* مكاشفة سنا البرق«sana al-barg»:
مدرب ذكي، يقرأ ملامح الاستفهام من الذاكرة المقابلة، قبل النطق بها، صريح للغاية، وجريء بأدب الحوار .. بصماته ستكون ذهبية محفورة على لوحة منجزات الاسطبل الأبيض .. لو كان هنا قبل سنوات .. خبير بدرجة امتياز في مرتبة الشرف في تقليب شؤون الجياد.. له آراء إذا أخذت بعين الاعتبار ستكون لها آثارها على الفروسية السعودية للارتقاء بها وتطويرها ..
في أول حوار لمطبوعة سعودية .. كيفن أوليفييه kevin oleivee المدرب الأيرلندي الفروسي .. مدرب الاسطبل الأبيض .. بأريحيته .. يكشف عن شؤون الخيل دون غموض أو أسرار .. للتعرف على شخصيته .. نتوغل في أعماقه من خلال هذه المصارحة والمكاشفة الرائعة .. مع المتأمل في نتائج الاسطبل الأبيض اليوم ودوما ..
* سنا البرق: كيف ترى ثلاثي الاسطبل الأبيض في مواجهة السداسي الأزرق حسب البرنامج، في هذا المساء وهل تعتبر «نعيم »ورقتك الرابحة؟
كيفن: جيري بارتون يملك جياداً كثيرة ممتازة .. ولكن هذه الستة ليست كلها جيدة ولكنه وضعها لزيادة السرعة وتهيئة السباق لبقية جياد الأزرق ..وجيادي الثلاثة أرى أن منها «نعيم» من الممكن أن يحقق الفوز .. وأعتقد أنه سيقدم سباقاً جيداً.
* سنا البرق: رغم اشرافك على الاسطبل الأبيض ولفترة لا تتعدى الأشهر، إلا أن بصماتك، كان لها مفعول السحر على نجوم الأبيض، ترى ما هي الأسباب؟
كيفن: لا يوجد هناك أي سحر، وكل ما هنالك .. أننا عملنا أشياء قليلة ولمسات بسيطة .. واستطعنا أن نلم بالأمور ونعيد الترتيب الحقيقي والاهتمام بالتدريبات والسفينة لا يمكن أن تسير اذا كان هناك أكثر من قائد!!؟؟.
* سنا البرق: طالتك الانتقادات أثناء تسلمك المهمة من خلال طريقة تدريبك إبان سباقات الطائف، حتى انهم وصفوك بالمدرب الحاد والجارح!.
كيفن : نعم هذه المقولة صحيحة، فالحزم والتدريب الجيد مبدأ والسهولة معهما تخلق سباقاً جيداً.
* سنا البرق: هناك من راهن على اختفاء ذلك التوهج الذي رأته نجوم الاسطبل الأبيض في الطائف .. مع سباقات الرياض .. الا ان السحابة البيضاء لا زالت تواصل هطولها الغزير.
كيفن: أولا: هذا عملي، وثانيا أنا جزء من الفريق .. لا أستطيع القيام بهذا الإنجاز لوحدي، فأنت حين تصحو تصلي كل يوم ليبدو كل شيء حسناً.
* سنا البرق: هذا تواضع منك؟.
كيفن: التدريب متواضع .. فأنت تعيش القلق دائماً خوفاً على الجياد من المرض والتعب، فأنت تراقبهم في المساء والصباح وفي كل مرة يصيبك الخوف من الا يمرض أحدهم. فاليوم ترى الحصان بحال جيد.. وغدا قد لا يؤدي المطلوب وهذا يحزنني .. فأنا أراهم كأولادي .. حينما أعتني بهم وأربيهم وينجزون المطلوب بالتأكيد سوف أشعر بالفخر، وبالتالي الجياد الممتازة هي التي تجعلك فخوراً بها ولا تشعر بالتعب معها.
* سنا البرق: راهنت على فوز «صداح» قبل السباق، رغم وجود وصيف كأس العالم «أركان» إلا أن حصانك حقق النجاح، هل لخطتك وتعليماتك للخيال «فرانسسكو» الدور الأكبر فيما حصل وفوز الجواد «صداح».
كيفن: نعم هذا الجواد قدم من الأرجنتين .. وما رأيته حين أتيت إلى هنا أن الجياد الأمريكية القادمة للسعودية .. تحتاج إلى سنة كاملة للتعود على الأرض والجو .. وهنا البعض أيضا يريدون للجياد القادمة أن تركض بسرعة لتحقيق أفضل الإنجازات، ومن الممكن أن تحصل على إنجاز سريع لو كانت جياداً بريطانية، وعموماً أنا طبقت هذه الطريقة، وأثبت النجاح.
* سنا البرق: هناك من يرى من النقاد والمدربين أن المواجهة المقبلة بين «صداح وأركان» محسومة، أم أن أركان سيكون سيد الحسم في المواجهة المنتظرة؟.
كيفن: هذه الرؤية غير صحيحة.. ولا أعتقد أنهم سيلتقون ف «أركان» يفضل مسافة الميلين .. أما «صداح».. فمسافته المفضلة الألفين..
* سنا البرق: هل كنت واثقاً من البروز والفوز مع جوادك «المنسجم» وهو يطيح بأفضل جوادين بالمملكة «مرخان واليرموك»، وهل كنت تتوقع أن يكون بهذه الصورة، بعد الأطوال والرقم الخرافي الذي سجله لمسافة ال 2000 متر، وهل أصبح لديك ثقة كبيرة بعد هذا السباق بأن أولى بطولات الموسم الكبرى مساء اليوم أصبحت في قبضة «المنسجم».
كيفن: «المنسجم» حصان ممتاز.. ولذلك حقق هذه النتيجة، أما اليرموك ومرخان فلا أملك خبرة عنهما حتى أحدد من ينافس من، وبالتالي لا أستطيع الحكم، وأتمنى أن يكون الفوز هذا المساء في قبضة المنسجم.
* سنا البرق: نتائج الأسبوع الماضي، هل ترى انها ساهمت في جعل وضعك مريحا بخصوص المواصلة والتربع على هرم دوري الإنتاج؟.
كيفن: سبق وقلت أنني جزء من الفريق.
* سنا البرق: هناك من يرى أن دوري الإنتاج يستنزف أبرز نجوم الاسطبل، وبالتالي يترك تأثيره على وضعية المنافسة على البطولات الكبرى . ما رأيك؟.
كيفن: التركيز على السباقات الكبرى هدف كل إنسان يبحث عن النجاح، فإذا نظرنا إلى المهور الصغيرة في كل من أمريكا، بريطانيا، وفرنسا. نجد أن هذه المهور تركض مع أمهاتها في حقول كبيرة بكل حرية، والتجول في هذه المساحات يكسب المهور وبقية الجياد تقوية العضلات وصلابة الأطراف نتيجة الضغط على المفاصل وسائر الجسم.
فتحديد مساحة مربعة للطفل ليتحرك فيها تحد من نموه كثيرا. فالجياد إذا كالطفل تحتاج إلى مساحات واسعة وحقول كبيرة معشبة لتنمو بطبيعية أكثر. فضيق الحرية وصغر المساحة سببان لفقدان الخيول الصغيرة إضافة إلى أن هذه الجياد تركض دفعة واحدة وبسرعة من غير تدرج يرهقها في ذلك حرارة الجو المرتفعة ولكن قدر المستطاع فأولى أن نحسن من الوضع والا نخسر أيا من الجياد.
* سنا البرق: ألا ترى أنك قسوت على جياد الاسطبل الأبيض «فئة السنتين» من خلال استعجالك في إشراكها منذ بداية الموسم؟ سيما وأن أغلب الاسطبلات لم تشارك بهذه الفئة؟.
كيفن: مشاركة جياد السنتين ترجع لرأي كل إنسان في كل مدن العالم، فإذا كان لديك مجموعة من الجياد بينهم اثنان أو ثلاثة غير متميزين، لا يمكنك تعميم الحكم أو إلغاءه من المجموعة، فما داموا بكامل جاهزيتهم لماذا لا نعلمهم؟ ولماذا الانتظار، إذ ربما يصابون في السنة المقبلة وبذلك نخسر ما أعددنا له.. وعلينا أن نأخذ بالفرصة حين تأتي لأنها لا تتكرر دائماً.
* سنا البرق: هل ترى أن خيول الإنتاج قادرة على مقارعة خيول المستورد؟ ومن من الجياد السعودية ترشحها للاحتراف خارجياً؟.
كيفن: ينسى كثير من الناس الجينات الأصلية والوراثية، فحتى الإنتاج قادم من الخارج من حيث الأم والأب . وأبو المنسجم وأركان من الخارج كذلك .. وعلينا إثبات الإنتاج لأننا نفقد كثيرا منهم .. لارتفاع التكلفة هنا.. فالجياد دون تدريب أو إعداد كالجنود الذين سيذهبون للحرب وهم غير مؤهلين سيصابون بالتأكيد .. والجياد التي أرشحها للاحتراف «صداح، أركان، المنسجم».
* سنا البرق: من وجهة نظرك .. ما هي الأخطاء التي ترى أن المدرب والجوكي السعودي يقع فيها؟ ومن يعجبك منهم؟.
كيفن: ليس من أخطاء .. ولكن يحتاجون للخبرة .. وهذا يأتي من الاحتكاك والاحتراف خارجياً لكسب المعرفة.. والخبرة العالمية، فهم يعرفون كل ما يدور في الميادين العالمية ولكنهم أيضا يحتاجون إلى تطبيق هذا التعلم على أرض الواقع .. وليس لدي أدنى فكرة عنهم حتى أستطيع الحكم من الأفضل.
* سنا البرق: المدرسة التدريبية الأمريكية يرى الكثير أنها الأفضل في الميادين السعودية، وقد حصل الأمريكي jeary Bartown «جيري بارتون» في الموسم الماضي على كل البطولات الخمس، ما تعليقك على ذلك؟.
كيفن: ليس لدي علم عن هذا الإنجاز أو خبر .. ولكن من وجهة نظري أن «الجياد الجيدة هي التي تصنع المدرب وليس المدرب هو الذي يصنع الجياد».
* سنا البرق: هل تتوقع أن يكون لمهور الاسطبلات الصغيرة كلمتها في أكبر بطولات الموسم «كأس المؤسس» وهل شاهدت أي منها أعجبتك؟.
كيفن: إطلاق الحكم عليها الآن مبكر، وما دامت لديهم جياد ممتازة فلم لا! ما دام عندهم سباقات.
* سنا البرق: الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز المشرف العام على الاسطبل هل يتدخل في برنامجك التدريبي؟ وكيف وجدته؟.
كيفن: في نهاية اليوم نناقش بعض الأمور والخطط المختلفة عن الخيول.
* سنا البرق: رتب هذه الأسماء حسب الأفضلية في كأس سمو ولي العهد: «أركان، صقلان، لمح البرق، صداح» وكيف رؤيتك لسباق صداح، صقلان الأخير؟ وهل ترى انه الأقرب لكأس سمو سيدي ولي العهد؟
كيفن: أرى صقلان هو الأفضل فهو يركض مسافة 2000 إلى 2400 م وسباق كأس ولي العهد مسافته 3400م .. وصقلان هو المرشح الوحيد للفوز بالكأس بزيادة 1000م وحاليا هو أفضل الجياد المستوردة والمسافات الطويلة التي ركضها نتوقع منه الأفضل، أما فيما هو ابعد فأركان الأفضل وأركان هو المنافس لصقلان من وجهة نظري.
* سنا البرق: هل لنا أن نعرف أبرز عيوب السباقات السعودية؟.
كيفن: لا توجد عيوب كثيرة ولكن من يأتي هنا ظنا منه انه سيحقق الفوز بسهولة فهو مخطئ .. فالسباقات هنا ليست سهلة .. لجودة الجياد الكثيرة هنا .. كصداح أركان «قايد الخيل».
* سنا البرق: ما الذين ينقص الميدان العالمي برأيك «ميدان الملك عبدالعزيز» .
كيفن: لا ينقصه شيء.
* سنا البرق: أخيرا في نهاية حوارنا .. كيف ترى مستقبل الفروسية السعودية؟ وماذا ينقصها برأيك لتواكب العالمية؟.
كيفن: الفروسية السعودية تحتاج للانفتاج على العالم الفروسي الخارجي .. واحتكاك المدربين بغيرهم في بلدان العالم واكتساب الخبرة في هذا المجال .. كما قلت سابقا والإنسان لا يستطيع أن يختبئ عن العالم، ومن يريد النجاح عليه أن يسعى للعالمية.
| 
