتك في ثلاجة» وكن صائماً بمعني الكلمة.
طاش.. هل أصبحت
وجبة باهتة؟؟
منذ سنوات طويلة وأعيننا قد اعتادت متابعة العمل الشهير طاش ما طاش!! فإذا كانت البطون تعشق تغيير الطبخات، ألا تعتقدون ان العقول تعشق تغيير المسلسلات؟؟ وأشوف طاش كل سنة تطق وتد جديد على الشاشة!!.
في رمضان.. لا تبخل
على نفسك بشيء
وختاماً أيها السائر معي على هذه الشواطئ الرمضانية لست بحاجة الى ان يذكرك أحد بأن رمضان وبلوغ رمضان نعمة كبيرة من رب السماء.. وان الحسنات فيها مضاعفة أضعاف كثيرة وكل شيطان قد قيده الله عن الحركة!!.
لذا لا تجعل فرصة كهذه تفوتك وأعمل كل ما تستطيع.. تصدق، اقرأ القرآن، اعمل على إفطار صائم، أكثر من الصلوات والنوافل توجه الى ربك في آخر ليل، وكن بإذن الله من الذين رحل عنهم شهر رمضان وقد غسل ذنوبهم بفضل من الله، ولا تكن ممن لم يستفد من صومه إلا الجوع والعطش..
هذا.. وتقبل ربي صيامنا ودعاءنا.. وصالح أعمالنا..
جميل فرحان اليوسف سكاكا - الجوف |