هي الأيام تلهث لمنتهاها.. ونحن نستبق الخطى ولا نعي مآلها ومتى منتهاها حقيقة..
في خضم صراعاتنا مع الحياة.. تتزلزل المشاعر والطمأنينة.. ويكشر الزمن بأنيابه.. و ترتسم الأحزان على شفاه الأمل..
بالأمس يرحل زميلنا الغالي والشاعر عبد الله بن عبد الرحمن السلوم.. واليوم يرحل زميلنا الغالي والكاتب محمد الكثيري وابن العم.. رحمه الله.. كنت قبل عام ونيف أتحدث مع أبي عبد الرحمن السلوم في مكتبه في امارة منطقة الرياض.. فاحتضنني شوقا ومحبة وتقديرا.. وملكني أخلاقا وشهامة.. فأخبرته أنني لم أجىء الا مسلما لا غير.. فهذا الرجل النادر في خلقه وعمله وشهامته.. يسبل عليك الطيبة الحقة فتخجل أحياناً ان تومىء «بفزعة» رغم انه يرحب بذلك.. سواليف القصيد يعشقها رحمه الله.. فازددت له تحيات ومحبة لمجيرته سكنا لشقيقي خالد.. وبعثه للسلام ملفوفا بعبير الشعر دائما.. ويرحل ابو عبد الرحمن فجأة ويوجعنا رحيله.. إلا ان لا راد لقضاء الله .. ولكل اجل كتاب وستبقى سيرة هذا الرجل في ذاكرة الزمان.
كما قال ذلك زميله وزملينا العزيز عساف ابو اثنين.. سندعو لهذا الانسان بالمغفرة والرحمة كلما مر اسمه «وطاريه» رحمة الله عليه.. والأمل في ابنه عبد الرحمن واشقائه في حمل رايته الغالية.. وإكمال مسيرة الود والطيبة التي تركها والدهم المحبوب من الجميع.. أسكنه الله فسيح جناته..
وفي المقابل يرحل زميلي الصحفي والكاتب ابن عمي محمد الكثيري بعد مرض عانى منه طويلا.. فليس لنا الا ان ندعو له بالمغفرة.. فقلمه المشاغب الجميل سيظل ذكرى عطرة مملوءة بالحب للجميع.. لأني أعرف هذا الرجل عن كثب وعنفوان ثقافته رحمه الله.. وستبقى ذكراه في ثنايا كتاباته الرياضية في البدء وفي الشعر وفي امور عدة..
وسيبقى أيضاً ابنه هشام واشقاؤه مع شقيقاته الغارقين في حمم الشوق والمودة ذكرى للراحل.. ورحل الغالي وهو يحمل العتب على الكثير من زملائه الذين هجروه في محنته.. وعزاؤنا في انه عاش كثيرا من مرضه ولعله ان شاء الله تكفير للذنوب التي قد يرتكبها الانسان في حياته ودعاؤنا له بالمغفرة وان يسكنه الله الجنة.
وجئت لأرثيهما شعراً هذين الزميلين فألفيت حنجرة الشعر مخنوقة بعبرات السنين فعصرتها آهة لعلها تبكي العزيزين.. قال «نديم كميت»: