Saturday 2nd November,200210992العددالسبت 27 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

برحيلك.. يا أبا عبدالرحمن برحيلك.. يا أبا عبدالرحمن

أقسم أن الفقد لم يفجعني في أحد مثلما أفجعني في الراحل الأب والأخ عبدالله السلوم. وأقسم أن الغياب لم يترك في روحي أثراً مثلما ترك غياب أبي عبدالرحمن.
يا الله، نجيد فقط الحديث عَمّن نحب إذا غابوا، وكأنما يكون حضورهم مالئاً علينا الدنيا والحياة، رحمك الله يا أبا عبدالرحمن، فقد كنت صاحب الفضل وكنت صاحب الطيب.
إنما ألهج بشكرك غائباً وحاضراً، معترفاً بالفضل، مقدراً كل وقفة، رحمك الله وغفر لك يا أبا عبدالرحمن فلم يكن الغياب بهذه الصورة الا بك وكأنما زينت الفقد والرحيل، هادئاً مؤمناً وموقناً أن ما صنعته في حياتك، من خير سيكون شفيعك وحسبي أن خيراً كثيراً تركته في الناس وأنا أحدهم. كنت أخاً بكل ما للكلمة من معنى، وأباً إذا اقتضت الضرورة. شجرة تظللنا في ظل الشجرة الأكبر وأب الجميع، أبانا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وهنيئاً يا أبا عبدالرحمن لك ما تركته في هذه الدنيا الفانية من سمعة لو دفعت بها الملايين لما استطاع أحد الوصول إليها.
رحلت إلى دار الحق، وتركتنا في حزن يعلمه الله فقط، لي فيك الأخ والقدرة ولي فيك مواقف كثيرة لا يحصيها عدد، كنت باعثاً لنا في أوقات فرح كثيرة، أعطيتنا آمالاً كبيرة في الحياة، وأنا في هذه الكتابة التي يكتبها القلب قبل الأصابع لأعزي فيك كل شيء جميل في هذه الحياة بدءاً بأميرنا العظيم سلمان بن عبدالعزيز وليس نهاية بشيء.
يدرك حزني كل من اقترب من عبدالله السلوم، الشاعر والإنسان والمسؤول، يدرك حزني من طوقته بكرمك ومواقفك الفذة، يدرك حزني كل شيخ ومسؤول وشاب كان له موقف معك، رحمك الله وأسكنك جناته، شاعراً فذاً وإنساناً عظيماً، ورجلاً تشهد له مواقفه ويصمت لسانه. رجلاً، مواقفه أكبر من الكلام. إلى الخلد يا أبا عبدالرحمن فالقلم عاجز والقلب غارق في حزن لا ينقطع، فرحيلك كان من أصعب الأشياء عليه والعزاء كل العزاء لأخي عبدالرحمن وأشقائه فالدنيا عندي لم تعد كما كانت، فغياب أبي عبدالرحمن لم يكن هيّناً فكيف لي بزمن بلا عبدالله السلوم.
رحمك الله وغفر لك وأسكنك الجنة لافتة يرفعها قلبي من فقدك وإلى يوم يبعثون.

ابنك / سامي سليمان الفليح

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved