قال تعالى {مّا أّصّابّ مٌن مٍَصٌيبّةُ فٌي الأّرًضٌ وّلا فٌي أّنفٍسٌكٍمً إلاَّ فٌي كٌتّابُ مٌَن قّبًلٌ أّن نّبًرّأّهّا}وقال تعالى: {وّلّنّبًلٍوّنَّكٍم بٌشّيًءُ مٌَنّ الخّوًفٌ وّالًجٍوعٌ وّنّقًصُ مٌَنّ الأّّمًوّالٌ وّالأّّنفٍسٌ وّالثَّمّرّاتٌ وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌ الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ أٍوًلّئٌكّ عّلّيًهٌمً صّلّوّاتِ مٌَن رَّبٌَهٌمً وّرّحًمّةِ وّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المٍهًتّدٍونّ}.. وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:- ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله «إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها» إلا أخلف الله له خيراً منها».
يوم الاثنين الأول من شهر شعبان من هذا العام 1423هـ وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا انتقلت إلى رحمة الله تعالى إن شاء الله جدتي ووالدتي التي لم تلدني غزيل العتيبي بعد مرض لم يمهلها أكثر من شهرين.
كانت أم عبدالعزيز رحمها الله مدرسة أستمد منها تعاليم الحياة.. فقد كانت عيني التي أرى بها وسمعي الذي أسمع به.. ربتني منذ أن كنت صغيراً حتى كبرت وأصبحت رجلا، فأسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين أعمالها وأن يرزقها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
لقد تلاشت الحروف عند وفاة هذه الجدة الصالحة كما أحسبها والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا فقد كان ذكر الله دائما على لسانها حتى قبل وفاتها بلحظات كيف لا وهي التي كانت لا تترك قيام الليل حتى وهي تصارع الآلام معطرة لسانها بذكر الله وقلبها بإيمانه ورجائه.
امتلأ المسجد بالمصلين وامتلأت المقبرة بالمشيعين وامتلأ المنزل بالمعزين عند وفاتها - رحمها الله - وهذه كلها ان شاء الله تعالى دلائل خير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الجنازتين «أنتم شهداء الله في أرضه».
ثمانية لا بد منها على الفتى ولا بد أن تجري عليه الثمانية سرور وهم واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية |
اللهم اغفر لجدتي غزيل وارحمها وعافها واعف عنها، وأكرم نزلها ووسّع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقّها من الذنوب والخطايا كما ينقَّى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة واجعلها اللهم من الفائزين بالفردوس الأعلى.. اللهم لا تجعل رؤيتنا لها في الدنيا هي آخر عهدنا بها واجمعنا اللهم بها في مستقر رحمتك يا رب العالمين.
|