وإذا أردنا توصيفاً عمومياً للجمهور، فيمكن القول انه كان جمهوراً داخل جمهور، جمهوراً عمومياً داخل جمهور مسرحي، تماماً كما يقال في الشعر المجازي «لغة داخل اللغة» وهذا أدى الى تعددية المتفرج الواحد الى البحث عما وراء الظاهر، عما وراء المستويات الأولى عن مجرد جمهور واحد احادي صار على صورة ما ينبني في المدينة من هوامش ومراكز واختلافات صار جمهوراً مركباً كالمدينة المركبة.
كل ذلك يعني ان الجمهور في الخليج كالجمهور في العالم الإسلامي وهو كما أشرنا «جمهور داخل الجمهور» لم يكن جمهوراً طوباوياً كان يشبه المدينة «المركز» الذي يتحرك فيها، مرحلة نهوض بعد ظهور النفط ومرحلة التمام حول أنظمة وحول دول وحول حالة مدنية تبدأ بالمواثيق والأعراف والمؤسسات وتنتهي بالاحتراف بالآخر.
بول شاوول |