Thursday 7th November,200210997العددالخميس 2 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«16» باحثاً تناولوا مستقبل المسرح في الخليج «16» باحثاً تناولوا مستقبل المسرح في الخليج
إدراج الثقافة المسرحية في التعليم

* الشارقة - أثير السادة:
اختتمت بالأمس القريب في امارة الشارقة فعاليات ملتقى المسرح الخليجي الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت عنوان «قراءات في الواقع والآفاق».
شارك في هذا الملتقى الذي يرعاه الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة أكثر من 16 باحثاً ومهتماً بالشأن المسرحي في الخليج، قدموا خلاله تصوراتهم الخاصة عن حاضر المسرح ومستقبله في هذا الاقليم.
بدأت الجلسة الأولى بكلمة افتتاحية وترحيبية للأستاذ عبدالله العويس من دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، تبعتها كلمة لوزارة الإعلام بالشارقة، وأخرى للجنة الدائمة للمهرجان المسرحي الخليجي ثم الممثل الاقليمي للهيئة العالمية للمسرح، وتضمنت جميعها تأكيداً على ضرورة مراجعة حال المسرح في الخليج مع اشارات متفرقة إلى تدهور أوضاعه فيها.
وكانت أول أوراق الملتقى لسعد الجزاف - مخرج وممثل مسرحي بحريني - تناول فيها سرداً تاريخياً لأطوار التجربة في البحرين ومعوقات نموها بالاتكاء على تجربة مسرح الجزيرة الذي ينتسب إليه معد الورقة، مع تركيز واضح على أثر التحولات السياسية في مسار الحركة المسرحية في أرخبيل البحرين.
من جانبه قدم رئيس قسم المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام الفنان عبدالعزيز السماعيل ثاني أوراق الملتقى، وقد أكد فيها تشبع محور النقاش «توصيف الواقع وآفاق المستقبل» بالمراجعة والدراسات من قبل ندوات ومناسبات سابقة مشيراً إلى دراسات د. إبراهيم غلوم ود. حبيب غلوم، ود. محمد حسن عبدالله والندوة الفكرة التي عقدت في أبو ظبي عام 1993م في ذات الشأن، فيما انصراف إلى التركيز في الجزء الآخر من ورقته على غياب حرية الابداع كمعوق رئيس في طريق النهوض المسرحي، وهو في ذلك لا يشير إلى سطوة الرقيب على حد قوله بل إلى مسألة توافر المكان والامكانات التي تجعل من مسألة الاتصال والتواصل ممكنا لهؤلاء المبدعين مع الجمهور.
وتوالت بعدها الأوراق على جلستين، فعرض عبدالإله عبدالقادر - مخرج ومؤرخ للحركة المسرحية - لتاريخ التطور في المسرح الإماراتي موضحاً جانباً من العلاقة الجدلية بين تطور التعليم والمسرح هناك، ومحللاً مواضع الخلل في مسرح الإمارات كتعدد الفرق وغياب الاحتراف وضعف التأهيل إلى جانب غياب الدراسات والفردية في إدارة شؤون الفرق وفقدان المواسم المسرحية، وهو ما أسس عليه دعوته وتوصيته بضرورة التخطيط لتجاوز معضلات الواقع.
وتطرق د. محمد بلال - كاتب وناقد مسرحي كويتي - لعلاقة المبدع بالبيئة ولمفهوم البيئة الفنية تحديداً وأثره في اتجاهات الابداع ومراحله التي يقسمها وفق تحولات البيئة الفنية في الكويت، وهي التي تسيطر عليها الآن مسرحيات الكوميديا الفجة والاضحاك الهابط، موكداً على أهمية أحياء المشروع الثقافي الذي ضرب من الاساس على حد وصفه.
وفي ثاني أيام الملتقى كان للأكاديميين النصيب الوافر من أوراق العمل التي استفتحها د. حبيب غلوم بالتأكيد على أثر النفط في تحولات المجتمع والثقافة في الخليج بعد التذكير بانطلاقات المسرح الأولى من المدارس، هذا إلى جانب مشكلة الوعي المسرحي وضعف الحركة النقدية، مقترحاً ادراج الثقافة المسرحية في المناهج التعليمية لرفع سوية الوعي المسرحي.
واكتفى د. إبراهيم غلوم - أستاذ النقد والأدب المسرحي - بمراجعة أحوال الفرق الأهلية التي يعتقد بأنها تسير إلى الانهيار، فيما اتجه د.. نادر القنه - أستاذ الدراما والنقد المسرحي - إلى التاريخ ليدرس تطور مسيرة الثقافة في المشاريع التربوية العربية وانعاكساتها الايجابية في الحياة المسرحية معتبراً أن المسرح في الخليج قد تحول من فعل اثراء إلى فعل إلهاء لأسباب كثيرة تعود في أهمها إلى غياب الاستراتيجية والتسليع الثقافي، وفي ذلك يدعو د. أحمد عبدالحليم - مخرج وأستاذ مسرح - إلى وضع خطة استراتيجية كسبيل للخروج من الأزمة الحالية واصفاً المسرح بالمدرسة التنويرية والتثقيفية لما لها من اسهامات في تكوين الفرد.
وفي ذات السياق شدد قاسم محمد - مخرج وباحث مسرحي - على الأهمية البحوثية كخطوة لتأسيس المستقبل، ومنها تنطلق برأيه فكرة مشروع الفرقة المدرسة المحترفة التي تحقق التراكم النوعي، وهي التوصية التي اختتم بها قاسم ورقته بعد التذكير بضرورة التخطيط.
ويلتقي فؤاد الشطي مع قاسم في شأن الاحتراف الذي يرى بأنه غير موجود بمعناه الانساني والاجتماعي في تجربة المسرح الكويتية، فالاحتراف مقصور على اعتبار المسرح مصدر رزق لا أكثر.
المشاركة السعودية الثانية في هذا الملتقى جاءت مع محمد العثيم - كاتب ومؤلف مسرحي - بعنوان «المسرح في الخليج من الكتابة إلى الاخراج»، تناول فيها إلى كونية الفعل المسرحي وارتباط المسرح الخليجي كظاهرة ثقافية بالاطار العالمي وصلته بالنظريات الما بعدية، مستخدماً رسماً توضيحاً لشرح تحولات العلاقة التفاعلية بين عناصر الانتاج المسرحي التي اختصرها في: المؤلف، المخرج، الممثل والمنتج، وذلك ضمن محيط ثقافي ومهني محدد، موضحاً ما لحق باتجاهات الرؤية الابداعية من تغيّرات من خلال تجربته الخاصة التي رصد فيها ظهور المخرج المؤلف وتراجع النص المكتوب لصالح نص الرؤية.
وكانت لجنة الوثيقة الختامية لملتقى المسرح التي تكونت من عبدالعزيز السريع وبول شاؤول ومحمد العثيم ومحمد عبدالله قد صدرت قائمة توصياتها في ختام برنامج الملتقى، متضمنة أربع توصيات فقط، طالبت بإضافة النصوص المسرحية في مقررات اللغة العربية مدرسياً، وإعادة تنظيم العلاقة بين المؤسسات الرسمية والفرق الأهلية، وإيفاد مسرحيين خليجيين للمشاركة في المهرجانات الدولية من قبيل «افينون» و«أدنبرة» الدوليين، اضافة إلى الدعوة إلى نشر الفصل الخاص بالمسرح من «الخطة للثقافة العربية» التي رعتها جامعة الدول العربية في كتيب حتى يكون دليلاً للعمل بين المسرحيين العرب.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved