* الضفة غزة الوكالات:
حاولت اسرائيل تبرير إعادة احتلال مدينة جنين ومخيماتها باجراءات قالت انها ضرورية ضد ما اسمته بالارهاب. وهكذا فقد تواصلت العملية العسكرية أمس بمختلف مظاهرها من اعتقالات وفرض لحظر التجول واستعدادات لتدمير المزيد من منازل المواطنين.
وقد نددت السلطة الفلسطينية بهذه الممارسات القمعية الجديدة وقالت انها تأتي في إطار محاولات اسرائيل لاحباط التحركات السلمية.
وقد جمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشبان الفلسطينيين في ساحة المقبرة الشرقية في مدينة جنين بالضفة الغربية بعد ان فجرت محول الكهرباء الذي يزود المدينة ومخيماتها بالطاقة الكهربائية.
وأعلنت مصادر عسكرية أمس السبت ان ستة فلسطينيين اوقفوا خلال توغل الجيش الاسرائيلي في مدينة ومخيم جنين للاجئين وهو التوغل الذي بدأ يوم الجمعة.
وقالت المصادر نفسها ان الجيش سيطر ايضا على حوالى 40 منزلا في جنين حيث فرض حظر تجول منذ بداية التوغل. وهو الاكبر في هذه المدينة منذ عملية السور الواقي في اذار/مارس ونيسان/ابريل الماضيين.
واضافت ان الجيش كان يستعد ايضا لتدمير منزلي منفذي العملية الفدائية ضد حافلة التي اوقعت 14 قتيلا الاثنين في شمال اسرائيل.
وقد تبنت العملية سرايا القدس الذراع المسلحة للجهاد الاسلامي.
والعملية التي اطلق عليها اسم الطليعة تهدف ايضا الى اعتقال مسؤول من الجهاد الاسلامي في المنطقة متهم بتدبير هذه العملية وهجمات اخرى ضد الاسرائيليين في الاشهر الماضية كما قالت المصادر نفسها بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.
ودخلت حوالي 40 دبابة وآلية مدرعة ليل الخميس الجمعة الى جنين بدعم من الجنود.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان خمسة فلسطينيين. اربعة شبان وطفل في الثانية من العمر. اصيبوا بجروح بالنيران الاسرائيلية.
واعتبرت القيادة الفلسطينية عملية إعادة احتلال جنين ومخيماتها التي بدأتها القوات الاسرائيلية منذ اول أمس واغلاق كافة المدن والبلدات في الضفة وتقطيع اوصال محافظات قطاع غزة مؤشرا على ان الحكومة الاسرائيلية لن تقبل بأي خطط للسلام سواء كانت دولية او امريكية لأنها تراهن على الحل العسكري لكسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني.
وقالت القيادة ان هذه الجرائم الاسرائيلية ترتكب ضد الشعب الفلسطيني أمام سمع وبصر الموفد الامريكي وليام بيرنز وأمام الموفدين الاوروبيين وموفد الامم المتحدة والاتحاد الروسي وأمام العالم اجمع.
وأكدت القيادة في بيان بثته الفضائية الفلسطينية صباح امس ان الحل العسكري لن يوفر الامن للاسرائيليين ولن يكسر صمود الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقه في الحياة والاستقلال في ارضه وضد الاحتلال الاسرائيلي.
كما اكدت ان المحك الحقيقي لجدية مشاريع السلام ولكافة الحلول المطروحة يكمن في الزام حكومة شارون الاسرائيلية بوقف عدوانها وسحب قواتها المعتدية وارسال مراقبين دوليين على الفور وتأمين الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
واختتمت القيادة الفلسطينية بيانها بالقول انه حان الوقت لوقف حرب الابادة التي يشنها شارون ضد الشعب الفلسطيني ولضمان الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط كلها خاصة بعد المبادرة السعودية التي تبنتها القمة العربية الاخيرة في بيروت.
الى ذلك زعم بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الاسرائيلي أمس ان مدينة جنين اصبحت مصدرا للارهاب ويجب على الجيش الاسرائيلي بذل كل جهد مستطاع من اجل احتواء ما اسماه بالنشاطات الإرهابية فيها وفي مقدمتها التخطيط للقيام بمزيد من العمليات الانتحارية داخل اسرائيل.
ورفض بن اليعازر الرد على سؤال حول الجدول الزمني للعملية العسكرية الاسرائيلية بإعادة احتلال جنين وقال ان العملية التي تقوم بها القوات الاسرائيلية في جنين ومخيمها والقرى القريبة منها لاتزال مستمرة.
وفي قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه منشآت مدنية وأراض زراعية شرقي مدينة غزة.
وأفادت مديرية الامن العام في القطاع أن احدى دبابات قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة على الخط الشرقي من مدينة غزة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بصورة عشوائية وكثيفة تجاه المناطق المجاورة.
وقال شهود عيان ان قوات الاحتلال دمرت موقعا للامن الوطني الفلسطيني جنوب غربي مفرق الشهداء جنوب مدينة غزة.
ولم يتم التعرف على حجم الخسائر البشرية التي خلفها تدمير قوات الاحتلال للموقع المذكور حتى الآن.
ومن جانب آخر زعم راديو اسرائيل ان قوات الجيش الاسرائيلي استكملت مساء الجمعة انسحابها من كافه الاحياء الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في مدينة الخليل ماعدا حي ابوسنينة وحارة الشيخ.
ونقل الراديو عن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي قوله ان عملية إعادة الانتشار في مدينة الخليل جاءت تأكيدا لتعليمات المستوى السياسي وتعتبر خطوة اخرى في سلسلة التسهيلات التي ادخلت موخرا على حياة سكان مدينة الخليل.
وأضاف الناطق ان القوات الاسرائيلية سوف تبقى في حي ابوسنينة وحارة الشيخ بهدف حماية السكان اليهود بمدينة الخليل. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان قوات الجيش سوف تواصلت طويق مدينة الخليل لكنها سوف توقف تسيير الدوريات داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.
|