البهاق اضطراب كسبي مشوه في تصبغ الجلد يظهر بلطخات بيضاء غير مصطبغة محاطة بحافة مفرطة التصبغ أو طبيعية، فيما عدا اللون فان الجلد المصاب يكون طبيعيا، وتكون اللطخات على شكل بقع في أي مكان في الجسم.
هذا هو البهاق كما عرّفته الدكتورة آمنة الشريف استشارية الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز والدكتورة ليانا نصور أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز.
الدكتورة آمنة: الطرق العلاجية متعددة لعلاج البهاق.. ونسبة الإصابة به متساوية عند الجنسين
يظهر في عدة أماكن لدى الجنسين
وهو مرض وراثي
وتقول الدكتورة آمنة ان أكثر الأماكن إصابة هي: الوجه، ظهر اليدين، الإبطان، الحلمتان، السرة، المرفقان، الركبتان، الأعضاء التناسلية، الأقدام.
وتضيف: يصيب البهاق جميع الأجناس وتبدو الإصابة متساوية عند الجنسين، ويظهر البهاق في 50% من المرضى قبل عمر «10» سنوات ولكن قد يبدأ في أي سن من الطفولة وحتى الشيخوخة. وأعلى نسبة إصابة تكون بين عمر «10 30» عاماً.
ويعتبر مرضيا وأسريا وراثيا مع قابلية ظهور مختلفة في حوالي 30% من المرض ويوجد تاريخ أسري للبهاق. ويرجع بعض المرضى ظهور البهاق لحدث معين في حياتهم أو وجود أمراض أخرى. وفي بعض الحالات قد يظهر البهاق في الأماكن المعرضة للكشط أو الجروح وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة «كوبتر». وتكون البقع البيضاء مفرطة التحسس تجاه الأشعة فوق البنفسجية وتحترق بسرعة عندما تتعرض للشمس ولا يندر حدوث بهاق بعد حرق الشمس.
له أنواع متعددة
وحول أنواع البهاق قالت: توجد أنواع للبهاق حسب تمدد البقع البيضاء وتوزعها، وهي كالآتي: شكل موضعي بقعة أو عدة بقع في موضع واحد، شكل خطي أو قطعي ويشمل عدة بقع في جانب واحد من الجسم، شكل منتشر ويشمل مساحات واسعة متماثلة في جانبي الجسم، نادراً ما يتعمم زوال اللون ويشمل البهاق جميع أنحاء الجسم.
يشترك مع عدد من الأمراض ..
والتشخيص ضروري
وعن مدى تأثير بعض الأمراض على حدوث البهاق قالت الدكتورة آمنة الشريف: قد يتشارك البهاق مع عدد من الأمراض تشمل السكري، فقر الدم الوبيل، نقص وفرط نشاط الغدة الدرقية، تصلب الجلد، الوهن العضلي الوبيل.
كما توجد عدة أمراض أخرى يمكن أن تظهر على شكل بقع بيضاء حيث يلتبس التشخيص مع البهاق مثل النخالية البيضاء، السعفة المبرقشة، الجذام، الذئبة الحمراء والقشيعة، هذا ويعتبر البهاق مرضا غير معد.
عدة طرق لعلاجه
أما الطرق العلاجية فقد لخصتها استشارية الأمراض الجلدية والتناسلية بقولها:
توجد عدة طرق لعلاج البهاق حسب نوعه وانتشاره، وعادة يحتاج العلاج لشهور عديدة مثل:
إعادة تصبغ الجلد:
ويتم عن طريق الكورتيزونات الموضعية، أو عن طريق الأشعة فوق البنفسجية مع تعاطي دواء السورالين سواء كان موضعيا أو عن طريق الفم. وتم تطوير استخدام الأشعة فوق البنفسجية باستعمال ال «Narrow Band» أو ما يعرف بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة المجال حيث تتم المعالجة دون استعمال دواء السورالين كما يمكن استعمالها للأطفال. أيضا تم حديثا استخدام الليزر لمعالجة البهاق.
إزالة تصبغ الجلد:
وتتم هذه المعالجة في حالات البهاق واسع الانتشار والذي يشمل معظم الجسم، حيث يتم إزالة اللون المتبقي ببعض العلاجات الموضعية تحت إشراف طبي.
المعالجة الجراحية:
تتم في حالات البهاق الثابتة غير المنتشرة حيث يتم زرع الخلايا الملونة في بقع البهاق.
المعالجة بمستحضرات التجميل:
تستعمل هذه الوسيلة لإخفاء بقع البهاق باستعمال أنواع معينة من مستحضرات التجميل لإخفاء العيوب مثل Cover Mak حيث توجد ألوان مختلفة لأساس مكياج يدوم لساعات طويلة. وينصح مرضى البهاق باستعمال الكريمات واقية الشمس بقوة «30» أو أكثر لتجنب حروق الشمس ولحماية البشرة.
البهاق مرض غير معدي
وتقول الدكتورة ليانا نصور حول تعريف هذا المرض هو مرض جلدي يتغير بظهور بقع بيضاء مختلفة الأشكال والأحكام تصيب أماكن مختلفة من الجلد، والبهاق مرض غير معد على الإطلاق.
بينما البرص أو الجذام مرض معد يسببه نوع من الجراثيم. وهناك أقاويل وخرافات تجعل هذين المرضين مرضاً واحداً ومرد ذلك إلى أن بعض حالات البرص تحدث أعراضاً تشبه في شكلها البقع البيضاء للبهاق، والأماكن التي تصاب بالبهاق تقول: هي الأجزاء الظاهرة من الجلد كالوجه والرقبة والأجفان والأطراف، ثنايا الجلد كالأبط وداخل الفخذين، الحلمة والسرة والمناطق التناسلية، مناطق الحروق والجروح، ويصبح الشعر أبيض داخل بقع البهاق. أو في بعض أجزاء فروة الرأس، كما يصيب شبكية العين.
جميع الأشخاص معرضون للإصابة به
تقول الدكتورة ليانا: يصيب البهاق 1% من الناس تقريباً، ونصف هؤلاء يظهر المرض لديهم قبل سن العشرين، وخمس المصابين لهم أقارب يعانون المرض نفسه أما الغالبية العظمى فليس لديهم أي مشكلة صحية مع ان بعض الحالات أمراض الغدة الدرقية والثعلبة وفقر الدم بسبب نقص الفيتامين B12.
وعن إمكانية علاجه تقول يمكن علاجه ولكن العلاج يستغرق وقتا طويلا ويتطلب صبر المريض والطبيب معا ومع ان النتائج قد لا تكون مرضية تماما إلا أن الهدف دائما هو محاولة إعادة اللون الطبيعي لهذه البقع البيضاء.
يجب حماية الجلد من أشعة الشمس
ويمكن علاجه بالأشعة فوق البنفسجية مع التريسورالين من خلال جلسات متعددة، وأيضا ب Narrow Band الأشعة فوق البنفسجية بدون التريسورالين جلسات متعددة، وكذلك بواسطة العلاج بالدهانات الموضعية في الحالات التي تكون فيها البقع قليلة العدد مع التعرض للشمس بعد ربع ساعة من وضعها وهنا يجب الحذر من حدوث حرق شمسي. كما ان هناك بعض الكريمات التجميلية التي تغطي البقع وذلك حسب لون البشرة وذلك لحجب المرض عن الناظرين وبخاصة في المناسبات الاجتماعية، كما يتم ايضا العلاج بالليزر من خلال جلسات متعددة، ويتم العلاج الجراحي بواسطة الطعوم الجلدية بأنواعها. وتقول الدكتورة ليانا نصور في ختام الحوار معها يتوجب على المصاب بالبهاق حماية الجلد من أشعة الشمس لأن البقع البيضاء تفتقر لمادة الميلانين التي تحمي جلدنا من أشعة الشمس، إما بالملابس المناسبة كالبقعة والكم الطويل او استعمال واقيات الشمس «الكريمات الواقية من الشمس» عدة مرات يومياً حسب التعرض للشمس وعدد مرات الاستحمام.
| 
