Thursday 7th November,200210997العددالخميس 2 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ماذا بعد حوار الموسوعة؟ ماذا بعد حوار الموسوعة؟
د. الحازمي: تصدير الموسوعة يجيب على أسئلة من يتناقلون الأخبار بدلاً من قراءة الموسوعة

تحقيق سعيد الدحية
الحلقة الثانية
هذه هي الحلقة الثانية من التحقيق الذي تقوم بإعداده «الجزيرة الثقافية» حول موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث وتحديداً حول الأسماء أو القامات الأدبية المحلية التي سقطت سهوا وربما عمدا لأمور أو مبررات قد يراها القائمون على الموسوعة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه دون أدنى تردد هو: ما هو المبرر لغياب القامات؟ وهل تُغيب القامة بهذه السهولة؟
د. منصور الحازمي رئيس اللجنة العلمية في الموسوعة شاركنا في هذا التحقيق قائلاً:
لو قرأ هؤلاء الكتبة الموسوعة والتصدير الذي كتبته أنا في المجلد الأول لوجدوا الاجابة الكاملة عن كل ما لديهم من استفسارات حصلوا عليها من تناقل الأخبار دون القراءة الجادة كما فوضنا د. الحازمي بأخذ مقتطفات من التصدير ونشرها في هذا التحقيق.
يقول د. الحازمي في التصدير في المجلد الأول:
وحين فكرت اللجنة العلمية ب«دار المفردات للنشر والتوزيع والدراسات» في مشروع هذه الموسوعة عن الأدب العربي السعودي الحديث، كانت تدرك تواضع اسهامها، وان كلمة «موسوعة» قد لا تنطبق أصلاً على مجموعة من المختارات والمقدمات، ولكنها تبنت هذا المصطلح للتعبير عن مختلف الأفكار والثقافات والاتجاهات التي عاشتها بلادنا خلال مائة عام، بدءاً بالمؤسس الأول جلالة الملك عبدالعزيز، رحمه الله، في مفتتح القرن العشرين، وحتى نهاية ذلك القرن ومستهل القرن الحالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله .
ومع ان فكرة المختارات ليست جديدة إذ بدأت مع محمد سرور الصبّان في «أدب الحجاز سنة 1344ه 1925م» وكل من محمد سعيد عبدالمقصود وعبدالله عمر بلخير في «وحي الصحراء» سنة 1355ه 1936م إلا ان الجديد في موسوعتنا الحالية هو الكم الضخم لهذه المختارات وتصنيفها إلى أجناس أدبية، لكل جنس منها مجلد مستقل، واستغراقها زمنا طويلا مقسماً إلى أجيال واتجاهات، واستقلال كل مجلد بمقدمة علمية تحاول القاء الضوء على الجنس الأدبي وما جد فيه من أفكار وتقنيات، ولم تكتف الموسوعة بهذه المقدمات، بل انها سجلت تطور النقد الأدبي وما كتب عن الأدب السعودي بأقلام محلية، ورصدت ذلك كله في مجلدين كبيرين تبين مسيرة الأدب والثقافة في هذه البلاد، من البدايات الأولى حتى الوقت الراهن.
لقد أردنا ان تكون هذه الموسوعة/ النماذج الأدبية مسجلاً تعريفياً للتطور الثقافي الذي عاشته بلادنا طوال الحقبة الماضية.
ويضيف قائلاً «وحين نتأمل في هذه النصوص التي اخترناها لتكون ممثلة لكل أديب ولكل جنس أدبي ولكل مرحلة، سنجد انها لا تخضع تماماً لمقاييس علمية دقيقة لا تقبل الاختلاف، بل ان شأنها شأن جميع المختارات الأدبية في كل زمان، كثيراً ما تخضع لذوق جامعها واجتهاده ووجهة نظره، وذلك على الرغم من ملاحظات اللجنة العلمية في موسوعتنا واستدراكاتها ومحاولاتها الوصول إلى الأفضل والأنسب في كل اختيار، وربما كان من المناسب لو ان اللجنة قد قامت باستفتاء الأدباء الأحياء في هذا الاختيار، أو انها جعلتهم يختارون نصوصهم بأنفسهم، ومع ما لهذه الفكرة من فوائد ومميزات، إلا ان تنفيذها عملياً أمر يكتنفه الكثير من الصعوبات، علاوة على الصعوبات التي يجدها الأديب نفسه في هذا الاختيار، وإذا سلمنا للأحياء بكل هذه المميزات، فماذا سنفعل يا ترى بالأموات؟!».
واختتم د. الحازمي التصدير بهذا الاعتراف حيث يقول «فقد لا ترضي هذه المختارات جميع الأذواق، وربما سقط منها، سهوا بعض النصوص، أو بعض الأسماء، ولكننا حاولنا جهدنا ان نكون موضوعيين وحياديين وشموليين في هاتين المناسبتين العزيزتين: مائة عام على تأسيس المملكة، والرياض عاصمة للثقافة العربية، ونأمل تدارك أي نقص في هذه الموسوعة، في طبعاتها القادمة بمشيئة الله».
كما التقينا بالأستاذ عبدالله التعزي والذي شاركنا قائلاً: حاولت التملص من الكتابة حول هذا الموضوع ولكن يبدو ان لباقة المحرر الثقافي «سعيد الزهراني» واصراره كانت كافية لتدفعني للكتابة في موضوع الموسوعة التي صدرت مؤخراً، فقد كنت أتحجج بعدم رؤيتي للموسوعة وتصفحها أو حتى رؤية غلافها، عدا ما نشر عنها في الصحف والمجلات، ولكنه المحرر تحدث عن محور آخر ألا وهو عدم اكتمال الموسوعة وخلوها من ذكر بعض الأسماء.
وإن كنت أرى ان هذا شيء طبيعي ان يكون العمل غير كامل على اعتبار ان الكمال لله عز وجل، ليتدارك الموضوع المحرر الثقافي ويبدي تساؤله المر ويلقيه في أذني عن حجم هذا الخطأ هل هي هفوة ان لا يذكر اسم رقية حمود الشبيب والتي تكتب منذ أكثر من ثلاثة عقود زمنية، هل هي هفوة ان لا يذكر اسم الدكتور سلطان القحطاني.. الخ.. هذه التساؤلات المحيرة وكأن القائمين على الموسوعة من خارج الساحة الثقافية.
من الممكن ان يعود هذا النقص إلى عدم وجود الآلية الجيدة التي من الممكن ان يُعتمد عليها في حصر الأسماء وبالتالي فإن القائمين على الموسوعة لا يمكنهم حصر جميع الأسماء وهذا شيء طبيعي لعدم الاكتمال!.. وقد يكون الزمن المعطى لاخراج الموسوعة غير كاف لتتم عملية الحصر وتظهر الموسوعة ناقصة أحسن من ان تتأخر وهذا يعطيهم العذر من عدم الاكتمال!.. وقد يكون التكتم الإعلامي على العمل في هذه الموسوعة سبباً آخر يبحث لم يعط الإعلام المساحة الكافية للموسوعة لتتداول ويجري الحديث عنها قبل الطبع وهذا يعطي سببا آخر لعدم الاكتمال!.. وقد يكون عدم وجود رابطة كتاب أو جهة واحدة رسمية متخصصة بالثقافة من الممكن ان تجمع الكتاب وتحصرهم بشكل دقيق، مما صعب الموضوع على القائمين بالموسوعة من اخراج الموسوعة بالحصر المطلوب.. وقد يكون!.. وقد يكون!.. الخ.
مما سبق يتضح ان القائمين على الموسوعة قاموا بدور كبير ومجهود يشكرون عليه في حدود إمكاناتهم الشخصية والرسمية لحصر الكُتاب في الموسوعة ولا اعتقد انه من المناسب اكتشاف الأخطاء وتعليقها على شماعة القائمين على الموسوعة فقط بقدر ما هو نتاج عالم لما هو موجود أصلاً في الساحة الثقافية.
أما الأديبة قماشة العليان فقد كانت مشاركتها قاسية وحادة نوعاً ما لكنها لا تخلو من منطقية وأيضاً، وابتدأت مشاركتها بتساؤل كان نصه: من يحجب الشمس في كبد السماء؟؟..
الموسوعة تعني الشمول والعموم والاحاطة وحينما استبشرنا بصدور الموسوعة الأدبية السعودية فرحنا لأنها ستقدم لنا عملاً ناضجاً يعتد به وان لم يحو كافة الأسماء الموجودة على الساحة الأدبية فعلى الأقل سيضم كوكبة الأسماء الشهيرة التي قدمت وماتزال تقدم العطاء تلو العطاء في بلادنا الغالية.. اما ان تخرج الموسوعة والعمل الضخم الذي رصدت من أجله المبالغ الطائلة بشكل ينفر منه الأقارب قبل الأباعد فهذا أمر جلل!!.. أمر جلل بكل المقاييس.. نعم نحن نعترف بالشللية والواسطة والمحسوبية ونتقبلها كقدر محتوم في مجالات عديدة من حياتنا وحتى على الساحة الثقافية لكن ان نتقبلها شيء وان نظهر أمام العالم بها شيء آخر.. فمهما كانت الخلافات بيننا لا يجب ان يطال هذا الأمر موسوعة ثقافية نقدمها أمام الناس على انها تمثلنا سيسألون ويتساءلون أين أدباؤنا الذين نعرفهم أكثر منهم ويعرفهم العالم العربي بأسره.. هل ماتوا؟؟ أم على قيد الحياة، لماذا تجاهلوهم.. لماذا أسقطوا أسماءهم وهم من الأسماء المهمة والمعروفة..
حقيقة انا عندما اخبروني بالأمر.. لم أصدق.. فعلاً هذا الأمر لا يصدقه عقل.. وسأتحدث عن نفسي فقط لأنني ربما لا أعرف الآخرين فأبخسهم حقهم.. أنا أديبة معروفة على مستوى الوطن العربي، ووالله انني اخجل من تعريف نفسي لكن لابد مما ليس منه بد» وعضوة في اتحاد الكتاب العرب في سوريا «المضحك المبكي عضوة في اتحاد الكتاب العرب كافة ومهمشة في بلدي» وأصدرت أكثر من سبعة اصدارات طبعت منها طبعات عديدة وفازت بعض رواياتي بجوائز منها جائزة أبها المركز الأول عن رواية «عيون على السماء» وجائزة المبدعات العربيات في الشارقة لرواية «أنثى العنكبوت» وكرمت في أكثر من محفل ثقافي عربي ومحلي وشاركت في ندوات عديدة وتخضع بعض مؤلفاتي للترجمة عدا المؤلفات المسرحية والبحوث.. فما معنى تجاهل كل هذا وأكثر؟؟ حتى ان اول من هنأني بفوزي بجائزة المبدعات العربيات بالشارقة هما صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد حفظهما الله ومن ثم كرمت من قبل الرئاسة وتفضل النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بتكريمي كأول أديبة من النساء تكرم على مستوى المنطقة الشرقية.
فالحمد لله والمنة يأتي الاعتراف والتقدير والاحتفاء من أكبر مؤسسة ثقافية في بلادي ومسؤولون يحترمون ويقدرون المرأة ويدركون حجم عطائها ومسؤوليتها.. وهناك الجمهور العريض داخل السعودية وخارجها ممن تأتيني خطاباتهم وتشجيعهم عبر كل وسائل الاتصال المتاحة.. لدرجة ان آخر أمسية قصصية لي في سيهات «وقد كنت وحدي» غصت القاعة عن آخرها بالحاضرات والمثقفات واضطرت إدارة الجمعية التي أقامت لي الأمسية بفتح قاعة أخرى للحضور المتزايد.
سواء كانت غلطة مقصودة أو غير مقصودة من اللجنة القائمة على الموسوعة إلا انها غلطة فادحة ومؤلمة.. لأن الأمر كما قلت ليس بيسير فموسوعة الأدب العربي السعودي الحديث يجب ان تكون اسماً على مسمى وان يعاد النظر فيها مجدداً.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved