حلقات يكتبها: حميد بن عوض العنزي
عندما بدأت الإعداد لحلقات حدود الوطن عن الرياض اكتشفت انني امام عقود من التاريخ المتشابك والمحملة صفحاته بالكثير من الاحداث التي نستدل من خلالها على ان هذه المدينة الحالمة والرائعة حالياً كانت قد عاشت فترات من عمرها على صفيح ساخن لدرجة الغليان.
الرياض هذه التي احببناها لم تصل الى ما وصلت اليه بسهولة انما كان لكل شيء ثمنه والتاريخ يشهد بذلك.
الجزء الاول من حلقات الرياض والذي نتناول فيه الرياض المدينة وليست المنطقة سيكون مخصصاً للجانب التاريخي، وسيكون الجزء الثاني الذي سيأتي خلال الاسابيع القادمة مخصصاً لتتبع نهضة الرياض الحديثة.
اليوم في الحلقة الاولى نستعرض تاريخ حجر فتابعوا معنا ففي حدود الوطن هذا الاسبوع الكثير من المعلومات التي قد تغيب عن البعض.
تُعد مدينة الرياض مدينة قديمة تاريخياً وأثرياً وقد قامت على انقاض مدينة حجر كما ترجع معظم المسوحات التاريخية.
ومدينة حجر كانت حاضرة اليمامة وهي مكان شهد تواجداً بشرياً تشير بعض المسوحات الاثرية الى انه يعود الى العصر الحجري القديم الاعلى وتؤكد البحوث التي اجريت على الادوات الحجرية والتي تعود الى الحضارة الاشولية المتوسطة والمتأخرة تؤكد ان تلك الادوات تعود الى ما بين 250 الف سنة ومائة الف سنة وتشتمل تلك الادوات الحجرية التي عثر عليها في منطقة مطار الملك خالد على فؤوس حجرية ويرجح المختصون كما يذكر الدكتور محمد محمدين الى ان تكون هناك مساكن مدفونة تحت طبقة ارسابات وادي المخر شمال شرقي الرياض.
والبحث في مدينة حجر يحتاج الى بحث متواصل لاسيما في ظل اضمحلال المصادر التاريخية عن تلك المدينة حيث يقول العلامة حمد الجاسر، رحمه الله: «من المؤسف ان المصادر التاريخية المدونة المعروفة لا تتضمن معلومات مقنعة من حيث التفصيل والصحة عن تاريخ سكان البلاد في عهودها القديمة، وكل ما يجده الباحث فيها نتف اخبار مقتضبة متضاربة».
ولا تُشكل الآثار التي وجدت عاملاً مهماً في تحديد موقع مدينة حجر حيث يذكر فلبي في كتابه قلب الجزيرة العربية بان الاطلال الباقية وغير الهامة كانت تقع الى الشمال الشرقي من مدينة الرياض تداول الناس انها حجر اليمامة ولكن امتداد هذه البقايا المحدودة لا يوحي بأنها حجر اليمامة.
وهذه الاطلال التي ذكرها فلبي ربما انها نفسها التي قال عنها العلامة حمد الجاسر انها كانت قصراً على شفير البطحاء فيه نخل اطلق عليه حجر حتى منتصف القرن الحالي ثم انحصر الاسم في بئر صارت تعرف ب«بئر حجر» ثم ردمت هذه البئر وحولت ارضها الى دكاكين اصبحت تعرف بشارع الوزير «شارع الملك فيصل».
مدينة حجر وازدهارها
تعتبر منطقة وادي حنيفة من مناطق الاستقرار البشري القديمة، واول ما يذكره التاريخ - على قلة النصوص التاريخية القديمة المتعلقة بالمنطقة - عن اعمار هذا الاقليم، هو انه كان موطنا لقبائل طسم وجديس «البائدة». فقد سكنت جديس العرض «حنيفة» عند نهايته في منخفض منطقة الخرج، واستقرت طسم في عاليته واواسطه عند التقاء مجموعة من الروافد.
وقد عرف اسم حجر اول ما عرف مقروناً باسم طسم، لذلك فهي اول قاعدة لاقليم اليمامة، وقد امتد نفوذ طسم زمن ازدهارها حتى شمل كل بلاد العروض اي اقليمي اليمامة والبحرين فيما بعد.
وقد امتازت حجر عن بقية واحات نجد بتوسط موقعها بين المراكز الموزعة في الوادي وبين مضارب البدو أيضاً، وسهولة الوصول اليها ومنها ايضا، خاصة بالنسبة لمواقع الاستقرار الجنوبية في اقليم جديس.
مدينة حجر زمن طسم:
لقد بنى الطسميون عاصمتهم في حوض زراعي، ترتفع الارض تدريجيا من وسطه باتجاه التلال الصخرية الواقعة الى الشمال والغرب حتى يندمج سطحها مع سطح الهضبة عامة.
وكانت تمتد على ضفاف وادي «الوتر الغربية» اي «البطحاء» في مواقع قد تتغير، الا انها محصورة «فيما بين جبل أبو مخروق «في الملز» حتى تقرب من منفوحة» فهي تحتل موضع مدينة الرياض تماماً.
وقد توسعت مدينة حجر في فترة من تاريخها الطسمي وضمت قرية «الشط» الواقعة الى الغرب منها. وكان في هذه القرية حصن «معتق» الذي كان يطل على الواديين في وقت واحد اي على وادي حنيفة والبطحاء، وكان الطسميون قد شيدوا حصونا كثيرة في مدينة حجر منها «بتيل» حجر وقصر الترملية، وقد روي ان بعض بقايا هذه القصور وقصر الشموس شوهدت في اول القرن الرابع الهجري.
مدينة حجر في زمن بني حنيفة وفي صدر الإسلام:
ويذكر الدكتور عبدالرحمن الشريف في كتابة « مدينة الرياض درامة في جغراقية المدن »انه تفرقت القبائل العدنانية اثر موجة من الجفاف الشديد، وبلغت احداها وهي قبيلة «عنزة» اليمامة، فوجدت بلادا واسعة ونخيلا وقصورا وفيها بقية من طسم تعرف ببني هزان وسكنت في احد جوانب الوادي.
ثم ظعنت قبائل حنيفة من عالية نجد واطراف الحجاز واستولت على حجر حينما رأت قصورها ونخيلها وبساتينها خالية وانتشرت في الوادي وقد جاوروا في بادىء الامر العنزيين وبني هزان، ثم تغلبوا عليهم واختلطوا بهم وكان ذلك في نحو قرنين قبل الاسلام.
وقد استعادت مدينة حجر ازدهارها السابق في عهد بني حنيفة في الجاهلية ونمت «وبقيت قصبة اليمامة ومقر ولاتها».
وقد اتخذها العرب سوقاً من اسواقهم يفدون اليها من جميع الانحاء «للبيع والشراء والمنافرة والمفاخرة ويقيمون فيها من اليوم العاشر من شهر محرم الى نهايته من كل عام».
غير ان بلدة «الخضرمة» الواقعة في نهاية وادي حنيفة بدأت قبيل ظهور الاسلام تنازع مدينة حجر السيادة على اقليم وادي حنيفة.
وقد اسلم قسم من بني حنيفة ثم ارتدوا عن الاسلام، ودخلوه ثانية بعد حروب الردة، ثم اصبح اقليم اليمامة احد اقاليم الدولة الاسلامية الفتية، وقد احتفظ الخلفاء الراشدون وكذلك خلفاء بني امية بمدينة حجر كقاعدة لاقليم اليمامة الذي كان يرادف منطقة نجد في الوقت الحاضر، حيث كان يمتد حتى حدود البحرين شرقا والعراق في الشمال الشرقي، ويضم القصيم شمالا والافلاج جنوبا على الربع الخالي، كما تشرف حدوده الغربية على اقاليم الحجاز.
وقد ذكر ابن رسته ان شرق بلاد اليمامة متصل «بحدود البحرين وغربها يفضي الى مكة وشمالها بواد متصل بالعذيب والضرية والنباج وسائر حدود البصرة، وجنوبها ببلاد اليمن. ومصر اليمامة الحجر «اي عاصمتها» وبها منزل السلطان واليها تجلب الاشياء». وبقيت مدينة حجر في العصر الاسلامي محطة في طريق القوافل خاصة في طريق حجاج البحرين.
مظاهر اضمحلال مدينة حجر
يؤخذ مما كتبه المؤرخون المعاصرون للعصر العباسي ان ان منطقة اليمامة بقيت اقليما واسعا وهاما شأنها في العصور السابقة.
ولكن لم تبق مدينة حجر مزدهرة مدة طويلة، فقد اصابتها النوائب وتقلصت ثم تجزأت، وقد بدأ هذا الوضع ينتابها تدريجيا منذ النصف الثاني للقرن التاسع الميلادي، فقد ذكر ابن حوقل خبر «انقشاع اهل اليمامة» الى ارض مصر.
ونتج عن هذا التشتت ان نقص عدد العاملين في المدينة، وبالتالي خرب الكثير من البساتين الزراعية وتأخر الانتاج واغلق العديد من المتاجر ودكاكين الحرفيين، فاضطرب حبل الامن وتوفرت اسباب الجرائم.
وتحولت في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين الى قرى صغيرة متفرقة، ذكر منها: مقرن ومعكال والعود والبنية والصليعاء وجبرة والخراب وكانت كل قرية منها حياً من احياء حجر، وبدأ اسم حجر يخبو منذ ذلك الوقت ويختفي لتبرز اسماء هذه الاحياء «القرى»، وقد تناوبت معكال ومقرن الاهمية كقاعدة للاقليم.
هل حجر هي الرياض؟
يُعد احتمال قيام الرياض على انقاض حجر اكثر الاحتمالات كما يذكر ذلك الدكتور محمد محمود محمدين وهذا الاحتمال له انصار كثيرون واول من دوَّن ذلك هو المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي في كتابه عجائب الاثار في التراجم والاخبار حيث يذكر احداث شهر شوال سنة 1236هـ «اي منذ 175 عاما» فيقول: ودعا مشاري بن سعود الناس الى طاعته فاجابه الكثير منهم فكادت تتسع دولته وتعظم شوكته.. واما عمرو واولاده و بنو عمه فتحصنوا في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين بحجر اليمامة وبينها وبين الدرعية اربع ساعات للقافلة على اننا لا ندري ما المصدر الذي اعتمد عليه الجبرتي في ذلك، ومن المرجح انه اعتمد على ما تداوله الناس بشأن بقايا المباني التي اشار اليها فلبي «بعد ذلك بأكثر من قرن» بأنها ليست الا بقايا قرية صغيرة.
ومن الذين اشاروا الى ان «حجر» كانت على نفس موقع الرياض وذلك بطريقة غير مباشرة، الشيخ محمد بن عبدالله بن بليهد النجدي وذلك في كتابه صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الآثار حيث يقول:« اما منفوحة فهي باقية الى هذا اليوم بهذا الاسم، قال في معجم البلدان: على شط اليمامة قرية في حجر اليمامة قبلتها بين الوتر والعرض قد اكتنفها حجر اليمامة». ومما تجب الاشارة اليه ان النص الذي نسبه ابن بليهد لمعجم البلدان ليس صحيحا، اذ ان «ياقوت الحموي» وفق ما جاء في معجم البلدان عند الحديث عن منفوحة يقول«بالعرض من اليمامة واد يشقها من أعلاها الى اسفلها والى جانبه قرية مشهورة من نواحي اليمامة كان يسكنها الاعشى هكذا ورد النص دون اشارة الى حجر».
وذكر ابن بليهد في اكثر من موضع بكتابه صحيح الاخبار تحديدا لحجر، فتارة يقول «وحجر: هو حجر اليمامة الموجود اليوم في الرياض ولايزال بهذا الاسم».
وتارة اخرى يجعلها جنوب غربي منفوحة، حيث يقول نمار: واد يشق جبل العارض يأتي سيله من جهة الغرب ويصب في وادي حنيفة، وهو من اودية العارض المشهورة في طرف حجر اليمامة، ومعروف ان وادي نمار يلتقي بوادي حنيفة جنوب غربي منفوحة.
العلاقة بين البحر والرياض
يذكر فؤاد حمزة في كتابه «قلب جزيرة العرب» ان البحر الابيض المتوسط كان يمتد في الازمنة الجيوراسية من شمال شبه جزيرة سيناء حتى منطقة جبل طويق من العارض وان اراضي منطقة الرياض الواطئة كانت تغمرها مياه البحر واما هضابها المرتفعة فكانت تؤلف جزيرة وسط البحر.
ويتفق معه في هذ الرأي المستشرق الانجليزي فليبي، وتشير الدراسات الجيولوجية والكشوف الاثرية إلى ان الجزيرة العربية كانت في الازمان العريقة في القدم تغمرها الاشجار والازهار وتتدفق فيها العيون والانهار.
سادلير في نجد قبل 183 عاماً
ظلت الجزيرة العربية، منذ القرن الثامن عشر وحتى وقت قريب، محط أنظار الرحالة الأوروبيين الذين توافدوا عليها في رحلات متعاقبة لاستكشاف مجاهيل الجزيرة ودراسة أحوالها والتعرف إلى طبيعة الحياة الاجتماعية فيها، بعد أن أخذت الجزيرة العربية تحظى باهتمام متزايد من قبل الدول الأوروبية المتطلعة للوصول إلى الشرق العربي، وكان الرحالة الدنماركي نيبور أول من قام برحلة إلى الديار النجدية وذلك قبل أكثر من مائتي عام، ثم جاء من بعده الرحالة السويسري بوركهاردت (1814 - 1815م)، الذي جمع معلومات كثيرة جداً عن الجزيرة العربية ودرس تاريخ دعوة التجديد التي قادها الإمام محمد بن عبدالوهاب وتركيب الدولة السعودية الأولى وتناول العلاقات الاجتماعية عند البدو والحضر واهتم بأشكال الأسرة والمِلكية.
وفي عام 1819م عبر الضابط البريطاني جورج فورستر سادلير الجزيرة العربية من القطيف إلى ينبع، وتوقف خلال رحلته في أوائل شهر أغسطس/ آب في كل من الرياض ومنفوحة والدرعية وغيرها، وقد دون في كتابه «رحلة عبر الجزيرة العربية» الكثير مما رآه وصادفه في هذه الرحلة الطويلة الشاقة عن أحداث ورجال تلك الفترة وعن البلدان والقرى والمياه والأراضي التي مر بها، وسادلير هو أول رحالة اخترق جزيرة العرب من شرقها إلى غربها.
بدأ سادلير رحلته إلى الديار النجدية في الثلاثين من يوليو/ تموز 1819م وقد قكتب في يومياته يصف هذه البداية قائلا:
«.. كان طريقنا باتجاه الجنوب والجنوب الغربي عبر منطقة ذات تلال تغطيها الحصباء.. ولقد غار ماء المطر في أماكن كثيرة فبدت الصحراء مُنعشة بهطول هذه الأمطار التي سببت لنا الكثير من الأذى، نزلنا عند الثمامة في الساعة الثانية عشرة فوجدنا كمية ضئيلة من ماء المطر في واد صغير شديد الانحدار على ضفته أشجار السنط ذات الحجم الكبير وقد جعلني المنظر العام للوادي أجزم ان سيلا كبيرا يجري فيه بعد كل وابل مطر خلال فصل الشتاء».
وفي الثاني من أغسطس/ آب تابع سادلير مسيره باتجاه «منفوحة» لكنه اضطر الى التوقف بسبب من عاصفة رعدية رهيبة ووابل من المطر ولم يتمكن من مواصلة السير إلا في اليوم التالي حيث يقول في يومياته:
«تابعنا طريقنا الى «منفوحة» الذي يتجه جنوبا، وخيمنا في حدود ميل من ذلك المكان الذي يحيط به حطام واسع لأسوار وأبراج، وهذا يشير إلى أن هذا المكان كان في يوم من الايام مزدهراً، وتقع الدرعية في وادٍ ضيق شديد الانحدار الى الشمال الغربي لمنفوحة وعلى بعد عشرة أميال عنها، وختم النهار بوابل من المطر وعاصفة رعدية».
أقام سادلير في «منفوحة» ثلاثة أيام اتيح له خلالها أن يتجول في انحائها وأن يزور الرياض للتعرف إلى أحوالها وشؤون سكانها وقد تحدث عن مشاهداته وانطباعاته فيها فقال:
«.. كان لدي من الفراغ في هذه الفترة ما يسمح لي بزيارة «منفوحة» التي تحوي ما يقارب ألفي أسرة، وفيها بعض البيوت الجيدة مبنية بالطين، والحجارة، وبعضها يتألف من طابقين نحو الأعلى وسطوح منبسطة، أحيط هذا المكان بسور وخندق، أما قرية الرياض فواقعة الى الجنوب على بعد ميل تقريبا يفصلها عن منفوحة دمار الأسوار والبيوت، وكل قرية محاطة بمساحات واسعة مزروعة نخيلا تحصل على الماء من آبار عميقة، وفي فصل الشتاء تشكل السيول المندفعة من الجبال الجرداء جدولا كبيرا يغمر الوادي».
ويذكر سادلير ان الخضار الوحيدة التي وجدها في الاسواق كانت «قليلا من الباذنجان والبصل والسبانخ» أما الفواكه فهي البطيخ الأحمر والشمام والتين، وقال انه توجد زراعة قطن في الحدائق المجاورة لكلا القريتين - الرياض ومنفوحة - بينما كانت فلاحة القمح والشعير في الفترة التي سبقت قائمة على قدم وساق، بالاضافة إلى الذرة الهندية».
كان سادلير كثير الأسئلة والاستفسار عن كل ما يقع عليه بصره أو يحصل أمامه، وقدظل مبهوراً لمنظر المطر الغزير الذي شاهده يهطل بغزارة ولم يكن يتوقع حصوله في هذه المنطقة من الجزيرة العربية، وفي هذا الفصل من السنة بالذات، وهو يشير إلى ذلك في يومياته فيقول:
«.. أخبرني القرويون انه لم يسبق ان حصلت مثل هذه الظاهرة خلال ما يتذكره أسنُّ رجل في هذه القرية في سني حياته، وعندما وجهت بعض تساؤلاتي بصدد هذا الموضوع الى أحد عرب منفوحة أجاب هاتفاً: الله عظيم، لقد عشت لأرى ثلاث آيات في يوم واحد: تركياً وافرنجياً في منفوحة، وأمطاراً، في منتصف الصيف».
كانت القرى الوحيدة التي ذكر انها بجوار الدرعية هي: عرقة، الرياض، منفوحة، ضرما، العيينة، حريملاء. وإلى الجنوب توجد قرى: السلمية، الخرج، والحوطة. كما ذكر لي اسم «اليمامة» أيضا.»
ويتحدث سادلير عن زيارته «الدرعية» فيقول: انطلقنا في الساعة الخامسة من صباح الثالث عشر من آب/ أغسطس وكان الجزء الأول من طريقنا يتجه نحو الشمال ثم انعطفنا فجأة نحو الغرب متبعين طريق الوديان التي تشكلها التلال الجرداء حيث وصلنا إلى موقع الدرعية في الحادية عشرة قبل الظهر.
تمتد الى الغرب سلسلة أخرى من التلال بين الشمال الغربي والجنوب الشرقي، كما ترى سلسلة أخرى الى الشمال متجهة نحو الشمال الشرقي، فالبناء في هذه المدينة كثيف ومتقارب ومرتفع على بروز طبيعي يحميه من أحد جوانبه وادٍ ضيق عميق شديد الانحدار، ومن جهة الغرب سلسلة من الأبراج موصولة فيما بينها بسور، ويشار إلى هذا الجانب الغربي باسم الطريف» وهو منفصل عن البلدة الشرقية المسماة «السلي» بالوادي العميق الضيق الرئيسي، كان هذا الجانب أيضا محاطاً بأبراج وسور.
ويحمل الوادي مسؤولية الاتصال مع الأجزاء الأخرى من المدينة الواقعة إلى الشمال التي لم تكن محمية بشكل جيد إذا ما قورنت مع الجانب الجنوبي، ويجري من خلال هذا الوادي جدول ماء على مدار السنة، يزداد في الشتاء الى مستوى سيل.
كانت حدائق الدرعية تنتج المشمش والتين والعنب والرمان، وكانت تمورها ذات مواصفات جيدة جداً، كما ذكر وجود الليمون فيها بالاضافة الى كثير من أشجار الفاكهة الأخرى.
|