Friday 25th October,200210984العددالجمعة 19 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رحمك الله يا أبا عبدالرحمن رحمك الله يا أبا عبدالرحمن
سعد السهلي

أكتب هذه الأسطر وهي في رجل يعد فقيداً لهذا الوطن الغالي ألا وهو الأستاذ عبدالله عبدالرحمن السلوم مدير مكتب سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، هذا الرجل الذي عرفه الكثيربتواضعه وحبه لأعمال الخير.
وداعاً أيها الأخ العزيز وداعاً يمزج به الحزن والألم على فراقك المرير انني أكتب هذه الأسطر وقد يخونني التعبير من هول الصدمة التي أثرت في الكثير ممن يعرفون هذا الأخ العزيز وممن يسمعون به رحمه الله رحمة واسعة عرفته منذ ما يقارب العشرين عاما فكنت أكتب القصيدة وأنتظر الرد من قبله فكان الصادق الذي لا يحب المجاملة خاصة بما يتعلق بأدبنا الغالي علينا جميعاً. أما بالنسبة إلى خصال وسجايا هذا الرجل فهو من الذين يحبون أعمال الخير ويحبون مساعدة الآخرين كان صادقاً في تعامله كان من الواصلين حتى رغم مشاغله وارتباطاته بالسؤال عن أصدقائه..
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن يا أستاذنا ويا شاعرنا الذي كنا نسعد عندما نراك ونسعد عندما نرى قصيدة مدونة باسمك إنني أذكر أبيات من قصيدة دونت باسم عبدالله السلوم ومنها:
قال الوداع وقلت هذا مكاني والله لو طال الزمن ما تعداه
أما ليا منه رجع له لقاني ولا يكفيني مكانه وذكراه
ما أجمل هذه الأبيات وما أجمل هذا التصوير الرائع من شاعر عرفت عنه الكثير من المواقف التي تذكرني بالأستاذ عبدالله.. تقابلت في يوم من الأيام بالفنان الشاب محسن عبدالله وسألني هل لك معرفة بالشاعر عبدالله السلوم
قلت له نعم خير يا أبا عبدالله.
قال: أرجوك يا أبا بدر أن تأخذ لي تنازلا عن القصيدة «قال الوداع»
قلت له: ابشر .
وبعدها بفترة ذهبت إلى الأستاذ عبدالله السلوم في مكتبه وسلمت عليه وقلت له: أستاذي يوجد فنان شاب يملك جميع مقومات الفنان الناجح أبلغني بأن آخذ تنازل من قبلكم على قصيدة :«قال الوداع» ضحك رحمه الله وقال: «أخوي سعد القصيدة قديمة ونظمتها وأنا شاب والآن أنامثل ما أنت شايف لا أريد الخوض في كتابة قصائد الغزل وأرجو أن تبلغ هذا الفنان السلام وتقول له عبدالله السلوم يعتذر لأنه لا يريد أن تغنى قصائده وهو في هذا السن»..
رحمك الله أيها الرجل الشهم وأحسن الله عزاءنا على فقدانك كما أقدم خالص عزائي لأبناء الفقيد وجميع عائلته وندعو له بالرحمة والمغفرة ولا نملك إلا أن نقول {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} أما أنا إخواني وأعزائي القراء لا أملك إلا أن أقول لكم هذين البيتين اللذين لا يقالان إلا في إنسان غالٍ من أمثال عبدالله السلوم:
أحدٍ يموت وينتهي ساعة الموت وحدٍ يموت وله من الذكر باقي
وحدٍ صحيح المرجلة فاتته فوت مثله مثل بيتٍ بليا رواقي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved