Saturday 26th October,200210985العددالسبت 20 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«الجزيرة» تناقش ملف انتساب الطالبات في كليات البنات «الجزيرة» تناقش ملف انتساب الطالبات في كليات البنات
د. القرشي يوجه بتشكيل لجان متابعة وتوظيف «التقنيات الحديثة» وتزويد الطالبات بحقائب تعليمية متطورة
الأكاديميون والأكاديميات بصوت واحد: الحاجة ماسة لاستحداث إدارات متخصصة في جامعات المملكة ترتبط بتيسير أسلوب «التعليم عن بعد» دون إبطاء

* متابعة محمد العيدروس:
رحبت الأوساط التعليمية والاجتماعية بقرار وزارة المعارف ممثلة في شؤون تعليم البنات فتح باب القبول للدراسة وفق برنامج الانتساب في كليات البنات لتحضير درجة البكالوريوس.
وأوضح عدد من أساتذة الكليات والمتخصصين والمتخصصات في عالم التربية والاجتماع أن المشروع يمثل انطلاقة جديدة لتعليم الفتاة السعودية، وحلا تربويا مناسبا للتعاطي مع واقع العصر الحديث، فيما اعتبر أولياء الأمور هذا المشروع ملاذاً آمنا لاستثمار أوقات بناتهم، علاوة على تعليمهن وتربيتهن على ما ينفعهن ويؤهلهن للحياة الأسرية الكريمة.
أما الطالبات فقد اعتبرن المشروع حقاً لهن، إذ ان سياسة التعليم في المملكة تؤكد على أهمية إتاحة التعليم للجميع بما فيه التعليم العالي طالما وجدت الطالبة نفسها قادرة على مواصلة الدراسة، وأعرب عدد من الطالبات اللاتي التقينا بهن عن سعادتهن بالمشروع الذي فتح الباب لهن لخوض تجربة تعليمية جديدة بعد أن تعرضت مسيرتهن التعليمية إلى التوقف بحجة عدم وجود مقاعد دراسية كافية وفقاً للدراسة النظامية الصباحية.
من جهته فقد وجه معالي نائب وزير المعارف لشؤون تعليم البنات الدكتور خضر بن عليان القرشي بتذليل كافة العقبات التي قد تقابل تنفيذ المشروع بالطريقة المناسبة المتوافقة مع الخطط الدراسية والأبعاد الأكاديمية والعلمية المتعارف عليها في أنظمة التعليم العالي، والاستفادة من الدراسات والأدبيات السابقة في هذا الشأن، إضافة إلى تلقي وجهات نظر الأساتذة والطالبات وأولياء الأمور عند البدء في تطبيق هذا المشروع الوطني وصولاً إلى تطوير صياغة المشروع لتصل مخرجاته إلى أعلى مايمكن أن نطمح إليه لخدمة الفتاة السعودية ومجتمعنا العربي السعودي المعاصر.
ووفقاً لوكيل كليات البنات د. عبدالله الحصين فقد شدد معالي نائب الوزير لشؤون تعليم البنات على توظيف «التقنيات الحديثة» في تزويد الطالبات بالمادة الدراسية، كأشرطة الفيديو، والأشرطة السمعية، والحقائب التعليمية، وبرمجيات الحاسب الآلي، وإنشاء مراكز بالكليات تتولى القيام بهذا الغرض لعلاج أي مشكلة قد تعترض مسيرة الطالبة العلمية.
وأشار إلى أن وكالة كليات البنات وضعت عدداً من الخطوات الإجرائية الكفيلة باستكمال إجراءات الجودة بإذن الله .
أسلوب فعَّال للتغلب
على مشكلات أزلية
فقد اعتبرت أ.د. فوزية إبراهيم دمياطي عميدة قسم الطالبات بفرع جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً أن هذا الأسلوب في التعليم يعد أحد الأساليب الفاعلة في التغلب على عدد من المشكلات الأزلية التي تواجه الطلبة بوجه عام والطالبات بوجه خاص، حيث يُعد أسلوب الانتساب طريقاً آمناً للتغلب على نقص المقاعد الجامعية اللازمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من خريجي الثانوية، سواء من الطلاب أو الطالبات، فالواقع الملموس يوضح لنا أن المقاعد الجامعية لا تكفي لاستيعاب الطلبة والطالبات الخريجين من الثانوية العامة الذين تتزايد أعدادهم عاما بعد آخر، وبالتالي يمكث هؤلاء الطلبة والطالبات في منازلهم دون دراسة أو عمل؛ الأمر الذي يوقعهم في حيرة للتعامل مع الوقت، وذلك عادة ما يجلب معه الكثير من الأمراض النفسية والمشكلات الاجتماعية.
وتضيف الدكتور فوزية دمياطي أن فكرة الانتساب تُعد بديلاً للمقاعد الجامعية، حيث لا تتطلب الدراسة تواجداً أو حضوراً، وسيتغاضى عن ذلك بتحديد المفردات والموضوعات المطلوب دراستها.. وتحديد المراجع المرتبطة بتلك الموضوعات، وكيفية أسلوب الاختبارات، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لإنشاء قاعدة وأقسام إدارية في أغلب جامعات المملكة ترتبط بتيسير هذا الأسلوب.
لابد من وجود لجان متابعة وتقويم مستمرة
أما الدكتور هاشم بن حمزة نور وكيل عمادة كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بفرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة فقد شدد على أهمية المشروع، وأوضح أنه خطوة جاءت في وقتها تماما في ظل تزايد أعداد الطلاب والطالبات الذين لم تتح لهم فرص التعليم النظامي.
واقترح د. نور لتطبيق هذا النظام بشكل متكامل وجود لجان متابعة وتقويم مستمرة، وكذلك لجان علمية لتطوير المحتوى العلمي المقرر في دوراته المخصصة للملتحقات بالبرنامج ولجان إشراف وتنسيق، أي أن المشروع برمته يحتاج إلى متابعة دقيقة كي نستفيد من مخرجات هذا النظام بشكل أمثل.
وأضاف أن الدول المتقدمة تهتم بالتعليم في بلادها وتوليه أهمية كبيرة، وخاصة فيما يتعلق «بالتعليم المستمر» وأحد فروعه «التعليم عن بعد» أوجدت هذه الدول برامج تعليمية هادفة ووضعت لها هيئات أكاديمية مشرفة، حتى ان بعض هذه البرامج كان لها جامعات متخصصة باسم الجامعة المفتوحة Open University وحاكينا نحن في المملكة العربية السعودية ببرامج أرجو أن تكون مخرجاتها حسب المتوقع منها أحد هذه البرامج هو نظام الانتساب.
باب الانتساب لجميع التخصصات
وتقول الأديبة والكاتبة بثينة إدريس إن من أبرز الآثار الإيجابية لبرنامج التعليم الجامعي للبنات عن طريق الانتساب: تخفيف بعض العبء عن مدرجات الكليات، ومنح فرصة التعليم لأكبر قدر ممكن من الطالبات المتحمسات للتحصيل الدراسي، والوقوف جنبا إلى جنب مع الطالبة للحصول على أعلى درجات العلم.
ولكي يتحقق كل ذلك ونتوصل إلى القفزة التعليمية دون إبطاء أقترح: أن يشرع باب الانتساب لجميع التخصصات دون تخصيص، وأن يسمح للطالبات بحضور بعض المحاضرات على نحو ما سارت عليه الطالبات لسنوات عديدة بفرع كلية الدعوة بالمدينة المنورة، إضافة إلى مد يد العون لهؤلاء الطالبات بتخفيف بعض العبء عنهن من نظرة أنهن يفتقدن لما يتمتع به غيرهن من الطالبات من الحضور المستمر للمحاضرات.
وطالبت الأستاذة بثينة بوضع خطة دراسية كاملة لهذا البرنامج، والنظر إليه من كافة الجوانب، فبرنامج كهذا يحدد مستقبل الطالبة جدير بإعطائه عناية خاصة، ومناقشته مناقشة فعلية علمية بعيدة عن الافتراضات والتوقعات والرؤى العامة، وعن أي احتمالات يمكن أن تساورنا في ما يمكن أن يحقق وما لا يمكن تحقيقه وما هي جدواه.
وشددت على أهمية تقييم المشروع بعد عامه الأول لنتعرف على نتائجه ونطور آلياته ونتوسع فيه إذا رأينا أن ذلك مفيد لمسيرة التعليم، ولا أريد للمشروع أن يمر بما مرت به تجارب أخرى لم تعط عناية كاملة؛ فكانت النتيجة هي عبارة «لم ينجح أحد» وبمعنى أكثر إيضاحاً: أن نكون في هذا البرنامج قد تجاوزنا مرحلة دراسة الجدوى واستنتاجات التعليم عن بعد، أينجح أم يفشل؟! لأن الهدف لابد أن يكون مد يد العون للطالبة التي تعيقها مسؤوليتها الأسرية عن الانتظام على مقاعد الدراسة.
معاهد فنية متخصصة للفتيات
وانتقد د. سعود بن عبدالله الرشيد رئيس قسم المناهج بكلية المعلمين بالرياض المطالبة بربط التعليم بالوظيفة، واعتبر ذلك خللاً خطيراً في المحيط الاجتماعي، ينبغي أن نجند له الطاقات لتبيان الوضع الذي ينبغي أن يكون عليه المجتمع في نظرته للتعليم.
وقال: التعليم مطلب ملح إذا ما أرادت أي دولة أن تحتل مكانتها التي ترنو إليها في عالم كبير اشتدت حدة التنافس بين أقطابه للفوز بالصدارة، إذ من المهم أن يعي المجتمع أن التعليم الجيد سيؤدي إلى مخرجات جيدة، وبالتالي ستخلق فرص وظيفية وعملية تناسب كل مرحلة، وغالباً ما تستحدث هذه الوظائف في وقتها نتيجة للتفكير المنطقي السليم في الواقع الذي نعيشه، ومع إيماني المطلق بأهمية التخطيط السليم لاستيعاب الطلاب والطالبات في مجالات علمية مناسبة لطموحاتهم العملية في المستقبل إلا أن ذلك لا يبرر أن نتجاهل أهمية التعليم بوصفه علما قائما في ذاته، وخاصة في المجالات التربوية للفتيات، فغالباً ما تكون وظيفة الفتاة بعد التخرج هي العناية بالأسرة، وتخريج جيل جديد، وهي مسؤولية ضخمة جداً تحتاج إلى من يعيها بعلمية وبروح مسؤولة تقدر ذلك وتتفاعل معه.
وألمح إلى أهمية توجيه التخصصات في المرحلة القادمة، بحيث يكون التركيز أكبر على التقنية واللغة الإنجليزية بوصفهما من المجالات الجديدة والمترابطة التي ينبغي التوجه إليها بقوة، علاوة على تشجيع الطاقات لخوض تجارب جديدة في التوظيف، وذلك بفتح مسارات مهنية في الكليات والمعاهد على مستوى الجامعات كلها.
وقد تفكر وزارة المعارف في معاهد متخصصة لتعليم الطبخ وإدارة المنزل والخياطة والصيانة وكل ما له علاقة بالفتاة التي ينبغي تهيئتها ليس للوظيفة فحسب بل لقيادة بيتها وإدارة دفة حياتها العائلية في المستقبل، فعليها ستنهض الأجيال الصاعدة، لذلك فإن إعدادها الإعداد التربوي السليم له نتائج إيجابية على المجتمع حاضراً ومستقبلاً.
المسألة أكبر بكثير من مجرد التفكير في عدد المقاعد المتاحة
من جهتها أشادت الدكتورة خديجة علي زارع الأستاذ المساعد ورئيسة مراكز القبول بهذه الخطوة التاريخية لتعليم الفتاة السعودية، وقالت: إن المشروع يعد قفزة للتعليم العالي في المملكة، وقد تحمست للمشروع منذ البداية، و سعدت بمساهمتي لدعمه، وذلك لما أحس به من «أزمة» فعلية في حجم القبول في الفترة الصباحية، وهذا يعني أن مئات الآلاف من الطالبات لن يتعلمن بل سيكن أسيرات للفراغ والوحدة وتعطيل الملكات والمواهب الشابة بين جدران المنازل، مما ينبئ بوجود خطر حقيقي على أخلاق البنات، إضافة إلى انعكاسات الفراغ على الصورة المشرقة للفتاة السعودية الملتزمة بتعاليم دينها الحنيف ورغبتها الأكيدة للإسهام في مسيرة الخير والنماء التي يشهدها وطننا الكريم.
وأكدت الدكتورة خديجة زارع على أهمية البحث الدائم عن بدائل للتعليم، ولا ينبغي أن نتكاسل عن مسؤولياتنا تجاه بناتنا، أو نستسلم للعقبات أيا كانت مصادرها، بل علينا استشعار المسؤولية، والتفكير بعمق في مستقبل الأسرة السعودية إذا لم تحصل الطالبة «الأم» في المستقبل على حظها وافياً وكافياً من التعليم والتربية والتهيئة للحياة الكريمة.
المسألة أكبر بكثير من مجرد التفكير في عدد المقاعد المتاحة أو الامكانات المتوفرة أو الارتباط بالوظيفة.. القضية لها أبعاد تربوية واجتماعية ووطنية.
إن استيعاب البنات في هذه المرحلة الحرجة من أعمارهن، والتواصل معهن سيحميهن من منزلقات العصر وتأثيرات العالم المفتوح في ظل النظام العالمي الجديد وتبعاته الخطيرة.
واختتمت د. زارع حديثها مؤكدة على الإقبال الشديد من أولياء الأمور والطالبات للالتحاق بالدراسة عن طريق الانتساب، حتى وصل الأمر بنا إلى الاستعانة بطالبات وعاملات كثيرات جداً للمساعدة على تنظيم القبول في ظل تدافع كبير وازدحام لم أشهده في تاريخ الكليات، وهذا دليل كبير على أننا أمام مشكلة «تعلُّم» وأمام مجتمع متطلع وطالبات وأولياء أمور، أمام حقوق تعليمية وواجبات دولة.
وشددت د. خديجة على أن المملكة العربية السعودية بلد كبير وقد حباه الله تعالى خيرات كثيرة وقيادة حكيمة وواعية تحمل هماً وطنياً بل دولياً وإسلامياً، والدولة قادرة بعون الله على إتاحة التعليم للجميع، وأقول: «التعليم»؛ لأن مخرجات التعليم الجيد هي التي تذلل الصعاب والعقبات التي قد تقابل أي مشروع حضاري في المستقبل، وهي التي ستنتج جيلاً عاملاً وفاعلاً، وهي التي تخلق الفرص الوظيفية، وهي التي تحمي من براثن «العولمة» التي بدأت تغزو العالم.
دور الإنترنت
ويقول عبدالله بن إبراهيم بن خنين ولي أمر إحدى الطالبات اللاتي استفدن من نظام الانتساب:
إن عصرنا الحالي يتصف بالانفتاح وانتشار المعلومات من مصادر متعددة مثل «الإنترنت» وغيرها من وسائل التكنولوجيا العصرية، مما يجعلنا نعتمد بصورة كبيرة على أساليب التعلم الذاتي واعتماد الطالب على نفسه في اكتساب المعرفة، ونجد أن نظام الانتساب يتفق مع هذا الأسلوب بدرجة كافية، حيث تستطيع الطالبة الاعتماد على نفسها في اكتساب المعرفة وإثبات قدراتها العلمية، بل نطمح إلى ذلك اليوم الذي تتعلم فهي الفتاة من خلال التعليم المفتوح أو ما يسمى بالجامعة المفتوحة التي يتعلم فيها الطالب عن طريق الإنترنت.
هل سيلغي الانتساب معاناة القبول؟
ومن جانب آخر التقت الصحيفة بالمواطنة عيدة الرويلي التي جاءت برفقة ابنتيها «خلود وآمال» وتقول: إن ابنتيها تخرجتا من الثانوية، ولم يجدن لهن مقاعد للدراسة الجامعية على الرغم من ان الأولى نسبتها 83% وأختها التي تخرجت العام قبل الماضي نسبتها 88% ولم يقبلن في كلية التربية بالرياض، على الرغم من محاولاتنا وكتابتنا للمعاريض والتوسلات وكلها لم تجد بحجة انتهاء المقاعد، ونأمل أن يتيح هذا النظام الجديد «الانتساب» قبول بناتي في أي تخصص، المهم أنني أريد أن يشغلن وقتهن بالمفيد، إلى أن يوفق الله تعالى ويتزوجن.
ست ساعات من الانتظار
ومن وسط الزحام الشديد على تقديم الملفات خرجت الطالبة حنان.. وهي فرحة مستبشرة، وقالت والتعب ظاهر في عينيها الذابلتين: لقد وقفت أنتظر دوري لتقديم طلبي منذ ست ساعات، ولكن الحمد لله أخبروني بأني يمكن أن أبدأ الدراسة في قسم علم النفس، وهو القسم الذي أحبه، وإن كانت الدراسة بالانتساب هي أقل من طموحاتي، ولكني لم أجد وسيلة أفضل منها، بعد أن أقفلت كل الطرق والسبل الممكنة للدراسة بالانتظام.
وتذكر حنان ميزة أخرى لهذا الأسلوب تتمثل في مساعدته للطالبة بشكل خاص التي لا تستطيع الانتقال أو البقاء في مدينتها بعيدة عن أهلها.
معاناة تسع سنوات
أما الطالبة صالحة الغامدي، فقد بدت أكثر تفاؤلاً بعد انقطاع تسع سنوات عن التعليم.. تقول صالحة: إنني تزوجت بعد المرحلة الثانوية مباشرة، ولكن بعد سبع سنوات من الزواج قدَّر الله تعالى وتوفي زوجي في حادثة مرورية، ومررت بحالة يأس وقنوط لا نهاية لها، وحاولت أن أكمل دراستي لعلني أجد وظيفة تعينني على الوفاء بالتزاماتي تجاه أبنائي الثلاثة، ولم أوفق، وما ان سمعت بنظام الانتساب حتى طرت فرحا، ولا أخفيكم سرا فإنني وأنا متوجهة لتقديم طلب للكلية أحسست بأني لن أقبل ظناً مني بأن المقاعد أيضا محدودة، ثم أصطدم بعوائق المعرفة والواسطة التي تعودنا سماعها كثيرا، ولكني فوجئت بأنهم أخذوا طلبي وأخبروني بالقبول خاصة أن نسبتي جيدة ولله الحمد وهي 87% القسم الأدبي، وأنا «أستعد الآن لإعادة تجربتي الدراسية وأشعر بسعادة غامرة لا أستطيع أن أعبر لك عنها.
مبررات مشروع «الانتساب» من وجهة نظر وزارة المعارف
وفي نهاية هذا الاستطلاع الذي شاركنا فيه مجموعة من أساتذة الجامعات وأستاذات كليات البنات والجامعات وأولياء الأمور والطالبات.. توجهنا إلى وكيل وزارة المعارف لكليات البنات الدكتور عبدالله بن علي الحصين، الذي انطلق في حديثه مبيناً أهمية الانتساب من وجهة نظر الوزارة بوصفه أحد الحلول السريعة لمعالجة وضع متفاقم قد تنتج عنه آثار اجتماعية ونفسية سلبية وضارة ليس على فتياتنا فقط بل على الوطن برمته، ابتداء من المجتمع الصغير المحيط بالفتاة كالآباء والأمهات والأسر، مروراً بالمجتمع الكلي وانتهاء بمشروعات وطنية كبرى.
ويرى الدكتور الحصين أن كل مشكلة يجب أن يكون لها حل، وأن هذا الحل يجب أن يكون واقعياً في إطار ما تسمح به الامكانات والظروف والسياق الزمني للعلاج.. فإذا كان لنظام الانتساب بعض السلبيات فإن إيجابياته أكثر وأهم؛ لذا لا يصح أن نتخذ موقفاً معارضاً منه بسبب هذه السلبيات أو القصور في الامكانات.. ولكن الإجراء الإيجابي الذي يواجه المشكلة ولا يهرب منها هو: التفكير في كيفية تلافي هذه السلبيات، وتدبير الامكانات اللازمة، واتخاذ الإجراءات والضمانات لنجاح هذا النظام.
ووفقاً لهذا التوجه يرى الدكتور الحصين أن التوسع في نظام الانتساب وتطويره يمثل خطوة ضرورية وبناءة في طريق انتشال بناتنا من براثن الفراغ في مرحلة عمرية حساسة، وفي ظل وجود متغيرات إعلامية وثقافية قد تؤثر سلباً عليهن ما لم يكن مشغولات بمستقبل جامعي ومناهج ومقررات تلتزم بالقيم والفضائل الإسلامية، وتملأ فراغ أيامهن بالمفيد النافع لهن ولمجتمعن.
ويضيف الدكتور الحصين أن الانتساب ليس أمراً مستحدثاً لا في المملكة، ولا في الدول الأخرى، بل هو أحد الأنظمة المعمول بها عالمياً لضمان حق التعليم الجامعي لخريجي الثانوية العامة، وخاصة البنات اللاتي تتضاءل أمامهن الفرص والبدائل الأخرى.
فإذا اتفقنا من حيث المبدأ على ضرورة الأخذ بالتوسع في نظام الانتساب وتطويره، فإن الاختلاف في أسلوب التطبيق الذي يمكن معالجته، ومن حق الجميع أن يختلف حوله تحقيقاً للمصلحة العامة.
لذا فإن وكالة كليات البنات وضعت عدداً من الخطوات الإجرائية الكفيلة بمعالجة أوجه القصور بإذن الله خاصة إذا ما علمنا أن السنتين الأولى والثانية تكون الدراسة فيهما عامة ونظرية ومساوية تماما لما يطبق بكليات الآداب، ثم يُعطى للطالبة الحق في اختيار مسار الآداب النظري أو مسار التربية.
وفي حا لة وجود مفردات تستدعي التواصل بين الطالبة وأستاذة المادة فإننا سنعالج هذا الموضوع بكافة الامكانات المتاحة، ونأمل بإذن الله أن يتم تنظيم جداول دراسية للمنتسبات في المواد التي تتطلب تدريبات معملية حتى يمكن التغلب على القول إن كليات التربية كليات تطبيقية لا يصح فيها الانتساب، كما نأمل أن يتم توظيف نظام التعليم عن بعد الذي اتخذت فيه الوكالة خطوات كبيرة، وسوف يستفيد منه نظام الانتساب بإذن الله.
وأشار د. الحصين إلى أنه قد تم التفاهم مع وزارة المالية والاقتصاد الوطني مؤخراً بتخصيص مبلغ مالي لإنشاء معمل تقني لبث المواد المتشابهة؛ كالتفسير والحديث وعلوم القرآن واللغة العربية والتاريخ.. الخ على مستوى المملكة في آن واحد، مشيراً إلى أنه قد تم بالفعل تخصيص المبلغ المطلوب، وتم فتح مظاريف المناقصة لهذا الغرض في 23/7/1423هـ، وهي الآن تحت الدراسة الفنية؛ تمهيداً لترسيتها بإذن الله.
ولعل هذا سوف يتيح التغلب على نقص الاحتياج في أعضاء هيئة التدريس، كما يتيح استقطاب أعلى الخبرات في إلقاء المحاضرات وبثها من خلال هذا العمل.
توظيف التقنيات الحديثة وتوفير حقائب تعليمية
وأوضح وكيل وزارة المعارف لكليات البنات أن مما سيساعد في إنجاح مشروع الانتساب توظيف «التقنيات الحديثة» لتزويد الطالبات بالمواد الدراسية؛ كأشرطة الفيديو والأشرطة السمعية والحقائب التعليمية الحديثة وبرمجيات الحاسب الآلي، وإنشاء مراكز بالكليات تتولى القيام بهذا الغرض، ومساعدة الطالبة في علاج أي مشكلة قد تعترض مسيرتها التعليمية، وذلك ما أكد عليه معالي نائب الوزير لشؤون تعليم البنات د. خضر بن عليان القرشي، بل تتطلع وكالة الكليات أيضاً إلى إنشاء «قناة تلفزيونية تعليمية» تبث لجميع المنتسبات في المملكة، بحيث تتيح هذه القناة عملية التواصل مع المحاضرات كما هو معمول به الآن في برامج البث المباشر، ونأمل أن تلقى هذه الفكرة فرصتها للتنفيذ بإذن الله.
وحيث يوجد للكليات موقع على الإنترنت فنأمل أن نوفق في إضافة خدمة الإرشاد الأكاديمي للطالبات المنتسبات عن طريق هذا الموقع؛ لحل مشاكلهن الدراسية عن طريق الحوار المباشر مع أساتذة المواد، وتلقي الإرشاد الأكاديمي أيضاً، كما أننا نعمل على إيجاد الية ميسرة في عملية إجراء الاختبارات وتصحيح الأوراق بالاستفادة من التقنيات الحديثة، وسنعمل على توفير الامكانات اللازمة من الكوادر الإدارية والفنية وتحسين أوضاع الكليات من التجهيزات والمعامل وأوعية المعلومات والخدمات الصحية والنفسية مما يساعد على إنجاح هذا المشروع بإذن الله.
مشاهدات من صالات القبول بمنطقة الرياض
لاحظنا أثناء مرورنا بين الطالبات في ردهات الكليات، حماسة منقطعة النظير: رغبة وجدية مطلقة ومثابرة لاختراق كافة المحاولات لتنظيم القبول، وتدافعاً كبيراً خوفاً من ضياع فرص القبول.
الامكانات المادية والبشرية متواضعة على الرغم من محاولات أستاذات القبول والعاملات توفير الجو المناسب إلا أن الأعداد المهولة من الطالبات أضعف من توفير الخدمة بشكل جيد مما جعل الطالبات يشعرن بالتعب والإعياء أحياناً.
كثير من الطلبات تزيد نسب الطالبات عن 80% ومع ذلك لم يجدن مقاعد للدراسة الصباحية.
بالمقابل هناك طلبات كثيرة من طالبات نسبهن أعلى من 90% وكان يمكن أن يقبلن في الدراسة الصباحية، ولكنهن فضلن الانتساب للوفاء بالتزاماتهن الأسرية والعائلية.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved